الأزمة السياسية الراهنة ما بين حالة الاستقطاب وانسداد الأفق

 

الخرطوم: آثار كامل      13 ابريل 2022م

ما زالت البلاد تعيش فوضى سياسية عقب إجراءات الـ(25) أكتوبر من العام الماضي 2021 التي أصدرها قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.. فشلت كل المبادرات والوساطات في طي خلافاتها.

ورغم انسداد الأفق الظاهر للعيان، لم ينقطع الأمل في حَلٍّ للأزمة يُجنِّب البلاد المخاطر المُتوقّعة جرّاء التفرقة والشتات والتّمترس في المواقف لكل الأطراف المتصارعة.

 

ما بين الشمولية والاستقطاب

ويرى محللون بأنه خلال الثلاثين عاماً الماضية التي كانت تتّسم بالشمولية والسياسات المُتّبعة تجاه الأحزاب أدّت الى إضعافها وقيام كيانات أخرى ترأسها زعامات قبلية ومجتمعية، بدأ دورها يظهر بوضوح في هذه المرحلة، وذكروا أن حالة الاستقطاب التي تدور حالياً قد تُدخل البلاد في نفق مظلم وتتيح بذلك الفرصة لواجهات النظام البائد بأن تعود وتخرج الى الساحة مجدداً وبعدها ينتقل الصراع  الى مرحلة المُلاسنات السياسية والعراك من أجل السلطة، ثم يتطوّر إلى مرحلة الصّدامات العنيفة ومن ثَمّ تهيئة كل الظروف لفوضى عارمة من كل النواحي قد تهدد بقاء الدولة ذاتها.

 

استخدام الحكمة

فيما ذهب أستاذ العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية د. الهادي عثمان في حديثه لـ(الصيحة) بأنّه لا مجال للخروج من حالة انسداد الأفق السياسي الحالية وحالة الاستقطاب التي تدور الآن في الساحة إلا باللجوء الى الحوار حتى لا نفيق على واقع يصعب الرجوع عنه، ونوّه بأنه لا بد من البحث عن منافذ عبرها يتم  الوصول الى أهداف الثورة بدلاً من التمترس في المواقف، مِمّا يجعل أحد الأطراف يلجأ الى الاستقطاب والزعامات المجتمعية، واضاف : لقد  تجلى ذلك بوضوح خلال الفترة الماضية بعد إجراءات (25) أكتوبر، ووصف الهادي الوضع بالكارثي، لافتاً إلى أنّ تغيير الوضع بيد الأطراف في حال جلست على طاولة واحدة وتفاوضت، وأضاف أنّ المكونين العسكري والمدني في حاجة لبعضهما البعض وعلى الجميع العودة إلى طاولة الحوار ومُناقشة جميع القضايا بعقل مفتوح دون شروطٍ، ووضع كيفية مُعالجة الوضع من الأولويات، وأشار الى أنّ السودان يمر بأوقات في غاية الحساسية، فالبعض يرى أن الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش في الخامس والعشرين من أكتوبر، وحلّ بموجبها مؤسسات الحكم المدني وأقام على أنقاضها مؤسسات أخرى، لن تكن مخرجاً لما تواجهه البلاد من أزماتٍ، فيما يرى آخرون أنّ السلطة كاملة يجب أن تكون مدنية، وإلا سيكون هناك مزيدٌ من التعقيد للأزمة ومن ثم أدخال البلاد في نفقٍ مُظلمٍ، لافتاً إلى أن كل ذلك يرجع لعدم قدرة القوى السياسية المختلفة والمكون العسكري، على استيعاب دروس التاريخ لأن ما تمر به  البلاد اليوم مرّت به مرات ومرات.

 

تحجُّر المواقف

المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية د. عمر الحسين يقول إنّ الموقف متحجر وكل المحاولات فشلت في اختراقه نتيجة لتصلب المواقف والتشدد والتمسُّك بالرفض، ما جعل الفترة الانتقالية ليست على ما يرام، ونوه بأن حالة الاستقطاب السياسي التي تدور الآن تُشكِّل خطراً حقيقياً للعملية الديمقراطية، لكنه قال إن حالة الاستقطاب الجارية لا يُمكن ان تستمر إلى ما لا نهاية، ليضيف قائلاً: ليس هناك من طريق غير الحوار والتفاوض، وأضاف في حديثه لـ(الصيحة) لا بد من وجود عُقلاء يستطيعون إقناع الأطراف للجلوس والحوار والتفاوض وقطع الطريق أمام أي مُحاولة لتعقيد الأزمة،  وتكهن بأن يفرز المستقبل قيادات جديدة من رحم الشارع ولجان المقاومة من الشباب تعبر عن قضاياهم وقال :لقد بانت ملامحها الآن من خلال إخراج ميثاق جديد للجان المقاومة يحمل افكارا شبابية …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى