ثقافة اللاعبين

*الأسبوع الماضي خرج المريخ من تمهيدي أبطال أفريقيا بعد أن كان متقدماً على خصمه شبيبة القبائل بثلاثية نظيفة حتى الدقيقة تسعين، وفي دقيقيتين فقط سجل الشبيبة هدفين وأخرج المريخ من التمهيدي.

*وبعد أيام قلائل كان الهلال متقدماً على الوصل الإمارتي بهدفين نظيفين كانا كفيلين أن يقودا الهلال إلى الضربات الترجيحية في دوري 32 من أبطال العرب، ولكن في آخر الدقائق سجل الفريق الإماراتي ليودع الهلال بطولة العرب.

*كثيرة هي المباريات التي خرجت فيها فرقنا السودانية بأهداف الدقائق الأخيرة، وأذكر جيدًا مباراة الهلال مع سيوي اسبورت العاجي، تقدم فيها الهلال بثلاثية نظيفة في الجوهرة الزرقاء وبخطأ دفاعي أحرز الفريق العاجي هدفاً في آخر دقيقة من عمر المباراة، وودع الهلال البطولة الأفريقية، وتكرر المشهد كذلك في عدد من مباريات المريخ الأفريقية والعربية ومباراة الوحدات الاردني ليست ببعيدة.

*مهما بحث الخبراء عن سبب هذه الأهداف فلن يجدوا سوى عقلية اللاعب السوداني الذي لا يتعامل مع المباريات باحترافية وبعضهم لا يحترم “أكل عيشه” في دنيا احتراف كرة القدم.

*اللاعب السوداني يعاني من عدم الانضباط في الملعب وعدم تنفيذ الخطة التي يلعب بها المدرب “الأجنبي” الذي ينجح في الفرق الاخرى ويفشل مع أندية السودان، كما فعل غارزيتو مع مازيمبي وحقق معه البطولة الأفريقية وحينما قدم الفرنسي للخرطوم فشل مع الهلال وكرر الفشل مع المريخ.

*أحد المدربين السودانيين كانت محاضرته للاعبين قبل النزول لأرض الملعب وخوض مباراة مهمة جداً ومع فريق كبير قال للاعبين “انتو أفضل منهم وحاتنتصروا عليهم”، دخل اللاعبون الملعب وانتصروا، لأن الخصم كان فريقاً سودانياً وربما يكونوا قد سمعوا نفس الجمل من مدربهم، ولكن الحال يختلف حينما يكون الفريق عربياً أو أفريقياً.

*حينما نرى الدول التي كانت خلفنا في سنوات سابقة وهي تتقدم بثبات، ندرك أن اللاعب السوداني لا زال دون المسئولية، وأن قمة تفكير لاعبي السودان هو اللعب لفريقي القمة “الهلال والمريخ” وليس هناك طموح للاحتراف الأوربي أو الآسيوي مع أندية محترمه.

*أمس الأول شاهدنا المريخ أمام الوداد المغربي، وأدركنا الفارق الكبير بين لاعبي المريخ وخصمهم، لا يعقل أن يكون لاعب في فريق قمة لا يجيد أساسيات كرة القدم ونفس الحال كان عند لاعبي الهلال أمام الوصل الإمارتي.

*نحزن حينما نرى مستوى محترفي المريخ “نيلسون وأمادو” ومستوى محترفي الوداد المغربي، ونحزن حينما نرى محترفاً يجلس على دكة البدلاء للهلال ومحترفي الوصل يحدثون الفارق في المباراة.

*قلناها كثيراً ونكررها مرة أخرى، إزمة الكرة السودانية لا تنفصل عن أزمته السياسية في سوء الإدارة وقصر النظر حول أداء الفرق، وهذا ما يجعل فرقنا السودانية تودع البطولات من الأدوار التمهيدية، والسودان هو واحد من الدول التي أسست الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.

*السبب الثاني لتأخر الكرة السودانية هو عدم احترام اللاعب السوداني “المحترف” لمهنته، وهي كرة القدم وقصر طموح اللاعب السوداني مما يجعله غير مهتم بتدريباته وتطوير مهاراته والمحافظة على لياقته البدنية مما يجعل العديد من الأهداف تلج شباكنا في آخر دقائق المباراة.

*نحلم بفرق سودانية محترمه تنافس إفريقياً وعربياً على مستوى الأندية والفرق القومية حتى نعود لقمة أفريقيا كروياً كما كنا في السابق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى