أخطاء العربي

*في إحدى المدارس الذائعة الصيت، وباهظة الثمن، كانت تدرس إحدى الصغيرات في مرحلة الأساس، وأهلها يثقون جداً في تلك المدرسة التي تزين صفحات الناجحين فيها الصحف اليومية، ومع كل زيادة إعلان تزداد رسوم تلك المدرسة الخرطومية.

*وفي أحد الأيام كان والد الطفلة يراجع دفاترها فإذا به يجد الكثير من الأخطاء في واجبها، وأمام هذه الأخطاء علامة الصواب “صاح”، غضب جداً من تصرف أساتذة المدرسة، وذهب إليهم صباح اليوم التالي لينبههم على ضرورة أن يعلموا الأطفال الصواب من الخطأ حتى لا ترتسخ في أذهان الصغار ويصعب تصحيح الأخطاء عند الكبر.

*استمع الأساتذة لحديث الأب ووعدوه بأن لا يتكرر مثل هذا الخطأ،ولكن بعد فترة ليست بالطويلة، وجد الأب نفس الأخطاء موجودة والطفلة ترفض أن تستوعب الإجابة الصحيحة باعتبار أن أساتذتها الذين يعتبرون قدوة علموها بأن إجابتها “الخاطئة” هي الصواب.

*هذه القصة ليست من نسج الخيال، وإنما من واقع مدارسنا السودانية “الخاصة” وربما في المدارس الحكومية تكون نفس الأخطاء، لذا نجد أن الأجيال الجديدة بعضها تقوم أفكاره على أخطاء كارثية يصعب تصحيحها الآن.

*وإن أردنا معرفة بعض الأخطاء البسيطة فقط في اللغة العربية، فإن وسائل التراسل الاجتماعي توضح لنا الكثير من الكوارث في كتابة التعليقات.

*حسناً.. فليتابع كل أب دروس ابنه في الأساس، وسيجد الكثير من الأخطاء التي يصعب تصديقها، وليس للأبناء ذنب فيها، وإنما في المناهج والمعلمين وأسلوب التدريس الذي ظهر مع الحكومة السابقة التي غيرت الكثير من المناهج التعليمية والتي جعلت عقول أبنائنا فارغة ليس بها سوى القليل من العلم والكثير من الأخطاء.

*الأسبوع المنصرم عرضت “الصيحة” قضية في غاية الأهمية بواسطة الزميلة النابهة أم بله النور عن الكثير من الأخطاء في منهج الصف الخامس لمرحلة الأساس.

*القضية التى عرضت وجدت الكثير من التعليقات من أساتذة وموجهين حول الأخطاء التي صاحبت المنهج، وكشفوا أكثر من ثلاثمائة خطأ في مادة اللغة العربية فقط، وإن أردنا التنقيب عن بقية المواد مؤكد سنجد كوارث لا يحمد عقباها، يجب أن يتم تلافيها قبل أن تستفحل في عقول أبنائنا.

*حسناً .. منهج الصف الخامس يعتبر هو نقطة التحول للعودة للنظام القديم في التعليم، الذي كان الأفضل والأنسب لأبناء السودان.

*وإن أردنا عقد مقارنة بين الأجيال التي درست بالنظام القديم “ست سنوات ثم ثلاثة وثلاثة” سنجد فرقاً كبيراً وشاسعاً مع طلبة “الأساس ثم الثانوي”.

*المطلوب من وزارة التربية والتعليم وإدارة المناهج مراجعة كتب الصف الخامس وما بعدها من مراحل حتى يكون أساس أبنائنا التعليمي قوياً ومتيناً، وليس أساساً مبنياً على القبلية والأخطاء اللغوية التي يصعب تصحيحها في عقول الأطفال إن رسخت فيها.

*إنها مسئولية تقع على عاتق القائمين على أمر التعليم في بلادي أن يخرجوا أجيالاً بعقول مليئة بالعلم، لا عقول خاوية لا تُجدي ولا تفيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى