د.عمر ادم قبلة يكتب : من ذاكرة المدارس _ (الفاشر الأميرية) 1_2

 

18 مايو 2022م

 

قلت في التدوينة السابقة إننا طوال الفترة التي أمضيناها بالفاشر الأميرية قد حظينا بتلقي المعارف المختلفة على أيدي نخبة من الأساتذة الذين جاءوا من مختلف بقاع السودان. وقد كانوا جميعاً من أهل الخبرة والكفاءة والتجويد. وكأنما هم من عناهم الشاعر عبدالله الشيخ البشير، وهو يصف جواداً كميتاً:

رصائعه مصابيح سهارى……لهن “خواطر الحذاق” زيت

فقد كان جميع أساتذتنا بتلك المؤسسة (حذاقاً) أو هم كما قال في بيت آخر (جذى مما تغوص له الكويت). جُمع لتلك الكوكبة من اختصاصي التعليم المتوسط تلاميذ جاءوا من مختلف بيئات شمال دارفور بدافع تلقي المعرفة والتحصيل العلمي على طريقة الشاعر الهادي آدم (جئنا إليها راجلين وحسرا). فعلى مستوى الدفعة التي ينتمي إليها كاتب هذه السطور قد جاء من الكومة عبدالرحمن أحمد حامد وداوود هدى وإسماعيل عبدالرحمن (ود مليط) وحسن آدم أحمد وعمر آدم قبله. وجاء من مدرسة طُره بشمال الفاشر عمر آدم بخيت وحامد على حامد وآدم إبراهيم أمين. وأتى من منطقة قولو آدم محمد يحيى وصالح عبدالرحمن. كما جاء من كورما عثمان يحيى أبكر وإبراهيم أحمد عبدالله. وجاء من مدرسة سرفاية أبكر علي عبدالله وأحمد محمد زروق وعمر محمود آدم. ومن مدرسة تارني أتى كل من: حامد علي إبراهيم وآدم أحمد عثمان وصالح إبراهيم (العمدة) وعبدالله جدو عمر وهارون محمد أحمد ومحمدين اسحق شوقار. وجاء من شنقل طوباي عبدالرحمن بشر عربي والشقيقان عبد الجبار أحمد وعبد المجيد أحمد وآدم عبدالكريم. وأتى من طويلة منفرداً آدم محمد شرف الدين. وأتى من الملم محمد أحمد محمد وآدم رجال وتاجر. وأتى من ودعة إبراهيم آدم داوود وإسماعيل جلابي آدم وعبدالله الدومة أحمد وأبكر الدومة وآدم أبكر. وأتى من جقوجقو محمد صالح ومن الفاشر أحمد صلح بخيت. هذه المجموعة تمثل أبناء الداخلية. وهناك عدد محدود من طلاب الخارجية وهم بصورة رئيسة أبناء بعض العاملين بالدولة في الخدمة المدنية والقوات النظامية. ومن هؤلاء عادل محمد على عبد الساتر ويوسف محمد البدوي ومحمد علي جاويش والرشيد مبارك المغربي والهادي محمد أبوه ومحمد صالح أبو اليمن. وبصورة عامة فقد ظل العدد الكلي يتراوح بين أربعين وخمسة وأربعين. وتفيد بعض الأوراق القديمة أنه كان في أحد الأعوام ثلاثة وأربعين تحديداً. وعلى الرغم من اختلاف البيئات التي أتينا منها واستمرارنا في فصل واحد لخمسة أعوام متتالية، لا أذكر مطلقاً حدوث أي مشاجرة أو حتى مشادة كلامية بين اثنين من هذه المجموعة. وباستثناء بعض الأخوة من  مجموعة الخارجية فإن العلاقة مازالت قائمة بذات روح الصداقة والزمالة والإلفة وبقى التواصل مستمراً حتى يومنا هذا. صحيح أن التقاء معظم أبناء الدفعة مرة أخرى بالفاشر الثانوية قد عزز فرص الترابط بين افراد المجموعة ولكن الصحيح أيضاً أن الذين ذهبوا إلى دارفور الثانوية أو الجنينة الثانوية أو معهد التربية بالفاشر قد ظلوا حضوراً في الذاكرة والمشاركة أحياناً في المناسبات الاجتماعية. وأذكر من الذين انضموا لهذه الدفعة في العام الأخير من الثانوية العامة محجوب أبوبكر آدم من أبناء الفاشر. وجلس مع هذه الدفعة لامتحان الشهادة المتوسطة “من منازلهم” بشارة الملك أحمداي والذي كان يأتي إلى الداخلية في نهاية الدوام مرتدياً زي الشرطة. وعلى الرغم من أن هذه المجموعة قد أتت من مناطق وبيئات متفرِّقة ومتباعدة ومتباينة إلا أننا لم نكن نعرف لأحد منا قبيلة، حيث ينتسب الجميع إلى المدارس التي أتى منها. وحتى هذه الرابطة أضعفها التوزيع على الداخليات الأربع ليصبح الانتماء للداخلية هو الأساس في المنافسات الرياضية والمناشط المختلفة. كما ينتمي الجميع إلى الفاشر الأميرية في منافسات المدارس المتوسطة بمدينة الفاشر في مواسم المناشط التربوية مثل: عيد العلم وغيره.

هذا ملمح تربوي راشد في صياغة الوجدان والوعي القومي الموحَّد وبناء الرؤى المستقبلية بعيداً عن الشعارات وضجيج الإعلام. هكذا كانت تتم إدارة التنوع بهدوء إيجابي وبنَّاء. يجدر بالذكر أن هذه الدفعة لم تضم منسوبين لمدرسة المالحة والتي ينتمي إليها في الدفعة التي تتقدمنا كل من: إبراهيم سلطان ومحمد الحبيب آدم، وكذلك خلت الدفعة من منسوبي “مدرسة كتال”  والتي ينتمي إليها عدد من أبناء الدفع التي تتقدمنا والتي تلينا، وأذكر منهم سعدالله أبو بكر وصديقهُ “عرجه” وعثمان عبدالمولى وآدم أحمدية. وظهر من أبناء “سانية كرو” في الدفعة التالية عبد العزيز عيسى مضوى وآدم فضل. ومن الأسماء المشهورة في الفصول الأعلى، بدري فارس بدري وموسى أحمد يحيى وإبراهيم عثمان كنو وإسماعيل داوود ورمضان آدم من بحر الغزال ويوسف البشاري من جنوب دارفور وصديق إدريس من شنقل طوباي، ومن كورما صلاح أحمد عبدالله وعبدالرازق آدم، ومن كتال أبوبكر “سوداني” ومن مليط عيسى أبكر (أبو داوود) ومن “طينة” عبدالله آدم محمد.

وفي الختام أكرر أن هذه التدوينات هي محاولة للتوثيق قابلة للإضافة والتصويب. ثم هل من سبيل للعودة لنظام الداخليات؟

ودمتم في حفظ الله ورعايته.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى