مباراة الأشقاء

*على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ترحّمت مديرة عام قناة الهلال الفضائية الزميلة فاطمة الصادق على روح أستاذنا الراحل والقلم الهلالي الأنيق عبد المولى الصديق، وما إن نشرت ترحمها هذا حتى جاءت العديد من التعليقات التي تترحم على روح عبد المولى “عليه رحمة الله”.

*ولكن ما لفت انتباهي في أحد التعليقات بعد الترحم كتب صاحبها “الرجفة بدأت”، ومن المعروف حب الراحل عبد المولى للهلال حتى إن أعمدته كان يشير فيها إلى أنه يرتجف حينما يكون “سيد البلد” منازلاً أحد الخصوم.

*ما ذكره صاحب التعليق ينطبق على جل القاعدة الهلالية العريضة، وهي تنازل اليوم فريق القرن الأهلي المصري في ختام مباريات المجموعة الثانية لدوري أبطال أفريقيا، وما يميز هذه المباراة أنها تحدد الفريق الذي ربما يرافق النجم الساحلي للدور ربع النهائي.

*مباراة اليوم أخذت الكثير من الحيز والتشنج وسط جمهور الفريقين، خاصة بعد أن عيّن “الكاف” الحكم المغربي رضوان جيد، الذي أدار للهلال مباراة في العام الماضي أمام النجم الساحلي بسوسة ومنح فيها الحكم أصحاب الأرض ثلاث ضربات جزاء أحرز منها الفريق التونسي هدفين وأضاع الثالثة.

*نرجو من الله أن يُوفّق رضوان اليوم في اتخاذ القرارات الصائبة التي تخرج بالمباراة إلى بر الأمان، ويتقبل فيها الخاسر النتيجة بروح رياضية سمحة، لأنها فقط كرة قدم وليست حرباً.

*منذ الأسبوع الماضي وجل الوسائط والمواقع في البلدين تتبادل الرسائل والأخبار لنقل كل تفاصيل مباراة أمدرمان، التي تعتبر فاصلة للفريقين، ولكنها في النهاية تظل مباراة في كرة القدم بها خاسر أو رابح وإن كان بالتعادل ولا خيار آخر.

*نرجو من الله أن يوفق “سيد البلد” اليوم في هذه المباراة الصعبة ليبقى على حظوظه في البطولة ولا نريد الخوض في تفاصيل تفريط الهلال في مباراة النجم فهي أصبحت من الماضي، ولكن ما نريده هو كسب نقاط المباراة بأرجل أولادنا وهم قادرون على فعل ذلك، إن وجدوا المساندة القوية والنظيفة في الملعب.

*المطلوب من شعب الهلال الوفي أن يحضر للملعب منذ وقت مبكر ولا يجهد نفسه بالتشجيع قبل المباراة وليدخروا كل طاقتهم إلى التسعين دقيقة الحاسمة في مقبرة الخصوم.

*اخر زيارة للفريق المصري للسودان كانت في العام 2007م في ذات البطولة وكسبها الهلال بثلاثية نظيفة، والهلال اليوم قادر على تكرار نفس الشريط إن لعب الفاتح النقر بتوازن وكان اللاعبون في يومهم.

*بكل المقاييس هي مباراة صعبة للفريقين الشقيقين، وعلى الهلال أن يكسبها باعتبار أن وضعه الأفضل من حيث الأرض ومؤازرة الجمهور إلى جانب تعويض خسارة الثلاث نقاط التي خسرها الفريق من النجم الساحلي، جميعها دوافع تجعل الفريق يلعب بتوازن هجومي ودفاعي، لأن الأهلي يمتلك وسطاً قوياً وهجوماً كاسحاً، ولكننا نثق في مقدرات أبنائنا الذين نجحوا من قبل في إيقاف أقوى الخصوم بأرضهم ووسط جمهورهم.

*نرجو ألا ينحرف حماس الجمهور إلى عواقب لا تحمد عقباها ولكن عليهم بالتشجيع والمؤازرة حتى صافرة الختام، فالهدف يأتي في كسر من الثانية، ونسأل الله التوفيق لكتيبة الهلال في مباراة العبور اليوم.

*الهلال دوماً عّود جمهوره على الفرح في مقبرته، واليوم إن شاء الله يكتمل الفرح، وليُهنّئ الخاسرُ الفائزً في مباراة الأشقاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى