محجوب الخليفة   يكتب :  السودان وطن في قبضة المهازل!!

2مارس 2023م

▪️ والمهازل جمع مهزلة، وهي في التصنيف ربما تكون شقيقة هرجلة، لأن ما يجمع بين المهزلة والهرجلة هو أنهما يصدران ممن غابت عقولهم، وساء تصرفهم، وتدهورت قُدرتهم على التمييز، وظهر عجزهم عن تحديد هدفهم واختيار  الأخيار من بين صفوفهم،  ولكأني بشاعر السودان ورئيس وزرائه الأسبق محمد أحمد المحجوب عليه رحمة الله، والذي استهجن المهازل، يتجول الآن في شوارع الخرطوم وازقة أحيائها القديمات، ويعيد قراءة أبياته الشهيرة:-

(يا ضيعة الوطن الذي أنصاره قوم

يرون النصر فى الخذلانِ

قوم يرون حياتهم في ذلهم

ويرون كل الخير في الإذعانِ

هذا زمانك يا مهازل فامرحي،

قد عُدّ كلبُ الصيّدِ في الفرسانِ).

▪️فالسودان الذي حفظه الله من الزلازل والبراكين،  هو ذات الوطن المحبوس  اليوم تحت قبضة المهازل، التي غيّبت الفرسان، واعتمدت كلاب الصيد فرساناً، فتوالدت وتكاثرت المهازل، على نحو مخيف.

إذ لا يُعقل أن يكون السودان الأول المتأخر، والسابق المسبوق، والمعلم الذي يحتاج مَن يُعلِّمه، والغني المتسول، أو أن يكون مصدراً للغذاء بينما يعاني شعبه الجوع والمسغبة!

▪️ والغريب حقاً أن يكون السودان وطن التاريخ البشري الأول، بينما لا يجد شعبه مصادر توثيقية دقيقة لتاريخه المعاصر، فهو الوطن المتفوق والمتقدم على كل العالم فيما قبل التاريخ، ولكنه الآن هو المتخلف والمتأخر عن كل بلدان الدنيا، وطن يعيش في ظلمات خمس، الأولى ظلمة سياسية، والثانية ظلمة عدلية والثالثة اقتصادية، والرابعة ظلمة أمنية والخامسة ظلمة إعلامية، وكل ظلمة من الظلمات الخمس أنجبت مهزلة لتشكل مجموعة من المهازل التي أربكت المشهد، وخلقت واقعاً بائساً يسيطر على السودان الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى