جعفر باعو يكتب: في انتظار الحكومة

 

*ديسمبر 2018م شهد بداية الاحتجاجات في شوارع الخرطوم لتعديل الرواتب والسَّيطرة على السُّوق وتوفير السُّيولة في البنوك.

*تخيّلوا، الكثيرون من “الغبش” خرجوا من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية، وظلُّوا يخرجون حتى ذهبت الإنقاذ في أبريل 2019م.

*تفاءل الكثيرون بأن تشهد الأوضاع الاقتصادية انفراجاً بعد ذهاب الإنقاذ، ولكن للأسف ظلّت الأوضاع الاقتصادية تزداد سُوءاً بعد سُوءٍ حتى أصاب الإحباط جُل الشعب السوداني عدا أهل “قحت” والمخدوعين من خلفهم!!

* حين خرج الشعب في 2018م كانت الألف جنيه قروش لها قيمة وبإمكانها أن تفي باحتياجات الأسرة على الأقل ثلاثة أيام، أما اليوم فهذا المبلغ قد يفي بمصاريف أسرة صغيرة ليوم واحد.

*الآن وصل الوضع الاقتصادي إلى حَالة مُزرية لا تُحتمل، ومَن يجلسون على كرسي الحكم فشلوا في إيجاد الحُلُول الناجعة التي تجعل هذا الشعب يعيش حياةً كريمةً ومُحترمة في بلد كل أرضه خصبة عدا مجاري المياه!!

*منذ أن استلمت الحكومة الانتقالية مقاليد الحكم والأسعار في ارتفاع مستمر والوقود في أزمة حتى بعد رفع الدعم عنه، والآن جاء العام 2021م والمواطن ملزم بالدفع من جيبه للكهرباء والغاز وغيرهما من أساسيات الحياة.

*قلناها من قبل وسنقولها مَرّةً أخرى، هذه الحكومة فاشلة، وننتظر بفارغ الصبر حكومة السلام الجديدة عسى ولعل يكون فيها الخير أكثر من سالفتها.

*الوضع الاقتصادي المُتردي الذي أوصلتنا إليه “قحت” في شهور لم نصله منذ استقلال السودان، وليس في سنوات الإنقاذ فقط!! وليعلم أهل الانتقالية هؤلاء أنّ السَّواد الأعظم من الشعب السُّوداني يهمه في المقام الأول تحسين الأوضاع الاقتصادية ولا يهمّه مَن يحكم بعد ذلك!!

*الكثير من الدُّول بها استقرارٌ سياسيٌّ ناتجٌ عن الاستقرار الاقتصادي، ولا يُفكِّر المُواطنون الذين يختلفون مع حُكّام تلك الدول في الخروج للشارع، باعتبار أنّ “قُفتهم مليانة” وإن مرض أحدهم سيجد المرفق الصحي الذي يهتم به وسيجد العلاج الناجع وبأقل الأثمان!!

*ولكن الآن في السُّودان المُواطن أصبح يخشى الإصابة بصُداعٍ خفيفٍ، لأنّه لن يجد “البندول” ويَهَاب السُّوق لأنّ الأسعار في كل يومٍ، لا بل في كل ساعة مرتفعة ولا يُوجد من يُراقبها أو يضبطها!!

*المُواطن الآن وصل إلى حالة لم يصلها طيلة سنوات حُكم الإنقاذ وما قبلها من حُكمٍ، والسَّبب هو الإدارة الفاشلة لهذه الحكومة الانتقالية التي لم تنجح في أيِّ ملف أمسكت به!!

*”قحت” اهتمت كَثيراً بإيصال رسالة الدولة العميقة التي تعرقل مسيرة السُّودان، ولم تُفكِّر في حُلُولٍ جذريةٍ للمَشَاكل الاقتصاديّة مِمّا جعل الدولار يقفز إلى أرقام لم يتوقعها أكثر المتشائمين، وأصبحت “حَلّة المُلاح” فقط تَحتاج إلى قرابة الألف جنيه على أقل تقديرٍ، وبعض الأُسر نسيت حاجة اسمها “حَلّة مُلاح” وتعيش على العدسية إن وُجدت!!

*نسأل الله تعالى أن يفرج علينا بحكومة كفاءات “حقيقيّة” تنشلنا من هذه الحُفرة العَميقة التي أوقعتنا فيها حكومة الفاشلين!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى