مات لي وين..

وهو اسم صيني… حتى لا تقرأه عربياً فيُشكِل عليك فهمه..

وقبل أن تقول مالنا و(لي وين) هذا أقول لك إنه مكتشف فيروس كورونا المخيف..

وربما لا يهمك الأمر أيضاً… بما أن المهم هو الفيروس نفسه..

ولكن ما يهمني في الأمر – وقد يهمك أنت أيضاً – هو ما فعله لي هذا عقب اكتشافه..

فقد سارع إلى تحذير العالم من الفيروس قبل انتشاره..

فحذرته حكومته: أسكت؛ مالك أنت والعالم؟… دعه في جهله كيلا نتضرر نحن..

والضرر هنا قد يكون سياحياً… أو اقتصادياً… أو أدبياً..

ولكن أن يتضرر العديد من أبناء شعب الصين فلا مشكلة… فهم أصلاً كثيرون..

وهي قطعاً لم تجاهر بها هكذا؛ حكومة الصين..

ولكن بما أن الأنظمة كافة التي من شاكلتها تفعل المثل فالمنطق يكون واحداً..

منطق التستر على كل ما تعتبره فضيحة..

حتى وإن كان قدراً فوقياً لا دخل لها فيه؛ مثل كوارث الطبيعة… فهو يمس سمعتها..

بل حتى وإن كان من صنع يدها فيجب التستر عليه أيضاً..

وكمثال على ذلك فضيحة نظام عبد الناصر – بمصر – إبان حرب الساعات الست..

فقد كانت الآلة العسكرية تنهزم..

بينما الآلة الإعلامية تنتصر عبر الصحف… والإذاعة… والشاشة (الغشاشة)..

وعبر – كذلك – صراخ أحمد سعيد… بوق النظام..

فكان انتصاراً كله غش في غش إلى أن تكشفت الفضيحة؛ وحبل الكذب قصير..

ونظام نميري – في السودان – تستر على المجاعة..

وظل مصراً على التستر رغم أن الجوع دفع ببعض الناس إلى نبش بيوت النمل..

فمن العيب – حسب وجهة نظره – الإقرار بالمجاعة..

بل إن بعض الأنظمة – ذات شعار عاش الرئيس – تتستر حتى على مرض الرئيس..

وربما حتى على وفاته… إلى حين..

ولذلك تجد صور الرئيس فيها تتوقف عند محطة (حتى إذا بلغ أشُدًّه) العمرية..

فالرئيس دوماً صحته (زي الفل)…لا يمرض أبداً..

فمرضه فضيحة لنظامه؛ ولا بد من مداراتها – إن حدثت – بـ(أستر) ما يمكن..

ومات لي وين ليانغ… متأثراً بفيروس كورونا..

مات وفي قلبه شيءٌ من حتى الفيروس… وفي جوفه الكثير- بل الملايين – منه..

وعرف العالم بخبر كورونا رغم تستر (بكين) عليه..

ورغم أنها كانت تريد له أن يكون وباء شبحاً… يخشاه الناس ولا يعرفون مصدره..

والغريب أن منظمة الصحة العالمية سمّته الآن الشبح..

ولم يكتف الناس بمعرفة المصدر وحسب… وإنما حتى الذي حذر من تفشيه.. 

فلم يمت شبحاً !!.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى