قصة الفقير وسيداو

مرّ رجل فقير من أمام منزل أحد الأغنياء وأخذ ينظر إلى الشخص الواقف في حديقة المنزل وهو يحسده على رائحة طعامه الشهي، وهو لم يأكل منذ أيام، ويحسده على نظارته التي تحميه من الشمس، أكمل طريقه وهو يندب حظه في الدنيا دون أن يدري أن تحت هذه النظارة الشمسية الفخمة أعين عمياء عاجزة عن الاستمتاع بجميع النعم الأخرى.

*حال هذا الفقير يشابه حالنا في السودان، نندب حظنا على الفقر وضيق العيش وننظر إلى الآخرين باعتبار أنهم أفضل حالاً منا، ولكل رزقه المقسوم له من المولى عز وجل.

*قبل سنوات عديدة كنتُ طريح الفراش في مستشفى الخرطوم “طيبة الذكر” ومنعني الأطباء من كثرة الحركة وعدم النزول للطابق الأسفل لخطورة ما كان بي من مرض، ومع ذلك كنت يومياً “أجازف” بالنزول إلى حوادث الخرطوم “ليلاً” وكان بها الكثير من المناظر “البشعة” والمرضى المتكدسين يتلوون من المرض.

*حينما كنت أرى شخصاً لا يقوى على الحديث من الألم وآخر به جرح غائر بسبب ضربة ساطور أو سكين كنت أحمد الله كثيراً على نعمة الصحة وأنا “السقيم” الذي كنت أرجو الشفاء وتم بحمد الله.

*السودان اليوم يمر بظروف اقتصادية صعبة جداً وضائقة معيشية خانقة، جعلت الكثيرين يحملون هموم “المعيشة”، ولكن إن نظروا إلى أشياء أخرى غير مرئية لحمدوا الله كثيراً وشكروه.

*وشباب السودان الذي ينظر للحريات في “الغرب” وينادي بها  هنا في قلب الخرطوم لو تمعن في نهاية هذه الحريات لحمد الله كثيراً على حاله الذي هو عليه.

*أمس تناولت جل وسائط التواصل الاجتماعي توقيع السودان على اتفاقية “سيداو”، وخطورة هذا التوقيع على المجتمع السوداني الذي عُرف بقيمه الفاضلة ومحافظته التي يضرب بها المثل في كل الأصقاع.

*بين الرسائل التى راجت “وقفة احتجاجية أمام وزارة العدل وأرجو أن تدعم بوقفة جماعية من شباب السودان وشيوخه، ليعلنوا جميعهم الوقوف  ضد سيداو، وحملت المبادرة شعار “ديني جعلني ملكة”.

*المرأة السودانية عرفت بحشمتها وسترتها، ومؤكد أن جل الشعب السوداني سيرفض التوقيع على هذه الاتفاقية التي تجرد المرأة من القيم الفاضلة العفة والاحتشام.

*أعتقد أنه من حق الشعب السوداني أن تكون القوانين التي يوقع عليها معبرة عن قيمه وليست تعبر عن أفكار “هدامة” وهي ضد توجهنا الإسلامي.

*الشعب السوداني عُرف منذ القدم بتديّنه وأخلاقه الفاضلة التي يعرفها كل العالم وعُرف بشهامته ومحافظته على عرضه وماله وإن دعا الأمر الموت في سبيل ذلك لفعل، فكيف له يوقع على اتفاقية جلها عكس تعاليم ديننا الحنيف وقرآننا الكريم.

*حال  بعضنا اليوم هو حال ذاك الفقير في مقدمة هذا المقال الذي ينظر للغني وأعمى وكانت جميع النعم عنده ويندب حظه على فقره، والبعض في السودان الآن ينظر للمرأة الغربية ونساء الدول الموقعة على سيداو بنفس نظرة الفقير ولو علموا أنهم “عُمي ” عن الطريق القويم والدين الحنيف لحمدوا الله كثيراً على نعمة الإسلام الصحيح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى