جنوب دارفور.. دعوة لمناصرة قضايا الأطفال

 

تقرير: حسن حامد 

قضايا الأطفال بالسودان ما زالت بحاجة إلى تضافر الجهود الرسمية والشعبية في التصدي لها حتى ينالوا كامل حقوقهم من الرعاية والحماية والخدمات، فالأطفال وخاصة في مناطق النزاعات ما زالوا يتعرضون للمخاطر برغم الجهود المبذولة من شركاء الحماية سواء كانت جهات حكومية أو منظمات أو جمعيات.

ولتعزيز الجانب الإعلامي تجاه هذه الشريحة ظلت جمعية “إعلاميون من أجل الأطفال” تلعب دوراً كبيراً ومهمًا في مناصرة قضايا الأطفال وتدريب الإعلاميين والصحفيين ليتمكنوا من لعب هذا الدور وتبصير المجتمع بالاهتمام بهذه الشريحة.

وامتداداً لمجهوداتها جاءت الورشة التنويرية للإعلاميين حول مناصرة التشريعات والقوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الطفل ودور الإعلام في تعزيز التنشئة الإيجابية ومناهضة العقوبات البدنية في المؤسسات التعليمية (باستخدام الرسائل) والتي أقامتها الجمعية بالتعاون مع منظمة رعاية الطفولة العالمية بقاعة وزارة الثقافة والإعلام بالخرطوم وعلى مدى يومين مستهدفة أكثر من (٣٠) من الإعلاميين.

وتكمن أهمية الورشة في أنها تعنى بشريحة ما زالت بحاجة للوقوف مع قضاياها، لأن توفير البيئة الآمنة والسليمة لتنشئة الطفل تعني تحقيق الأهداف المرجوة المتمثلة في البقاء والنماء والحماية وحق التعبير والحصول على الخدمات التي كفلتها القوانين والتشريعات والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الأطفال والتي هي الأخرى ما زالت بحاجة لاتساع دائرة نشرها للمجتمع والتبصير بها.

وتناولت الورشة ثلاث أوراق عمل شملت التشريعات والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الطفل قدمتها د. أميمة عبد الوهاب، التشريعات والقوانين الخاصة بحقوق الطفل قدمها د. عمر كباشي، بالإضافة لورقة البدائل التربوية للعقوبات البدنية والتنشئة الإيجابية ورسائل المناصرة قدمها عاطف البحر.

وأكد وكيل وزارة الثقافة د. جراهام عبد القادر اهتمام الدولة بقضايا الطفولة، وقال إن الطفل مركز للرعاية والاهتمام، ولابد من التفكير في مستقبل أفضل لأطفال معافين من أمراض المجتمع في ظل المتغيرات الكونية المتسارعة التي تتطلب التمسك بالإيجابيات ومعالجة السلبيات من أجل بناء طفل معافى في دولة مثل السودان. وتابع (لا يكفي فقط أن يعكف الإعلاميون والتربيون على هذه القضية وإنما يجب أن يشارك الجميع في بناء أطفال هم مستقبل البلاد).

وأضاف جراهام ان القوانين ليست وحدها تحقق أهداف وقيم إنسانية الإنسان، ولكن يجب على كل أهل السودان أن يتعلموا حماية أطفالهم وإيصال المعلومة الكافية في هذا الجانب لتصل المعلومات الخاصة بالطفل لأي بقعة في السودان، وتابع (وزارة الثقافة أبوابها مفتوحة لكم، وأنها على استعداد للوقوف مع أي خطوة تحقق قضايا الأطفال).

فيما قالت الامين العام لجمعية “إعلاميون من أجل الأطفال” د. أسماء حسن التوم، إن الورشة تأتي في إطار سعي الجمعية الرامي لإنزال أهداف الطفولة المتمثلة في البقاء والنماء والحماية والحق في المياه النظيفة بالإضافة لحق التعبير والتعليم وهو الهدف السامي الذي به ترتقي الحياة نحو الأفضل.

وأكدت أسماء سعي الجمعية بتنفيذ العهد الذي قطعته بالعمل على مناصرة قضايا الطفولة والترويج لها والدفاع عنها، مشيرة إلى أن الورشة جاءت للتشاور مع الإعلاميين وصولاً إلى إيجاد طرق كفيلة بأن يكون التعليم تعليماً لا يشمله أي نوع من أنواع العقاب، ووصولاً لإيجاد بدائل تربوية تعزز الدور الإيجابي للعقوبة البدنية الطريقة التي أصبحت مرفوضة قومياً وإقليميًا وعالمياً من خلال كل الاتفاقيات الدولية للطفل والميثاق الافريقي وقانون الطفل السوداني٢٠١٠م، فكلها نادت بحق الطفل فى الحياة الآمنة والحماية من التعرض لأي نوع من الأذى.

 

وأجمع المشاركون في الورشة على أن وضع الأطفال في السودان ما زال يحتاج للكثير من الجهد لأنهم ما زالوا يتعرضون للمهددات والعنف والتعذيب سواء كان بالمنازل أو المدارس، ولم تطبق معايير التنشئة الإيجابية للأطفال، مما كان له الأثر الكبير في تنامي الظواهر السالبة وسط هذه الشريحة.

وأجمع المشاركون في الورشة على أهمية نشر مفهوم التنشئة الإيجابية للأطفال والتي تبدأ من داخل المنزل ثم المجتمع وبها ستكون العتبة القوية لإنشاء جيل معافى خالٍ من كافة المهددات، وبلا شك أن الإعلام يلعب دوراً كبيراً في مناصرة قضايا الأطفال وإيصال الرسائل الخاصة بهم وصولا لتحقيق الأهداف المرجوة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى