(6 أبريل).. سلطة الشعب

(6 أبريل).. سلطة الشعب

الخرطوم- مهند عبادي

خمسة أعوام مرت على الإطاحة بنظام الإنقاذ ويصادف يوم الخميس السادس من أبريل ذكرى ملحمة الوصول التاريخية للثوار إلى محيط القيادة العامة للجيش بعد رحلة استمرت لقرابة الخمسة أشهر، وتمر الذكرى اليوم والبلاد تقف في مفترق طرق وتحيط بها المخاطر ولكن شباب الثورة لا يزالون على العهد ومتمسكين بأحلامهم في الوصول لأهداف الثورة.

تجاهل مرفوض

وأعلنت لجان المقاومة عن موكب ضخم، الخميس، في مختلف الولايات وبالخرطوم وسوف تكون وجهته شارع المطار، وفي المقابل قابلت السلطات تحركات الثوار هذه بإعلان عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد وفقاً لبيان رسمي من مجلس الوزراء، وسط توقعات بقطع شبكة الاتصالات وخدمات الإنترنت وإغلاق الجسور التي تربط مدن العاصمة الثلاث، الإجازة الرسمية للدولة وجدت التندر والسخرية من رواد السوشيال ميديا وشباب الثورة بالنظر إلى أن إعلان العطلة جاء معنون بإحياء ذكرى انتفاضة “6” أبريل من العام “1985” وتجاهل ثورة ديسمبر التي توِّجت بالوصول للقيادة العامة للجيش في يوم السادس من أبريل في “2019” والاعتصام أمامها وهو الأمر الذي لعب دوراً حاسماً في الإطاحة بالرئيس عمر البشير، في الحادي عشر من الشهر ذاته، وأعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء أمس أن اليوم الخميس الموافق ٦/ ٤/ ٢٠٢٣م، سيكون عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد بمناسبة ذكرى الانتفاضة الشعبية في أبريل ١٩٨٥م، سائلة الله تعالى أن يعم السلام والأمن والاستقرار كافة ربوع البلاد وان تحقق أمتنا الوحدة والتنمية والرفاه .

سلطة الشعب

وقالت تنسيقية لجان مقاومة الخرطوم، “الأربعاء”، إنها ليست جزءاً من أيّ تسويةٍ تتمّ مع مجلس السيادة الانقلابي بحسب وصفها، مؤكّدةً بأنّ لا مجال للإفلات من العقاب ولا حصانة للقتلة وأعلنت مقاومة الخرطوم في تعميم صحفي، عن الخروج في السادس من أبريل المقبل، في مواكب ستكون وجهتها ”شارع المطار، وأضافت: ”سنخرج في يوم السـادس من أبريل المجيد في مواكب مليونية تتوجه إلى “شارع المطار”، والتي ستحمل اسم “سلطة الشعب”.

تحديات قوى الثورة

الموكب الذي دعت له لجان المقاومة  يأتي كما كشفت رفضاً لأي شكل من أشكال التسوية والحل السياسي الذي تنخرط فيه قوى إعلان الحرية والتغيير والعسكريين، وتدفع المقاومة في اتجاه استعادة السلطة إلى الشعب كما تؤكد عبر مواثيقها وخطاباتها الرافضة للعملية السياسية المتعثرة حالياً، وهو الأمر الذي قاد قوى الحرية والتغيير وبقية المكونات المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري في إشهار أسلحة المقاومة السلمية مرة أخرى واستخدامها في حال الفشل في التوقيع على الاتفاق النهائي، وعبَّرت قوى التغيير في بيان لها أمس الأول الثلاثاء عن امتلاكها خيارات بديلة جاهزة سوف تلجأ إليها في وقت أكد فيه حزب المؤتمر الشعبي أن الاتفاق الإطاري هو الخيار الوحيد وأنهم جاهزين للتظاهر  السلمي للمحافظة عليه، وتغييب أحزاب الحرية والتغيير عن موكب اليوم ولم تعلن أي من مكونات التغيير مشاركتها في موكب الخميس رغم أنها قد دعت في اجتماع أمس الأول قوى الثورة باعتبارها الأمل الأخير لإنجاز الانتقال والتحوُّل المدني الديموقراطي، بينما تقول مصادر إن إعضاء الأحزاب السياسية موقفهم ثابت وداعمين ومشاركين في الحراك السلمي حتى وأن لم يكن هناك إعلان رسمي من أحزابهم، وأن العملية السياسية لن تثني القوى السياسية عن تجاهل الشارع والمواكب السلمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى