عبرة الزحف الأخضر !

 

 

ـ    ارتفاع درجة الاحتقان السياسي يُمثل – في تقديرنا ــ تهديداً خطيراً ومباشراً للسلم الاجتماعي وللأمن والاستقرار العام بالدولة، يجب أن تتسع عقولنا وصدورنا للآخَر، يجب أن نؤمن أن الحق قد يكون معنا وقد يكون مع غيرنا، كيفما كانت نظرتنا لفئة من الناس ومهما يكن تشخيصنا لها بأنها فئة فاسدة وكاسدة فإن علينا أن نتذكر أن حكمنا هذا لا يمثل إلا وجهة نظرنا فقط، وليس حكماً إلهياً أو دستورياً نهائياً! وقد يكون للآخرين ذات الرأي فينا! وإذا لم يؤمن الجميع بأن القانون وحده هو الذي يفصل بين المتخاصمين، فإن البديل سيكون لغة الغابة والبقاء للأقوى، وهذا باب فتنة عظيمة ومصيبة كبرى !

ـ       كثيرون مقتنعون تماماً أن البلاد ليست بحاجة للعودة لمربع التظاهرات والمتاريس والأنشطة المغذية للتوتر والإضطراب، لكن هذا يجب أن يتلازم مع نشوء دولة القانون والعدالة بعيداً عن مفاهيم الطغيان وسلوكيات العدوان وقرارات وخطوات التوغل السياسي في الدواوين والمؤسسات والأجسام التنفيذية دون التزام بمعايير الكفاءة ودون اهتمام ملوس بالأوضاع الاقتصادية والخدمية التي يعيشها ويكابدها المواطن. ـ الذين خرجوا للتظاهر والتعبير عن آرائهم ومواقفهم ربما ما كانوا ليفعلوا لو لمسوا روح العدالة للجميع وأنهم حقاً وصدقاً في دولة قانون تُحاسب المخطئين بعدالة ودون انتقاء !

ـ       بعيداً عن روح المغالبة والمكايدة، وصرعتني وصرعتك، ورد الصاع صاعين وثلاثة وسبعة في متوالية هندسية لا تنتهي، فإن العقل يجب أن يعلو ويسود، كلنا متفقون أنَّ من أفسد وتجاوز وانتهك القانون يجب أن يُحاسب بصرف النظر عن اسمه وصفته وإثنيته ولونه السياسي، التطبيق الانتقائي للعدالة من أخطر أبواب الفتن والبلايا، ومنطقياً وعملياً لن يقبل به المستهدفون مهما كان الثمن، والمخرج الآمن أن تتسع عقولنا وأذهاننا ونؤمن حقاً حقاً أنه لا بديل للعدالة إلا العدالة ولا بديل لدولة القانون إلا دولة القانون ونلتزم بذلك .

ـ  جموع غفيرة خرجت واحتشدت أمس تعبر عن قناعاتها ومواقفها، فعلت ذلك بكل قوة ووعي وسلمية، أكدت القوات النظامية عملياً أنها تقف على مسافة واحدة من الجميع، واعية ونائية بنفسها عن هذه المنزلقات وعن التحول لطرف في إطار احتقان وهياج سياسي جامح، مع مراقبتها اليقظة للتطورات بالمركز وبالشرق، وبكل المساحات التي تنشط فيها القوى المتآمرة والمخابرات المضادة التي تشعل الفتن وتستغل الجهلاء والأغبياء من أجل إنفاذ مخططاتها الخبيثة التي لا يعنيها معها أن يحترق السودان أو يتمزق إلى أشلاء !

ـ     الحكومة عليها مراجعة سياساتها وقراراتها وخطواتها دون شعور بالهزيمة فقد ولاها الله أمر البلاد والعباد، ولا فائز ولا خاسر في معركة الوطن، والرجوع للحق فضيلة، عليها أن تراجع حصادها فقد تخبطت وتجبرت وظلمت وتنكبت كثيراً، عليها أن تُدرك يقيناً أن الدين ليس مِلكاً لفئة أو جماعة بعينها وأن استهداف القيم والمظاهر الدينية ليس بمحمود حتى وإن صفق لها بعض قصار الفهم والنظر! علينا جميعاً أن ننتبه لسفينة بلادنا وهي تصارع الأمواج في محيط متلاطم، وألا نسمح للأغبياء بخرقها وإلا غرقنا وهلكناً جميعاً .

ـ   خارج الإطار: القارئ المداوم إبراهيم حامد “كسلا” تمنى أن تكون عيون استخبارات الجيش والدعم السريع والمخابرات العامة والمباحث المركزية يقظة وواعية ومنتبهة تماماً لشرق السودان وما يمور فيه ويُحاك بخصوصه فإني أرى شجراً يسير! القارئ يوسف حمد قال في رسالة قصيرة ومعبرة إن الوطن محتاج للضمير .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى