“كورونا” في الخرطوم

 

*اللهم أجعله خيراً.. رأيت في المنام أنّ “كورونا” دخلت الخرطوم، وطبعاً عادي جداً ممكن تدخل ومافي زول يجيب ليها خبر، حدودنا فااااتحة والمطار حدِّث ولا حرج والبحر في السهلة ساااكت يعني بأيِّ حتّة ممكن “تخش”.

*المهم أغرب مافي الحلم إنو مافي زول شغال بي الموضوع كثير، يعني الناس مُمارسة حياتها عادي جداً وموقف جاكسون مليان كالعادة لانعدام المُواصلات، والشباب “بيضربوا” في التبش بالشطة والبنات “المنقة الخضراء بالشطة”!

*وطبعاً الزلط مليان “بالفرِّيشة” مع الأجواء الربيعية “التائهة” من أوروبا للسودان الأيام الماضية.

*لم أخف كثيراً من الحلم باعتبار أنّ الشعب السوداني فريد.. وغريب.. وعجيب، وعندنا تجارب كثيرة مع مثل هذه الأمراض التي ضربت العالم في السنوات السابقة، تتذكّروا جُنون البقر الضرب اقتصاديات الكثير من الدول، “القنوات كلها مُدوِّرة في جنون البقر والسودانيين مالين الجزارات يشتروا في العجالي”.

*وحينما ظهرت أنفلونزا الطيور تعامل معها السودانيون عادي جداً ولم يتركوا أكل الدجاج ولا ابنه، حتى انتهت “خوفة” الأنفلونزا وعادت الأمور إلى طبيعتها.

*وأذكر جيداً في إحدى السنوات ومع اقتراب موسم الحج، انتشر مرض الحمى القلاعي الذي يُصيب الضأن، فخاف العالم أجمع من هذا المرض، أما السودانيون فتعاملوا مع الأمر “بإيمان” قوي ولم يتركوا سُنة الأضحية والحمد لله لم يصب “سوداني” بهذا المرض.

*تذكّرت كل هذا بعد أن استيقظت من النوم لأكتشف أن “كورونا” أرعب العالم أجمع، حتى دول الخليج أصابه الرعب من هذا المرض وتعاملت معه بإجراءات احترازية في دخول الوافدين إلى بلادهم.

*سألت أحد الأصدقاء عن تفسير حلم دخول “كورونا” للسودان، فضحك قليلاً وقال لي “دا حلم ساااكت”، وقلت له كيف يعني حلم سااااكت، فقال لي يبدو أنك ساهرت وأنت تتابع الدول التى دخلها المرض خاصة الدول العربية وفي مقدمتها البحرين التي أغلقت مدارسها والكويت والمملكة العربية السعودية التي أوقفت تأشيرات دخول المُعتمرين والزائرين، فخزّنت كل هذا في عقلك الباطني، لذا حلمت بأن “كورونا”دخل السودان!

*الشعب السوداني له رب يحميه، ولكن إذا أردنا نتابع الإجراءات الاحترازية لدخول هذا المرض فسيشيب الرأس خوفاً، وفي الذاكرة الطلبة السودانيين في الصين والذين عجزت الدولة عن إجلائهم ليكونوا وسط أهلهم آمنين ومُطمئنين.

*حسناً الحلم قد يعكس جزءاً من الواقع، ما رأيته من رد فعل أهل السودان مع دخول المرض “في الحلم طبعاً” كانت طبيعية، فالجميع في عملهم ولم أر قراراً بإغلاق المدارس ولا حجز القادمين من الخارج في منطقة معزولة والحياة “ماشة عادي” ولسان كل واحد منهم يلهج بالحمد لله على نعمة الصحة والعافية.

*حقيقة شعبٌ معلمٌ.. حتى في الأحلام معلم وإيمانه قوي، ولكن للأسف غير محظوظ في حكامه، فظل يعاني في كل شيء.. في معاشه.. وتعليمه.. وصحته.. فترتفع الأسواق ويهبط راتبه، يقع الجنيه ويقوم ضغطه.. ومع كل هذه الضغوطات فهو شَعبٌ مُؤمنٌ بقدره ويحمد الله على صحته.

*نسأل الله تعالى أن يرفع معاناة الشعب السوداني ويحسن اقتصاده، وأن لا يتحقّق حُلُم العبد لله فهذا الشعب “الفيه مكفيه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى