القومة ليك يا وطني                                                                                 

عندما نكتب عن الجنرال حسن فضل المولى هذا   لا يعني أننا ننعى عهداً جميلاً مضى.. ولا ننعى قناة النيل الأزق بذهاب الجنرال بقدر ما ننعى أنفسنا الضعيفة ونحن نراها لا تحتمل مبدأ التغيير.

أيضاً ننعى أنفسنا لأننا قاصرون عن  تحقيق كل ما نتمنى، وإكمال كل ما أنجزنا.

هذا هو حال الطبيعة البشرية في رد فعلها على ما يحدث من تغيير وإبدال وإحلال.. سلباً كان أم إيجاباً.

٢

فقد ووجه عدد من الصحفيين  وكتاب الرأي بنقد لاذع من زملائهم عندما كتبوا مودعين الجنرال حسن فضل المولى.

ومن حق هؤلاء الكتاب  أن يذكروا زميلاً لهم بالخير وبالفضل الذي طرحه غرساً طيباً آتى أكله..  الأستاذ حسن فضل المولى كان مديراً لقناة منوعات سودانية محترمة.. اهتمت بالثقافة وبالفن والمجتمع وروجت للفن السوداني والحياة المجتمعية الثرة المتنوعة الزاهية الألوان بالسودان الدولة القارة.. قناة سدت فراغًا هائلاً.. ولم تكن القنوات الكبرى العربية أو الأجنبية في مجال المنوعات تقف منافساً لها.. فجذبت وأجبرت المشاهد على الالتفاف مع أسرته حول قناة سودانية أثرت وشكلت وجدان الذاىقة السودانية.. ورسخت لمدرسة من مدارس الصحافة المرئية.

٣

بل وساهمت قناة النيل الأزرق في إدارة التنوع الثقافي زاهي الألوان للوطن الحبيب فكانت ذراعاً طويلة وواصلة في نجاح هذه الإدارة..

٤

كما هوجم أيضاً عدد من المطربين الذين ارتبط اسمهم ببرنامج أغاني وأغاني عندما أعلنوا عن توقفهم عن الاستمرار في البرنامج.

أولًا نحيي هؤلاء الفنانين ونرفع لهم القبعات.

هؤلاء المبدعون أرسوا مبدأ حفظ الجميل.. لمدير قامة كان حريصاً على توفير المناخ المناسب لهم وغيرهم لكي يبدعوا.. فكان هذا النجاح الخرافي لبرنامج جعل النيل الأزرق قناة مشاهدة محترمة تقدم المدهش. والجديد القديم المبدع.. ولا تذكر القناة إلا ويذكر الجنرال. ولا تذكر القناة إلا ويذكر برنامج أغاني وأغاني والفنان الشاعر الموسوعي السر قدور..

ولنعذر هؤلاء الفنانين.. نعم

الفنان فنان.. لكن من حقه تسجيل موقف فلا ننسى أنهم بشر.. يتفاعلون مع مجريات الأحوال في مجالهم وفي بلادهم.

٤

مقاطعة هؤلاء المطربين للبرنامج،  هذا استفتاء للقامة المبدعة حسن فضل المولى.. فالإبداع لا دين له ولا وطن ولا جنس ولا لون.. ولنذكر أن

الفرعون وردي  كانت له مواقف سجلها له التاريخ إلى أن رحل له الرحمة.. والأمثلة تتعدد لأصحاب المواقف من المطربين العمالقة مثل

أبوعركي.. أبواللمين.. حمد الريح.. ولم ينقص هذا من حقهم شيئاً، ولا خصم من إبداعهم وتفاعلهم مع جمهورهم.. مما يؤكد أنهم يتمتعون  بأحاسيس بدرجة عالية النقاء.

فلنحترم مواقفهم.

٥

ويكفي أن نذكر أن شعار حملة رئيس الوزراء حمدوك.. للتبرع بالمال

هو اقتباس من أغنية المبدع عبد الكريم الكابلي.. رغم أن الكابلي لم ينغمس في السياسة ولا عرف عنه غير أنه نذر نفسه للغوص في بحر الثقافة والفن والتراث و الاستغراق الشديد في البحث والتقصي والرصد والمتابعة للحركة الثقافية الفنية في السودان.. والحرص على الترويج والتعريف بالفن السوداني  ورفع اسم السودان عالياً محلياً وإقليمياً وعالمياً، فهو أيضًا ساهم بقدر كبير في إدارة التنوع الثقافي في بلد متعدد الثقافات متنوع الألوان.

القومة ليك يا وطني.. هي من إبداعات الكابلي هذا العملاق أطال الله عمره ومتعه بالعافية.

وحظاً جميلاً للأستاذ المحترم عمار شيلا وربنا يعينك ويوفقك..

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى