السفير (الوصي)

 

*الواقع السياسي يشير إلى أن بعض الدول (العظمى) ولورداتها وسفراءها لا يريدون للسودان وشعبه غير مزيد احتراب في أطرافه وخلاف بين أبنائه وتشهد على ذلك مواقف تلك الدول العدائية في الخارج والداخل.

*على الصعيد الخارجي، تتصدر تلك الدول كل محاولات تحسين صورة السودان في المحافل الدولية بناء على تقارير مغلوطة وغير صحيحة عن الوضع الراهن بالبلاد، لعكس صورة سالبة عن الواقع السوداني بعد الثورة.

*من بين تلك الدول المعادية للسودان سراً وتدعو إلى استقراره وتفاخر بثورته علناً وهي في ذلك كذوب ..

*تلك الدولة التي تصنف بأنها عظمى، كان مؤملاً منها أن تسهم في  إزالة كل المتاريس الدولية من أمام قطار السودان الخارجي حتى ينطلق نحو الاقتصاد الدولي ومجتمعه، بيد أنها ظلت تضع مزيد متاريس بالداخل والخارج أمام استقرار السودان ووحدته.

*أكثر ما يؤكد على عداء تلك البلاد ضد الخرطوم، تلك التحركات المريبة التي يقودها سفير إحدى تلك الدول  بالخرطوم خلال الأشهر التي تلت نجاح الثورة والتي تهدف في مجملها لتأكيد زعمه بأن المجلس العسكري (السابق) هو امتداد للنظام السابق في محاولة منه لإثارة الخلافات داخل القوى السياسية بالبلاد.

* هذا السفير لم يترك في السابق  قوى سياسية معارضة لم يجتمع بها ويؤلبها على الوضع القائم.

*لعلنا نتذكر تلك المعلومات المغلوطة التي دفع بها الرجل إلى حكومة بلاده والمجتمع الدولي إبان فض الاعتصام وزعمه بإلقاء عدد من المعتصمين في النهر بجانب معلومات أخرى مغلوطة.

* قبل أشهر من الآن، استدعت وزارة الخارجية  ذات السفير؛ احتجاجاً على تصريحاته بشأن تطورات الأحداث في البلاد. وقال بيانٌ للوزارة حينها: “استدعت وزارة الخارجية السفير البريطاني للإعراب عن انشغالات وتحفظات السودان تجاه تصريحاته ومواقفه غير المتوازنة تجاه التطورات والأحداث الحالية في البلاد، التي ظلَّت على هذا النحو منذ أبريل الماضي”.

* المتحدث باسم الخارجية،  قال حينها إن التغريدات المتكرِّرة لذاك السفير على تويتر ومحتواها “تتعارض مع الأعراف الدبلوماسية الراسخة، ومبادئ سيادة الدول المتساوية، التي تنبني عليها العلاقات الدولية والمنظمة الأممية الجامعة للدول”.

*وأشار إلى “الوقائع المبتورة التي أوردها السفير(…) عن ملابسات فضّ الاعتصام من أمام قيادة القوات المسلحة، التي تبنّتها وزارة خارجية بلاده، حيث غضَّت الطرْفَ على سبيل المثال عن حقيقة إعلان المجلس الانتقالي وقتها استعدادَه للتفاوض دون أية شروط مسبقة”.

*السفير  أشار في تغريدته على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر إلى عدم وجود ما أسماه بإرادة قوية من جميع الجوانب في السودان لإنهاء العنف في البلاد، لافتًا إلى أن مقتل أكثر من 19 شخصاً مؤخرًا، يجعل جميع صانعي القرار في السودان التفكير مليًا قبل اتخاذ أية قرارات. طالب المجلس العسكري الانتقالي السوداني بالإفراج الفوري عن ثلاثة من السياسيين والنشطاء (عرمان وجلاب وأردول) المعتقلين حينها.

*وتمتد الأسئلة… حتى متى ستظل الخارجية صامتة إزاء هذا الانتهاك الدبلوماسي الصارخ من قبل هذا السفير المتطاول؟

*وفي آخر تصريح له يقول ذات السفير: (إن عملية التغيير في السودان لن تكون سهلة. لكن المكاسب في نهاية الطريق كبيرة جدًا، وهذا ما يجب أن يدفعنا جميعًا إلى مواصلة العمل ليل نهار لتحقيق تلك المكاسب).

*والأسئلة التي تطل برأسها هنا لماذا تعادي بلاده الخرطوم؟ وإلى متى سيظل هذا السفير يقوم بدور الوصي على الشعب السوداني؟ ومن منحه هذه المساحة التي يتحرك فيها؟

* سادتي … سفير يفرق جمعنا ويعمل وفق سياسة بلاده (فرق تسد) والتي ركلناها منذ قرن من الزمن أجدر به مزبلة التاريخ.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى