السودان الذي نريد

*في العصر الجاهلي قبل ظهور الإسلام عرفت القبائل العربية العديد من الحروبات الطويلة بين الأهل والعشيرة ولم تمنع أواصر الدم والقرابة من وقوع تلك الحروب وأشهرها على الاطلاق هي حرب البسوس.
*والبسوس هي امرأة لها صلة رحم بجساس بن مرة قاتل ملكهم وابن عمه وزوج شقيقته وائل بن ربيعة والذي اشتهر في تلك الحقبة باسم كليب وذلك بسبب قتل كليب لناقة البسوس التى كانت ترعي مع قطيع كليب فكانت ردة فعل جساس بانه قتل كليب واندلعت الحرب بين أبناء العمومة واستمرت أربعين عاما ومن هذه الحرب كانت المقولة الشهيرة التى أطلقها فارس ذاك الزمان الحارث بن عباد “هذه الحرب لاناقة لي فيها ولأجمل”.
*أربعون عاما مات فيها رجال ونشاء شباب حتى جاء زمان أدرك فيه الجميع ان الحرب تفرق ولاتجمع وعلموا انه لا رابح في حرب يقتل فيها الخال ابن اخته والصديق صديقه.
*ومن الحروب الطويلة أيضا في العهد الجاهلي كانت حرب داحس والغبراء وهما فرسان في ذلك الزمان وايضا كانت بين اهل قبيلة واحدة ،ووصل فيها الطرفان انه لا رابح من هذه الحرب.
*وفي العصر الحديث قد تكون مذابح رواندا هي الأشهر على الاطلاق حيث قتل فيها الملايين من قبيلتي الهوتو والتوستي،وبعد دمار بلادهما وقتل الكثير من أهلها وصل الطرفان الي ضرورة ايقاف الحرب ونسيان مراراتها لتبدأ رحلة افضل تنمية تشهدها القارة السمراء وتتحول العاصمة الرواندية كيجالي الي افضل مدن افريقيا .
*تجارب التاريخ البعيد والقريب تؤكد أن الحرب في بلد واحدة لا رابح فيها بل الجميع خاسر ولا يمكن أن تزدهر الدول والسلاح مرفوع بين أبناء البلد الواحد ،وخير مثال على ذلك الصراع الذي كان في ولاية شرق دارفور بين الرزيقات والمعاليا والذي استمر لسنوات طويلة وتوقفت معه التنمية في تلك الديار ولم يعرف اهل تلك المدن الاستقرار والتنمية وراحة البال الا بعد ايقاف نزيف الدم ليعود المزارعين الي أرضهم وتعايش الجميع في امن وسلام.
*السودان واحد من الدول القليلة جدا التى تتمتع بتعدد قبلي وثقافي ولكننا لم تستفد منها حتى الآن بسبب النزاعات والصراعات التى تبداء بأحداث صغيرة ثم تكبر لتجر خلفها المئات من الابرياء والضحايا.
*جل الصراعات التى حدثت في وقت سابق بدأت بممارسات فردية لتعم الجميع والخاسر في المقام الأول السودان ثم تلك القبائل،لارابح في تلك الحروب فالجميع خاسر لطاقات شبابية استشهد بعضهم وتعطلت طاقات الكثيرين منهم دون أن يستفاد منها.
*السودان الآن يمر بتحول كبير ومفصلي يتطلب ان يعي الجميع ضرورة أن نكون يدا واحدة متماسكة وقوية تضرب بقوة من يريد أن يعبث بأمنة واستقراره نريد سودان قبيلته واحده لا تعرف شي سواء السير على دروب التنمية والبناء،وتحمل المنجل لا الكلاش،يتعايش اهله كما عهدناهم قبل ثلاثين عاما،لا يعرف الجار قبيلة جاره ولكنه يثق في سودانيته وحبه لتراب بلده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى