هذا وطني ..!!

* يتميز السودان بأنه بلد تسكن قيم التسامح والتراحم والتوادد بين جنبات بنيه رغم إثنياتهم وأعراقهم المتعددة.

* لا يردعهم في ذلك اختلاف فكري أو أيديلوجي أو سياسي أو قبلي، نحن السودانيون لنا نكهتنا (الإنسانية) الخاصة التي تميزنا عن سائر شعوب العالم…

* انظروا معي لم تفرقنا التصنيفات السياسية ولم تنَل منا مرارات الماضي بفعل الظلم السياسي الذي وقع على كثير منا إلا أن ذلك لا يجعل في (صدورنا)  غلاً لمن ارتكب حماقات في حقنا نال من آدميتنا في سالف الحكومات وحاضرها..

* لم نركن ولم نخض أو نركض صوب التصنيفات السياسية الضيقة ونشتط في المسميات بل أضفنا إلى تلك التصنيفات ملمحاً اجتماعياً يجعل من أسمائها إلفاً وأنسًا فجاءت إلى الساحة السياسية مترادفات التصنيف السياسي لكل مكونات الساحة الفكرية والسياسية فكان اليساريون (زملاء) وكان الاتحاديون (أشقاء)، وكان أنصار الأمة (أحباباً) وكان الإسلاميون (إخواناً) أما البعثيون فهم (رفاق) وهكذا جاءت بقية التصنيفات..

* إنه الوطن الذي أنجب المهدي والخليفة عبد الله التعايشي والأزهري والقرشي وعبد الخالق محجوب ومحمد أحمد المحجوب ومحمد إبراهيم نقد وبدر الدين مدثر والترابي ومحمد عثمان الميرغني  والصادق ونميري وسوارالذهب والبشير.

* سادتي الساسة.. اطـرحـوا مـــا تشـاءون لإرضائنا، فستجـدون الســودان سبقكــم وطــناً يــرضــي جميـع أبنـــائه يقبــل كــل أفكـــارهــم وإن اختلفـت..

*فالسودان بلـد متفــرد فــــي كـل شــيء انظـــروا إلـــى ذلـك النمــوذج الجميــل وطـن يستـوعب كـل الأيدلوجيات تجــد كــل طرح أو فكـرة مـــوجــــودة أصـلاً فــي كيـــان الشعـب السـوداني.

* إنه وطن يسع الجميع ليس ككل الأوطان لذا يتوجب على بنيه العض عليه بالنواجذ..

* أتدرون ماذا ينقص هذا الوطن الجميل؟

* فقط ينقصه (منفستو) متفق عليه يتضمن كافة الحقوق عهداً بين كافة أهل السودان، وبينهم وبين حكوماتهم على كل مستوى.

* هذه الوثيقة تؤكد على حقوق الجميع وحرياتهم الأساسية (المعتقد والثقافة والعرق)، واحترامها لتكون حجر الأساس للعدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية في السودان.

* في اعتقادي أن الظرف الذي يمر به السودان  يتطلب من القوى السياسية تعزيز الثقة فيما بينها كشعب سوداني واحد لا تفرق بينه قبلية أو عرقية، وأن تقوم أولوياتها على متطلبات بقاء الوطن قوياً متوحدًا. فنحن كسودانيين نحتاج للجلوس في هدوء ونفكر في كيفية النهوض بالوطن وتحقيق الرفاهية للمواطن.

*  فعدم وجود مثل هذه الوثيقة الدستورية (دستور دائم) للبلاد أربك النشاط الوطني 63 عاماً، فإذا تم وضع دستور دون التوافق على ماهية المصالح والفلسفة الوطنية سيكون دستوراً هشاً، خاصة في حالة عدم الاتفاق التي كانت تسود الساحة السياسية بين القوى المختلفة، الأمر الذي  يتطلب حواراً وطنياً حول قضايا الدولة ثم يأتي الدستور بعد تمحيصه حتى لا تحدث ربكة تهز الساحة السياسية أكثر مستقبلاً.

 * نعم، إن صياغة الدستور الجديد قد تأخرت كثيراً بسبب ممانعة البعض أو تعنت البعض الآخر لكن التحديات الكبيرة التي تواجه السودان في المرحلة الراهنة تدفع باتجاه حتمية الحراك والتغيير، والإسراع نحو التوافق والتواضع حول دستور دائم.

*بالرغم من هذه الأماني تظل عربة صياغة الدستور السوداني معطلة إلى حين إشعار آخر.

* إن فعلنا ذلك قطعاً فلن يسبقنا صوب المجد أحد..!!

* أيها السياسيون…  افعلوها هذه المرة من أجل هذا الوطن الذي جعلتمونا نقف على أطلاله ..

*من أجل هذا المواطن الذي لم يبق في وجهه مزعة لحم حياءً وأسفاً على ممارساتكم التي هي أبعد ما تكون عن الرشد والنضج السياسي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى