والده أول من نقل خطبة الجمعة عبر المايكرفونات .. مك الأقباط بشندي.. انت أسمى الناس خصال

 

شندي: عبد القادر رحمة

ارتبط الأقباط تاريخياً بالأمانة والنزاهة والدقة، وربما يبرر هذا ولعهم بالحسابات ومسك الدفاتر، وصيانة المايكرفونات والأجهزة الكهربائية، ومدن نهر النيل تشهد على ذلك، فكان عمل الأقباط في إداراتها المختلفة ابتداء من قيادة القطار وانتهاء بالبوستة، فكان مألوفاً أن تمد يدك بمظروف في طيه رسالة “لحبيب بعيد” ليضع عليه القبطي طابعة البريد ويختمها بابتسامة ودودة!

أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم الدكتور صفوت فانوس الذي كان جده مراجعاً قانونياً ذكر الطرفة التي تقول إن الرئيس الأسبق نميري زار وزارة المالية يوماً وطلب بعض المعلومات، فتلكأ بعض الموظفين فاستشاط نميري غضباً وضرب المنضدة بقبضته قائلاً:

(حتشوفو شغلكم واللاّ حسع أملاها ليكم أقباط).

والحديث عن أقباط شندي وتاريخهم في الحياة الاجتماعية بالمدينة ذو شجون، فقد أسهموا بسماحتهم وعلمهم وصبرهم في شتى المجالات إدارة وقيادة وصيانة ميكرفونات المساجد وحفلات المدينة ذات البطان الحار والنحاس أبو رنة.

يحكى أن حفلات الأعراس في شندي لا مثيل لها، من حيث الحماسة والصوت والإضاءة والزينة التي كان يشرف عليها عمدة الأقباط شخصياً فتخرج الحفلة زاهية ومبهرة وجميلة، حتى يسكر الناس من الطرب فترتفع العصي والسيوف وتستل السكاكين إيذاناً بعراك يعجل بنهاية الحفل، فيصعد صوت العاقلين بالمقولة الشهيرة:  (النسوان، الأفندية والرتاين والمكرفونات والخواجة ده يجوا بجاي والرجال يمشوا بي هناك).

الخواجة ده هو مك الأقباط الذي يعد أول من أدخل  الميكرفونات المساجد واشتهر بتشغيلها وصيانتها .

نحن اليوم في حضرة ابنه وخليفته الناظر فادي أديب فاخوري، بحر الكرم والتواضع وسماحة الخصال، سار على درب أبيه فأحبه الناس وتوجوه مكاً وزعيماً يقصده الناس طالبين الحكمة والخبرة والبشاشة وجزيل العطاء.

باب داره العامرة بالمحبة استقبل المئات من أهل شندي هبوا من كل حدب وصوب ليقدموا تهاني السلامة بعد عودة الزعيم فادي من رحلة استشفاء من قاهرة المعز، حفتها الدعوات والصلوات فتكللت بالشفاء والعافية.

ولد فادي بمدينة شندي مربع واحد في العام 1959

في منزل الداية التنوري بالقرب من منزل خالد حسن حسين درس الابتدائى في المدرسة الشرقية، برفقة  بدرالدين الحاج وأحمد لوكا وسراج الدين البدري وعبد الناصر عبد الجابر الأمين أبو سيف، والمتوسطة في شندي الأهلية وكان معه أسامة كامل إبراهيم وإبراهيم كامل إبراهيم وعبد الله أبو دومات والعوض حسن تابر وسراج بابكر سراج.

عمل في مجال بيع الأقمشة وبعدها أسس مصنع بولا للنسيج ما زال موجوداً الآن، كما يملك صيدلية جوزيف في سوق شندي.

من أبنائه جورج، ويقول عنه إنه جعلي رسمي، يرتدي العراقي والسروال ويعشق البطان يشجع الأهلي ويصطحب الفريق في كل جولاته داخل السودان.

فادي يشجع الهلال وريال مدريد وداخل مدينة شندي يشجع فريق النيل، وقد عمل إدارياً بالفريق رفقة عصام الحاج ومحمد الشيخ مدني.

ينعم فادي بأصدقاء كثر نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر محمد عثمان أبودقن، صلاح حسين بيومي، طارق الغول د. الفاتح البوبلين، الفريق محجوب حسن سعد، مسود إسحق، الفريق عبد الله أحمد الهدي.

سجل زعيم الأقباط بشندي شكره للأهل والجيران وأسرة الطاش ويحيى بروزه والأستاذة المربية نور علي إبراهيم. وأسرة احمد الهدي، وإبراهيم أحمد الطاش، ومحمد علي.

وشكر خاص لرئيس مجلس السيادة الفريق أول  عبد الفتاح البرهان  ونائبه الفريق أول حميدتي، ومعتمد محلية شندي الأسبق الحويج، والناظر إبراهيم حاج محمد، والفريق محمد أحمد السيد، ومحمد أحمد أبو جوخ.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى