طريق الصادرات.. فتح اقتصادي لدعم التنمية

تقرير: نجدة بشارة

لم تعد الطرق عنصراً فعَّالاً في تقدم الأمم ورخائها، فحسب بل أصبحت فتحاً اقتصادياُ وبيئياً لمناطق ظلت معزولة ومنغلقة بفعل المسافات البعيدة.

وهكذا جاءت أهمية طريق الصادرات الذي سيختصر المسافة بين الأبيض والخرطوم من 600 كلم لتصبح المسافة 340 كلم فقط، بين مناطق الإنتاج والمركز، مما يعني توفيراً للوقود وقطع الغيار والوقت. وحسب خبراء فإن الطريق سيسهل أيضاً ربط ولايات دارفور بكردفان والخرطوم وبالتالي جنوب كردفان بدولة جنوب السودان، كما سيشجع علي ازدهار قطاع السياحة بولايتى شمال وجنوب كردفان بجانب زراعة القطن بالمنطقة ذاتها.

وافتتح رئيس الجمهورية عمر البشير ووالي ولاية شمال كردفان أحمد هارون طريق الصادرات (بارا ـ جبرة الشيخ ـ أمدرمان) المحوري، أمس الأحد بتكلفة بلغت (1,79) مليار جنيه بتمويل محلي وبطول (341 كلم ونفذ خلال (3) أعوام ونصف العام.

نافذة للحراك الاقتصادي..

وحسب اقتصاديين، فإن طريق الصادرات يعد فتحاً اقتصادياً كبيراً ونافذة جديدة للحراك التجاري بين مناطق الإنتاج والمستهلك والأسواق المحلية والخارجية، وأشار الخبراء إلى توقعات بتضاعف دخل المنتج وارتفاع المستوى المعيشي لدى المواطن ودفع عجلة الاقتصاد القومي، فيما يرى مراقبون أن الطريق يفتقر حتى الآن إلى الخدمات، وأن حكومة الولاية تحتاج إلى مضاعفة الجهود لتوفير وتطوير الخدمات على طول الطريق.

تخفض تكلفة الترحيل بنسبة 40%..

ويرى الخبير الاقتصادي والمصدر د. عوض الله إبراهيم في حديثه (للصيحة) أن الطريق سيعطي فرصة أكبر للتسويق وسيساهم في تقليل تكلفة الترحيل بنسبة 40% عن التكلفة السابقة من مناطق الإنتاج إلى ميناء بورتسودان، وقال: مثلاً إذا كانت تكلفة الترحيل لمنتج بالطن (600) جنيه ستنخفض لحوالي (400) جنيه، ويرى أن الطريق سيختصر الوقت.

كان حلماً..

وقال رئيس الجمهورية، المشير عمر البشير، إن طريق الصادرات “أمدرمان – بارا” كان حلماً إلى عهد قريب، وأضاف خلال مخاطبته الحشد الجماهيري بمنطقة بارا، أن والي شمال كردفان، أحمد هارون، عندما كان يبشر بتنفيذ الطريق كان يعتبره الناس حديثاً للاستهلاك السياسي، لأن مشروع الطريق عجز الناس عن إنشائه، ولكنه أنجز الآن رغم المعاناة الاقتصادية.

وقال إن دولتي تشاد وأفريقيا الوسطى سيكون ميناء تصديرهما عبر بورتسودان، لذلك سنقوم بربط طريق الصادرات بطريق النيل الغربي وحتى بورتسودان.

وأشار إلى أن طريق الصادرات يختصر المسافة بين الخرطوم والأبيض إلى نصف المسافة، وأضاف “الزول الآن يفطر في النهود ويتغدى في الفاشر”

وتعهد الرئيس البشير بإعادة الجمارك إلى منطقة حمرة الشيخ حتى تسهم في الحراك الاقتصادي، وأشار إلى أن شمال كردفان تعتبر “سرة السودان ووسطه، لذلك ستكون منطقة اقتصادية وسنجعلها المحور الاقتصادي لكل السودان” .

انخفاض أسعار الماشية واللحوم

ويرى الخبير الأقتصادي د. حسين القوني في حديثه (للصيحة)، أن الطريق ليس للصادرات فقط وإنما لواردات ولايات الغرب، وقال: أتوقع أن يختصر الطريق المسافة بين ولايات الغرب وكردفان الكبرى والخرطوم، ويرى أن مناطق الغرب تنتج الثروة الحيوانية والمحاصيل وبالتالي سيساهم ذلك في تقليل تكلفة ترحيل المواشي إلى المركز وقد يؤدي إلى خفض نسبي لتكلفة اللحوم الحمراء وبالتالي انخفاض أسعارها تدريجياً نسبة لتقليل زمن الترحيل والعمالة والرعاية للحيوان. وأردف: رغم أن التكلفة ليست بالتأكيد السبب الرئيس للارتفاع، ويسهم الطريق في نهوض القرى المتاخمة له اقتصادياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى