عثمان إسحق علي يكتب: أنزلوا إلى الشارع

عثمان إسحق علي يكتب: أنزلوا إلى الشارع

كالعادة نتابع الأخبار المحلية والعالمية عبر القنوات الفضائية والمحلية والعالمية، ثم ننتظر التحليلات واللقاءات مع أصحاب الفكر والسياسة لشرح وتوضيح بعض الحقائق التي تغيب عن المشاهد بسبب العبارات التي يستخدمها السياسيون لتكون حمالة لآكثر من معنى وتمكن السياسي للخروج من مأزق اسئلة المحاور الذكية…

إشارة حمراء..

قال أحد المعارضين باسم مجموعته عندما سئل عن.. ماذا ستفعلون إذا اكتملت العملية السياسة، وأنتم لها رافضون..

‏الإجابة، قال الأخ السياسي سننزل إلى الشارع.. ولم يقل سنخرج إلى  الشارع.. والفرق واضح بين المعنيين..

النزول إلى الشارع يعني أن النازل كان في مكان أعلى من الشارع…

لقد كان هؤلاء في بروج مشيدة. يتحدثون من خلالها إلى الفضائيات عن الشعب.. والشعب أسفل منهم يمرون عليه بكرةً وعشياً وهم يمتطون الفارهات المظللات وتشق المواتر من أمامهم الشوارع ومن خلفهم الحراسات للتأمين..

ألا يعلم هؤلاء أنهم موظفون كغيرهم من موظفي الدولة الذين يكابدون زحمة المواصلات والترحيل الجماعي إن وجد..

إشارة صفراء….

أنزلوا إلى ‏الشارع فهو حق لكم ولكل سوداني في ظل الحقوق والواجبات.. فالتعبير السلمي لمطالب الجماهير ممارسة أصيلة في النظام الديمقراطي…

أنزلوا إلى الشارع ليرى الشعب أحجامكم وأحجام كل من يتمشدق باسم الشعب السوداني…

وفي تسجيل صوتي أرسله لي صديق.. يقول المتحدث فيه وبعد مقدمة وشرح لرأيه.. قال (إن الشعب اعتصم أمام القصر الجمهوري وأسقط الحكومة)

كم في المئة من الشعب اعتصم بالقصر؟.. مع الاحتفاظ لكل سوداني بالتعبير عن رأيه وبالطرق السلمية فهو حق مكفول لكل السودانيين.. الموالين منهم والمعارضين..

‏قلت لصاحبي، ساحة اعتصام الموز فاااااضية..

إشارة خضراء…

‏خرجت مدينة نيالا بالأمس تأييداً للاتفاق الإطاري وقد استمعت لكلمات الخطباء الذين عبروا عن مواقفهم الداعمة للتسوية السياسية التي وصلت خواتيمها بعقد ورشة الإصلاح الأمني. خرجوا يحملون شعارات تعبر عن دعمهم لمخرجات الاتفاق الإطاري… نتمنى أن نشهد مدناً أخرى لتعبر عن رأيها، سلباً أو إيجاباً، حتى يتبين للشعب السوداني الخيط الأبيض من الخيط ‏الأسود من الديمقراطية..

‏الديمقراطية ممارسة على أرض الواقع وليس عبر الفضائيات ووسائل التواصل..

نصيحة… لكل السودانيين..

لا تسيئوا الظن السيئ بمن يخالفكم في الرأي العام، وقدموا حجتكم بالحسنى، عبر برامج وخطط وخارطة طريق لكل مشاكل السودان السياسية والأمنية والاقتصادية، واتركوا الحكم للشعب السوداني من خلال الفترة الانتقالية وصولاً إلى الانتخابات…

‏الفترة الانتقالية لا تمنع الشعب السوداني من التعبير عن رأيه بالوسائل السلمية.. ومن ضمنها إسقاط الحكومة إن حادت عن برنامج الفترة الانتقالية

رأي شخصي…

‏سرني كثيراً الاجتماعات التي تعقد هذه الأيام، برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبة الفريق أول محمد حمدان دقلو مع المكونات السياسية الداعمة للإطاري والمعارضة للإطاري كلاً على حدة وتارةً جميعاً، مما يدل على المبادرة والرغبة في لم شمل الجميع.. دحضاً للتوترات التي غطت بضبابها على المواقف السياسية.. خلال تلك الأيام العصيبة..

‏وقد عبرنا عن هذا التوافق في مقالنا السابق (البرهان وحميدتي حبايب)

تهنئة…

نهنئ الشعب السوداني بشهر الخير والبركات، وندعوا الله في هذا الشهر أن يبسط السلام والأمن بالاتفاق على إدارة حكم السودان بالتراضي متناسين الماضي بحلوه ومره وأن نتشري المستقبل بالغالي والنفيس…

قال أحد حكماء النيل الأبيض معبراً عن السياسة ودهاليزها قال (إذا غابت الشمس ثم أشرقت وأنت حي، لا تشغل نفسك باليوم الفائت وفكر في  يومك الحاضر ومستقبلك)…

* النيل الأبيض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى