مليونية الشرطة بعد الجيش

 

يبدو واضحاً أن مليونية دعم  المفصولين من الجيش لم تكن سلمية.. وظهر هذا في صور  العدد الكبير من المصابين من رجال الشرطة..

الجيش هذه المؤسسة السيادية التي لا نحاول  الوصول إليها فهي ليست قابلة  للكسر، ولكن  هناك لوحة تحذيرية ممنوع الاقتراب والتصوير.. ورغم أن الجيش ملتحم مع الشعب.. إلا أن حراسة الثغور والتنبؤ والاستشعار بكيد المتربصين من الخارج  والحفاظ على أمن الوطن الخارجي والدفاع عنه.. هو من صميم عرين الرجال.. وفجأة بين ليلة وضحاها يصير الجيش قطاعاً مستباحاً.. حتى ما يدار لديه داخلياً أصبح من صميم تدخل صبية ومراهقي السياسة يجيشون المسيرات من أجل ضابط ثائر أحيل للتقاعد.

والعسكرية معروف عنها أنها لا تثور إلا من  أجل الثأر  لشرف الوطن والذود عن حياضه إذا ما هُدّدت.. وحراسة أراضيه وتأمينها من المطامع..

*2*

المسيرة لم تكن سلمية وتعالت أصوات واتهامات بأن هناك مندسين..

وكما سُرقت ثورة الشباب المجيدة من قبل أحزاب اليسار والطائفية وأحزاب الفكة..

سُرقت المسيرة من قبل المتربصين وهم  يتكئون  كالعادة على اتهام الدولة العميقة.

تباً للسياسة التي تخلق لنا مطلع كل صباح دولاً داخل دول.. وأحقاداً وطموحات شيطانية داخل دائرتها النارية.

*3*

بعد أن علت أصوات يسارية بالمناداة بهيكلة الجيش ومن قبل الأمن، وآخر هذه الأصوات رئيس الوزراء حمدوك الذي زج بهيكلة الجيش في كلمته أمام ضيف البلاد الرىيس  الألماني.. تستمر المؤامرة تجاه المنظومة الأمنية  وتكتمل بالمناداة بهيكلة الشرطة، وارتفغت أصوات الاتهامات التجريمية.. لتراخي الشرطة أمنياً.. وتعاملها بالعنف المفرط تجاه المتظاهرين المندسين بالمليونية مما يهدد بانحراف التجمعات عن منهج السلمية.

ولإرضاء هذه الأصوات نصحو مع طلوع كل شمس  على لوائح لإعفاءات خيرة ضباط الشرطة.

*4*

واسألوا عن مسلسل إعفاءات الشرطة التي تمت في  عهد الإنقاذ وقد سمّتها الصحافة  بمجازر الشرطة لقسوتها ولذبحها لشباب الضباط الذين لم يكملوا مشوار عشقهم للمهنة النبيلة التي أفنوا عمرهم لخدمتها.

*5*

ولا أنسى أنني انفعلت عندما تم إبلاغي بإحالة شقيقي محمد أبوالعزايم للمعاش، فدبجت عموداً كان ترجمة لسخطي وحزني أن مؤسسة الشرطة أصبحت جهة تعتمد على التصنيف السياسي.. وأبوالعزايم لم يكن له انتماء غير انتمائه للوطن وللشرطة.. ولم أندم على ما كتبت.. والتقيت فيما بعد بوزير الداخلية الباشمهندس إبراهيم محمود ونحن بولاية غرب دارفور في فعالية العمل الصيفي للطلاب.. وكان هناك عدد كبير من المسؤولين والإعلاميبن  بالمركز ودارفور، وقد رحب بي الوالي وطلب المنظم حضوري المنصة فقمت بتحية المنصة التي تمثل السودان.

وعند مروري على الوزير الباشمهندس إبراهيم محمود قلت أحيي الشرق والشرق لي فيه عرق وهوى وأضفت. ولكن بيني وبين وزير الداخلية عتاب وليس هذا بمقام لوم وعتاب..

*6*

وفي موقف آخر، كنت حضوراً صحفياً في احتفال عودة الحركات المسلحة المشاركة في الحوار الوطني

قال الوزير وهو قد أصبح مساعداً لرئيس  الحزب الحاكم

قال: الأستاذة ابنتنا من الشرق، ولكن يبدو أنها ما زالت عاتبة علي.. رددت عليه يا  سعادتك كيف أغاضب وأعاتب.. وأنتم والحركات من تشهد الساحات بمغاضبتكم ونزالكم.

أنتم  من تعادون بعضكم بعضاً قد تصالحتم.. فما بالي أنا لا أصالح، وليس بيننا عداء السلاح والنار.. بل الذي بيننا وحدة هذا الوطن الجميل.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى