(قحت).. “أبعدي عن هذه المدارس”

*قبل أيام قلائل كانت مدارس الشيخ مصطفى الأمين النموذجية تحتفل باليوبيل الماسي لتأسيسها، وتخللت تلك الاحتفالات العديد من البرامج الثقافية والرياضية والتربوية والخدمية بإشراف ناظر الوقف الأمين الشيخ مصطفى الامين.

*سنوات طويلة مضت منذ تأسيس هذه المدارس من بعض تجار السوق العربي “عليهم رحمة الله أجمعين”، وكان بينهم رجل البر والإحسان الشيخ مصطفى الأمين الذي  يرقد في قبره في مدرسة السوق العربي وهي الأولى من مجموع المدارس المنتشرة في ولاية الخرطوم.

*خلال الاحتفال باليوبيل الماسي نفذ طلاب مدارس الشيخ مصطفى الأمين الوقفية الحكومية حملة نظافة واسعة بـ(السوق العربي، بري، العمارات والامتداد)، ووجدت هذه الخطوة إشادة من مواطني السوق العربي بطلاب المدرسة الذين ارتدوا كمامات وقفازات ونشطوا في إزالة النفايات في عدد من طرق وساحات وسط الخرطوم.

* طلاب المدارس يلعبون دورًا كبيراً في إصحاح البيئة، وقدموا نموذجاً يستحق الإشادة والتقدير، ولكن السؤال هو كيف استطاع هولاء الطلاب تقديم هذا الدور وغيره من الأدوار التى تخدم المجتمع لولا وجود “ماكينة” تحركهم نحو الأعمال الوطنية وأفعال الخير والمحافظة على مكتسبات الدولة.

*مدارس الشيخ مصطفى الأمين ومنذ تحول السلم التعليمي إلى أساس وثانوي ظلت متربعة على عرش المدارس الثانوية تفوقاً ونبوغاً، وفي كل عام تكون هذه المدارس في مقدمة المدارس من حيث النتيجة.

*وخلاف التفوق الأكاديمي، فإن هذه المدارس بها بيئة تعليمية ممتازة قلما توجد في بقية المدارس الحكومية، وهذه البيئة أسهم فيها بصورة كبيرة جداً ناظر الوقف الأمين الشيخ، هذا الرجل الذي يعطي للعلم وطلبته عطاء من لا يخشى الفقر، فجعل هذه المدارس في مقدمة رغبات أولياء الأمور لأبنائهم لأنهم يعلمون أنها ستخرج لهم أجيالاً متفوقين أكاديمياً واجتماعياً.

*ولكن يبدو أن وزارة التربية والتعليم في الفترة الديمقراطية لا تريد لهذه النجاحات أن تستمر وأنها تريد أن يزداد غول وطمع “المدارس الخاصة” في ابتلاع أموال أولياء الأمور وهي تحاول –أي الوزارة- تفكيك قوة هذه المدارس بقرارات إبعاد مديري مدارس الشيخ مصطفى الأمين النموذجية والوقفية.

*هل يعلم القائمون على أمر هذه الوزارة نتائج قراراتهم غير المدروسة هذه؟ إن كانوا يعلمون فمؤكد أنهم يسعون إلى تدمير المدارس النموذجية التي أصبحت الملاذ لأبنائنا المتفوقين في ظل تدهور التعليم الحكومي، وإن كانوا لا يعلمون فليدركوا بأن هذا القرار سيجعل المدارس الخاصة تنتشر “كالسرطان” لتستقطب المتفوقين من مال له فليتعلم ومن لا يملك المال فسينتهي مستقبله في هذه المرحلة.

*إن التفوق الذي تحرزه مدارس الشيخ مصطفى الأمين يجب أن يجد المزيد من الرعاية من الدولة وليس “ضربه تحت الحزام”، خاصة وأن جل الصرف على هذه المدارس يأتي من وقفها وناظر الوقف الأمين الشيخ، هذا الرجل الإنسان الذي وجد محاربة شرسة من النظام السابق ووقف صامداً قوياً ينافح عن رجال الأعمال الوطنيين ضد غيرهم من اللاوطنيين، وها هي حكومة “قحت” الآن تريد أن تمارس ذات الظلم على الرجل بمحاربة المدارس التى تحمل اسم والده عليه رحمة الله ويصرف هو عليها دون خشية الفقر.

*رجاءً.. دعوا هذه المدارس في حالها فهي لا تريد من الدولة “مليم أحمر” رغم أنها نموذجية حكومية، وركّزوا على بقية المدارس التي تحتاج فعلاً للدعم المادي والعيني حتى يعود للتعليم بعض بريقه الذي فقده في الحكومة السابقة.

وربما نعود

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى