نقر الأصابع.. على طريقة الرسم بالكلمات 

 

 اعداد : سراج الدين مصطفى

إعلام الثورة:

ما قبل حادثة الدكتور عمر القراي وما بعدها تتضح حقيقة واحدة أن إعلام ثورة ديسمبر ضعيف وهش، وليس له أي تأثير اجتماعي ويكاد يكون منعدماً تماماً، مع أن حكومة الثورة تمتلك معظم المنابر الإعلامية وتستحوذ عليها إدارياً، ولكن رغم ذلك يظل إعلاماً بلا تأثير حقيقي في الدفاع عن قضايا الثورة أو الهجوم الذي تتعرض له من فلول العهد البائد الذين وجدوا (راحتهم على الكامل)، وقاموا بتهييج الرأي العام ضد الدكتور والخبير عمر القراي، ولم تفلح حكومة حمدوك في الدفاع عنه وعن رؤيته الفكرية في تغيير المناهج!!

كورال كلية الموسيقى:

في الآونة الأخيرة، شكل كورال كلية الموسيقى حضوراً طاغياً في الوسط الفني، وأصبح جماهيرياً وله تأثير كبير في تغيير بعض المفاهيم النمطية، حيث ساهم بشكل واضح في تعزيز ثقافة التوزيع الموسيقي من خلال التناول العلمي للأغنيات وظهر بشكل احترافي ومهني، وقدم تجربة مختلفة كلياً عن حال المطروح من غناء. صاحب ذلك تجربة موازية في الإخراج التلفزيوني عبر الفيديو كليبات التي أنتجت وساهمت في تقديم الكورال بشكل عصري واحترافية كبيرة في (الإنتاج).

برنامج صنائع الشر:

برنامج (صنائع الشر) الذي يعده ويقدمه المذيع التجاني خضر بتلفزيون السودان، هو واحد من إشراقات هذه الثورة على مستوى محتوى البرامج في التلفزيوني القومي، البرنامج يكشف بجلاء الفاسد الهائل إبان نظام المؤتمر الوطني، مثل هذه البرامج مطلوبة ومرغوبة وتجد مشاهدة عالية لأنها تعبر عن روح الثورة وقدرتها على كشف كل أنظمة الفساد، والبرنامج رغم النقد الذي يوجه له من قلة محسوبة ومعروفة، ولكن ذلك يؤكد بأنه بدأ يهبش (اللحم الحي) لرموز الفساد والإفساد.

الدكتور جبريل إبراهيم:

بعد توقيع اتفاقية السلام بجوبا عادت للخرطوم معظم قيادات الحركات الموقعة على الاتفاقية، ووجدت تلك الشخصيات استقبالاً يليق بهم، ولعل الدكتور جبريل إبراهيم هو واحد من أبرز تلك الشخصيات، وهو شخصية تتمتع بكاريزما خاصة وله قبول كبير وعريض، وكانت معظم تصريحاته في منتهى الإيجابية وتدل على أنه رجل وطني من الطراز الرفيع، كما أنه يتسم بالاتزان في معظم أحاديثه لوسائل الإعلام، ويبدو أنه يريد أن يكون وفاقياً وعلى مسافة واحدة من الجميع وإن لم تعجبني مهادنته للإسلاميين ومحاولته التقرب منهم زلفى.

قرعة أبطال أفريقيا:

جرت بالقاهرة يوم الجمعة الماضي، قرعة دوري المجموعات لبطولة أبطال أفريقيا، والقرعة أسفرت عن وقوع الهلال في مجموعة تبدو صعبة نسبياً إن لم تكن قاسية، لأن أندية مثل مازيمبي الكنغولي وصن داونز الجنوب أفريقي وشباب بلوزداد الجزائري هي أندية ذات ثقل أفريقي وجاهزة تماماً لمثل هذه العراكات الساخنة، بينما الهلال مازال في طور البناء وحتى داخلياً ظل يتعثر، حيث تعادل مرتين في بطولة الممتاز مع وضعنا في التقدير أن الهلال حقق انتصارات خارجية في بطولة الأبطال، ولكن تلك الأندية التي هزمها الهلال ليست بمقياس يمكن المعايرة عليه.

الصحافة الفنية:

ظلت الصحافة الفنية في السودان مثار شد وجذب.. وظلت كذلك تلاحقها الاتهامات بأنها صحافة انطباعية تفتقر للعلمية، كما أنها تبحث عن الإثارة، كذلك الصحافة الفنية تعاني من عدم الاهتمام بها من قبل الصحف، وحتي ناشري الصحف لا يضعون لها أي قيمة اعتبارية مع أنها صحافة ذات جمهور ولها معجبون كثر، لذلك أتمنى من جميع ناشري الصحف الاهتمام بالكُتّاب الفنيين والصفحات الفنية وضرورة تدريبهم حتى يطوروا قدراتهم في هذا المجال الحيوي والمهم.

محمود عبد العزيز:

الراحل الجميل محمود عبد العزيز.. اسم عريض لا يحتاج لتعريف ويكفيه جداً أنه غيّر معظم المقولات السائدة عن الغناء السوداني، فهو غيّر مقولة (سمح الغنا في خشم سيدو)، لتصبح مقولة جديدة (سمح الغنا في خشم محمود)، وتكسير مثل هذه القناعات لا تنتجه الفراغات والأشكال الغنائية الواهنة.. فهو وضع بصمته المميزة حتى أصبح سيداً لكل الفنانين الشباب، وتعدى ذلك وأصبح ينافس كبار الفنانين عبر جمهور عريض وصل مرحلة الهوس والجنون بتجربته الغنائية، بعد أيام قلائل تمر ذكرى رحيله المر بعد أن رحل وترك الساحة الفنية تمور بالضجيج والإزعاج العام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى