صلاح الدين عووضة يكتب : برافــــو !!

فقد وقع الانقلاب..

لا الذي أشرنا إليه قبل يومين – بصفحتنا في الفيس بوك – وسميناه الناعم..

ومبعث النعومة إنه يتسلل بسلاسة… وهدوء… وخفة..

لا إلى مباني الإذاعة – والتلفزيون – ليذيع بياناً أول وهو مدجج بالسلاح… وتحميه الدبابات..

وإنما إلى مفاصل واقعنا الثوري الراهن… وهو بكامل النعومة..

وبكامل الإناقة أيضاً؛ محفوفاً بالابتسامات… والضحكات… وناعم المخادعات..

والقوم في غفلتهم سامدون… وفي سكرتهم يعمهون..

ونحجم عن الشرح أكثر ؛ فمن لا يعي مكامن فشله الواضح من البديهي ألا يعي ما نقول..

وعموماً ليس هذا بموضوعنا الآن..

سيما بعد أن بدأت بشائر انقلاب مضاد – واستباقي – حتى وإن كان بلا إدراك للناعم..

ففي لحظة صحوة ضمير بدأ القوم في تدارك الأمر..

تدارك قضايا الفشل… واللا مبالاة… وتبلد الإحساس… ومعاش الناس… والمصير المجهول..

وباختصار؛ كل الذي جعل منهم امتداداً لأهل الإنقاذ..

ومن ثم صار الواقع نفسه امتداداً لواقع الإنقاذ البئيس…مع فارق كمي ليس في صالحهم..

وأول السباقين إلى الانقلاب هذا عباس مدني..

فقد فاجأ كل الذين كانوا يتهمونه بالاصرار على الكرسي – رغم فشله الذريع – بالاستقالة..

أو ربما تتم المفاجأة اليوم… إن لم تكن البارحة..

ومعها اعتذار رقيق عن كل عذابات الصفوف التي تسبب فيها للمواطنين طيلة عام كامل..

فالتنحي أدبٌ رفيع – من آداب الثورة – لم يكن يألفه أهل الإنقاذ..

ولن يعايره أحدٌ بعد الآن بقميص ممزق – إبان الاعتصام – كان جواز مروره إلى الوزارة..

فها هو يمزق فرمان تنصيبه وزيراً… وفواتير امتيازاته كافة..

برافو الثائرعباس مدني..

ثم تبعته عائشة القصر؛ أو ستتبعه قريباً – حسب علمي – بخطوة لا تقل إدهاشاً حميداً..

فسوف تتنازل عن نثريتها الشهرية المليارية..

بل وستطالب رفقاء القصر بأن يحذوا حذوها…تعبيراً منهم عن مدى إحساسهم بالشعب..

على أن تُخصص نثرية شهر واحد لطباعة الكتاب المدرسي..

والشهر الثاني لدعم الأسر الفقيرة…والثالث لتخفيف آثار الفيضان على المتضررين منه..

وبقية الشهور لرفد الخزينة العامة بمليارات أحق بها الوطن..

برافو الثائرة عائشة موسى..

ثم سيتبعها – وفقاً لتسريبات شبه مؤكدة – حمدوك نفسه ؛ عبر بيان مقتضب إلى الناس..

وخلاصته إنه يعتذر عن ظهوره بمظهر اللا مبالي..

بل إن البعض وصفه برجل الجليد…كناية عن بروده الثلجي في عز حرارة الواقع المعيشي..

ثم سيتعهد بإبعاد الفاشلين فوراً؛ وزراء… وولاة… ومستشارين..

برافو الثائر الأكبر حمدوك..

وسيتواصل سيل المفاجآت في سياق انقلاب ذاتي…قطعاً للطريق أمام الانقلاب الناعم..

برافو… برافو… برافو..

برافــــــو!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى