صلاح الدين عووضة يكتب: النواعم!

بالمنطق
صلاح الدين عووضة
النواعم!

فالمرأة ناعمة..
هكذا تُوصف في كل الدنيا؛ كما توصف بالظرف… والرقة… واللطافة..
وتمّ تكرار هذه الصفات بمُناسبة عيدها الآن..
ونبارك لها عيدها هذا… عيد المرأة… ونؤمن على حلمها بأن تصبح حاكمة..
فهذا من شعارات عيدها السنوي الحالي..
والذي جاء في سنةٍ تشهد حروباً – واقتتالاً – على نطاق واسع من العالم..
وتمنّت أن يجيء زمانٌ تحكم فيه النساء بدلاً من الرجال..
أو أن يكون الحكم في معظم الدول بيد المرأة؛ حتى يعم كوكبنا السلام..
وبمناسبة عيدها هذا نهديها نماذج لطيفة..
نماذج لأخواتٍ لهن لطيفات – على مرّ التاريخ – تحقّقت رغبتهن في الحكم..
ونبدأ بالكونتيسة إليزابيث باثوري..

فهذه المرأة اللطيفة عُرفت باسم كونتيسة الدم؛ وتحديداً دم بنات جنسها..

وقتلت حوالي ستمئة فتاة أبشع قتلةٍ بعد تعذيبهن..

فقد كانت تجوعهن… ثم تدخل الدبابيس في أجسادهن… ثم تستحم بدمائهن..

يا للرقة… واللطافة… والظرافة..

ثم هناك الحاكمة التي تذوب رقةً… وجمالاً… وأنوثةً؛ والتي اسمها ووشتيان..

وهي الإمبراطورة الأنثى الوحيدة في تأريخ الصين..

فقد قتلت أختها… وأخاها… وحتى والدتها… لتتمكّن من اعتلاء عرش بلدها..

وأمرت بتعذيب كل من يعارضها؛ ثم قتله..

فقتلت ستة وثلاثين وزيراً فقط؛ ووضعت أفراد عائلاتهم تحت رحمتها..

فهي رحيمة… وتحب الرحمة..

كما هنالك ماري الأولى التي ورثت حكم إنجلترا من أبيها هنري الثامن..

واشتهرت بلقب ماري الدموية..

واستهلت عهدها الرقيق بأن أمرت بحرق ثلاثمئة شخص بتهمة

الهرطقة..

ولكن لا نقول بأنها لم يطرف لها جفنٌ..

فقد أشار عددٌ من المؤرخين إلى أن جفنيها الجميلين كانا يطرفان بكل

أنوثة..

وتنظر إلى ضحاياها بعينين كحيلتين… ثم تبكي..

ولا ننسى الرقيقة – جداً – إيرما غريس؛ والتي سموها ملاك

الرحمة..

عفواً؛ ملاك الموت..

فقد عُرفت كأقسى إمرأة – ذات سلطة – في فترة الرايخ الثالث بألمانيا..

وتخصّصت في تعذيب المعتقلين اليهود..

وكانت تضرب المعتقلات منهم ضرباً رحيماً – ولطيفاً – حتى الموت..

وتُطلق النار على الذكور منهم بشكل عشوائي..

كما كانت تجوِّع كلابها الشرسة؛ وتطلقها – بعد ذلك – على

المعتقلين..

فيكون الموت سريعاً؛ ورحيماً..

وأشرفت – شخصياً – على عملية إعدام مئات الأفراد في حجرات

الغاز..

أو أفران الغاز بمعسكر أوشفتز..

وعقب سقوط النازية تم إعدامها شنقاً؛ فماتت – مع موتها – ابتسامتها

الفاتنة..

والأمثلة تطول… والمجال لا يتسع..

ولكن المُهم أننا نضم صوتنا إلى أصوات المناديات بضرورة تمكين

المرأة..

ضرورة تسليمها السلطة..

ومن ثم تسليمها رقابنا لتطبق عليها بأنامل أنثوية ذات لطفٍ… ورقة…

وعذوبة..

وذلك فقاً لأحكامٍ سلطوية ناعمة..

في عهد النواعم!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى