افتتاح قاعدة عسكرية في حلايب.. شوكة في خاصرة الوطن

تقرير: الصيحة

في تطور غير مسبوق، كشف الباحث العسكري المصري محمد الكناني، أن الجيش المصري بى قاعدة عسكرية في مثلث حلايب من ضمن (5) قواعد عسكرية جديدة في البحرين الأحمر والمتوسط.

وقال الكناني في تصريحات لقناة (آر تي) المصرية إن قاعدة (رأس بناس) بالقرب حلايب وشلاتين بالبحر الأحمر سيتم افتتاحها قريباً في إطار خطة التطوير الشامل للقوات البحرية المصرية في البحرين الأحمر والمتوسط لمجابهة التحديات والتهديدات المتواجدة حالياً في المنطقة من ضمنها حماية المصالح الاقتصادية المصرية وحماية تأمين خطوط الملاحة العالمية ودور مصر في حماية أمن الملاحة في شرق وجنوب شرق البحر المتوسط.

وكشف الخبير العسكري اللواء عبد الرحمن ارباب أن الحكومة المصرية استخدمت القوة العسكرية المفرطة، واحتلت منطقة حلايب بسبب ضعف الحكومة التي كانت تحارب في جبهات عديدة في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وكانت تطالب الحكومة المصرية الخروج من حلايب على استحياء.

وأكد الخبير العسكري أرباب أن حلايب من  ناحية القانون الدولي سودانية مئة بالمئة مهما كانت البراهين التي تسوقها الحكومة المصرية، ويجب معالجة النزاع بالتحكيم الدولي، ولكن الحكومة المصرية ترفض الاحتكام للقانون الدولي لأن حجيتها  ودفوعاتها القانونية ضعيفة .

وشدد الخبير العسكري اللواء ارباب على أن الحكومة المصرية فاوضت إسرائيل في منطقة طابا وكسبت الرهان لصالح مصر فلماذا لا تفاوض السودان وتثبت بأن حلايب مصرية إذا كانت لديها الوثائق التي تؤكد زعمها.

وطالب اللواء أرباب حكومة حمدوك أن تطلب من الحكومة المصرية الرحيل من منطقة حلايب وشلاتين وفوراً تعزيزاً للعلاقات بين البلدين بالحسنى أو عبر التحكيم الدولي لأن حلايب سودانية لتفويت الفرص على الجهات التي تود خلق فتنة بين الخرطوم والقاهرة، علماً بأن السودان يعتبر العمق الاستراتيحي لمصر وأن البلدين لهما قواسم مشتركة لابد من مراعاتها، والآن تجري المياه على الجداول النقية .

وكان وزير الخارجية السوداني الأسبق إبراهيم غندور قال إن علاقة السودان مع مصر علاقات إستراتيجية لن نفرط فيها، وستظل حلايب شوكة في خاصرة هذه العلاقات بين الخرطوم والقاهرة، في إشارة إلى أن سياسة الأمر الواقع لن تجعل الخط الكنتوري صحيحاً، وستظل هذه القضية قائمة في مسار العلاقات بين السودانية المصرية .

وتقع منطقة مثلث حلايب على الطرف الأفريقي للبحر الأحمر مساحتها 20,580 كم2. توجد بها ثلاث بلدات كبرى هي (حلايب وأبو رماد وشلاتين) المنطقة جزء منها يتبع لمصر سياسياً وإدارياً والجزء الثاني يتبع إلى السودان بحكم الأمر الواقع، وهي محل نزاع، أغلبية سكانها من إثنية واحدة من البجا وينتمون لقبائل البشاريين والحمدأواب والعبابدة.

وتتميز منطقة حلايب بخصوبة أراضيها التي تعتمد في ريها على المياه الجوفية ومياه الأمطار بجانب الثروة السمكية بالإضافة إلى ظهور الذهب والبترول أخيراً، وهنالك خمس قرى في شلاتين هي (قرية أبو رماد، قرية رأس الحداربة وقرية مرسى حميرة وقرية أبرق) .

وشرعت الحكومة المصرية في تحويل حلايب إلى مدينة مصرية في عام 2014 وضمت قريتي (أبو رماد ورأس حدربة)، لها وخصصت مبالغ مالية لتنمية المنطقة، منها مشروع تحلية مياه البحر الأحمر بالطاقة الشمسية، وأيضاً طرحت مزايدة عالمية للتنقيب عن النفط والغاز في 10 قطاعات بالبحر الأحمر من ضمنها مثلث حلايب.

ويرى الخبير العسكري اللواء أرباب أن حلايب محتلة من قبل القوات المصرية لأكثر من (20) ألف كيلو متر وأن القوات موجودة في جزيرة حلايب وعندهم طيران في منطقة أبو رماد وقوات مشاة محمولة بالعربات والدبابات، ويأتي بناء قاعدة (رأس بناس) تابعة للقوات الجوية البحرية، حيث استفادوا من 700 كيلو متر من شاطئ البحر الأحمر باعتبارها عمقاً استراتيجياً لمصر قريبة من ميناء جدة.

وأكد الخبير أرباب أن الحكومة المصرية تخطط للاستفادة من منطقة حلايب كمنطقة سياحية  لجذب السواح إلى المنطقة القريبة من الشعب المرجانية في البحر الأحمر والاستفادة من  المنطقة اقتصادياً في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية.

وقبيل سقوط الرئيس السابق عمر البشير العام الحالي حذرت وزارة الخارجية السودانية الشركات العاملة في مجال الاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز من التقدم بأي عطاءات في منطقة حلايب، وفي نفس الوقت استدعت السفير المصري في الخرطوم بهذا الشأن .

وأكد الكناني أن هذة القواعد ستعزز مكافحة عمليات الإرهاب ومحاولات تسلل الإرهابين للمناطق الساحلية المصرية ومكافحة تهريب الأسلحة والهجرة غير الشرعية .

وكشف الكناني أن مصر ركزت على بناء قاعدة جديدة في البحر الأحمر تسمى قاعدة “رأس بناس” ضمن نطاق قاعدة “برنيس” الجوية البحرية، وهي ستكون نقطة ارتكاز القوات المصرية في البحر الأحمر من أول قناة السويس إلى مضيق باب المندب.

وأشار الكناني إلى أن هذه القاعدة استراتيجية وهامة للغاية لأنها تقع في جنوب شرق مصر، أعلى مثلث حلايب وشلاتين، مشيراً إلى أنها تؤكد على السيادة المصرية الكاملة على حلايب وشلاتين، وستؤمن الجنوب المصري بالكامل من أي تهديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى