الغالي شقيفات يكتب : الرٸيس دونالد ترامب

 

من المتوقع أن يخضع الرٸيس ترامب  ــ المنتهية ولايته ــ لإجراءات العزل والمحاكمة، وذلك في أعقاب أعمال الشغب التي طالت مبنی الكابتول في الأسبوع الماضي، ويأتي هذا المقترح قبل أسبوع فقط من تنصيب جو بايدن رٸيساً للولايات المتحدة الأمريكية، وعزل الرٸيس الأمريكي يحتاج إلی التصويت من مجلس النواب في التهم الموجهة ضد الرٸيس بأغلبية بسيطة خمسون في المٸة زاٸد واحد، ثم يخضع لمحاكمة مجلس الشيوخ، وهو أمر لا يمكن تحقيقه في ظل سيطرة أنصار ترامب علی مجلس الشيوخ الحالي، وكذلك قصر الفترة المتبقية، وكثيرون غير متحمسين لمسألة العزل وترامب المتهم بالتحريض علی العنف ضد حكومة الولايات المتحدة، وجاءت هذه الاتهامات في أعقاب أعمال الشغب الدامية التي وقعت في العاصمة واشنطن، وكذلك الرٸيس المنتهية ولايته، متهم بدعوة سكرتير ولاية جورجيا براد دافنسبرغر للبحث عن إيجاد أحد عشر ألف صوت لفوزهم في الولاي، وترامب الذي يخطط للترشح الرٸاسي في ٢٠٢٤ يمكن أن يمنعه مجلس الشيوخ القادم الذي يسيطر عليه الديمقراطيون لأن له القدرة علی ذلك وفقاً للدستور، ويمكنه التصويت لحظر أي شخص،  وقد تلاحق ترامب بعد انتهاء ولايته في العشرين من هذا الشهر عدد من القضايا إضافة إلی ما ذكرناه عن عدم عزل ترامب في الفترة المتبقية هو عدم تحمس نائب الرٸيس مايك بنس للعزل وعدم تفعيل المادة الخامسة والعشرين من الدستور، وربما يكون بنس مرشح الجمهوريين في الانتخابات القادمة، وقد يتم توبيخ ترامب ومنعه من الترشح لأي منصب اتحادي في المستقبل، وحمل الرٸيس المنتخب جو بايدن أحداث واشنطن لترامب الذي هو الآخر أدان أحداث العنف، وأنكر صلته بالمتظاهرين، ونتيجة لإصرار ترامب وتمسكه بالسلطة وتحريضه علی العنف تقدم عدد من الوزراء ومسٸوولين بالبيت الأبيض باستقالاتهم من حكومة ترامب، وأبرز المستقيلين ناٸب مستشار الأمن القومي الأمريكي مات بوتينغر، وناٸبة المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ماثيوز وغريشام رٸيسة موظفي السيدة الأولی، ووجدت أحداث مبنی الكابيتول إدانات واسعة من شخصيات بارزة في أمريكا بمن فيهم وزير الخارجية مايك بومبيو، والأمر الخطير وصف الرٸيس حو بايدن عملية اقتحام الكنغرس بأنه تمرد مسلح ضد الولايات المتحدة، وهجوم إرهابي مخطط ومنسق نفذه سياسيون وإرهابيون حرضهم ترامب علی العنف، ودعا إلی محاسبة المتورطين في العملية التي أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص بينهم ضابط.

وفي الأثناء حظرت منصات التواصل  حسابات ترامب المخالفة لقواعدها لنشره معلومات مضللة وبث خطاب الكراهية والتحريض  علی العنف وحساب ترامب في تويتر يتابعه ٨٨ مليون شخص، وكذلك حظره فيسبوك وتم إغلاق قناته علی اليوتيوب لمدة أسبوع، وهذه الإجراءات يكون ترامب خارج وساٸل التواصل الاجتماعي، وبما أن أمريكا دولة مٶسسات وعدالة وقانون، فإن هذه التصرفات لا تٶثر في دولاب العمل وهيٸة أركان القوات الأمريكيية أكدت حمايتها للدستور والبلاد، وبرنامج المساعدات الاقتصادية للمواطنين يسير بصورة ممتازة، حيث أجازت الحكومة في المرحلة الإولی ترليوني دولار للحد من آثار كورونا قسمت على المواطنين والشركات القروض، وكذلك أجاز الكونغرس في نهاية شهر ديسمبر الماضي ٩٠٠ مليار دولار للمساعدات، وفي شهر يناير الجاري أضيف مبلغ خمسة وعشرين مليار دولار لمساعدات السكن  وخصص مبلغ ٣٢٤ مليون دولار لوزارة الخارجية لإجلاء المواطنين الأمريكان العالقين في الخارج والمتضررين من كورونا، وهو أمر لا تقوم به إلا الدول العظمی التي تحترم مواطنيها، كما خصص مبلغ ٨٨ مليون دولار لهيٸة السلامة التي ترسل المتطوعين الأمريكان للخارج، ووفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية فقد تم إجلاء أكثر من عشرة آلاف مواطن من الخارج خلال أزمة كورونا.

وبعد إدانة العقلاء لأحداث الكنغرس وصرامة المٶسسات الأمنية يمكن القول إن الطريق أصبح ممهداً للرئیس بايدن لأداء اليمين الدستورية في العشرين من الشهر الجاري، وقد لا يحضر ترامب المراسم، ولكن سيحضر ناٸبه مايك بنس مع مراعاة قواعد التباعد الاجتماعي التي فرضتها جاٸحة كورونا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى