خطوات التطبيع مع إسرائيل.. من السر إلى العلن

خطوات التطبيع مع إسرائيل.. من السر إلى العلن

الخرطوم- صلاح مختار

موقع (واي نيت نيوز) العبري كشف عن زيارة لوفد سوداني رفيع لإسرائيل لمناقسة الاستعدادات النهائية لتوقيع اتفاق التطبيع بين البلدين في واشنطن.

ووفقاً للموقع فإن الاختراق الضخم في العلاقة بين الخرطوم وتل آبيب جاء بوساطة أمريكية.

وقال بازلر، الذي عمل سفيراً لإسرائيل في كل من: إيطاليا وفرنسا:  “الاجتماعات تناقش فتح السفارات في تل أبيب والخرطوم وتطوير هذه العلاقة التي قمنا بزراعتها تحت الأرض لسنوات والآن ولأول مرة سنكون قادرين على ضم السودان رسمياً لاتفاقيات إبراهام”.

وأضاف: “بالنسبة للسودان وإسرائيل فوائد التطبيع ستكون ضخمة إذ يمثل السودان لإسرائيل مدخلاً دبلوماسياً لإفريقيا وممراً تجارياً مُهماً، فضلاً عن كونه درع ردع للتهديد البحري الإيراني في المنطقة” وبالنسبة للسودان فإن التطبيع مع الدولة العبرية يعني الوصول إلى التمويل الدولي وبخاصة من واشنطن وتل أبيب.

حرص الطرفين

إن انتقال المباحثات بين الجانبين من السرية إلى العلن يعكس خطوة متقدِّمة تنم عن حرص الطرفين خصوصاً المؤسسة العسكرية على المضي قُدماً في مسار إكمال الاتفاق بين البلدين، برعاية وتنسيق كامل مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وبرزت تلك التطورات  الأخيرة في أعقاب زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي الأخيرة للخرطوم.

وهي الزيارة تتم للمرة الأولى بشكل علني وصريح وفي إطار دبلوماسي بقيادة وزير خارجية إسرائيل، وبحضور نظيره السوداني المكلف، إذ سبق لإيلي كوهين نفسه أن زار السودان -سابقاً- بشكل سري لكن بصفته وزيراً للأمن.

زخم كبير

ترى محلِّل الشؤون الدبلوماسية مي محمد علي، أن زيارة الوفد السوداني لإسرائيل هو امتداد للتطورات والزخم الكبير الذي أحاط بزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي للخرطوم، وقالت لـ(الصيحة): ربما تأتي ضمن الخطوات التي بدأت سرية والتي قام بها كوهين نفسه من قبل للسودان، إضافة إلى زيارة وزير الخزانة الأمريكي السابق ستيفن منوتشين، في مطلع يناير2021م، ولقاءاته مع كل من: البرهان ورئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، التي انتهت بتوقيع إعلان مبادئ حول اتفاق أبراهام، مع وزير العدل في ذات الوقت نصرالدين عبدالباري. وأضافت ربما الزيارة لوضع اللمسات الأخيرة لاتفاق سوداني إسرائيلي برعاية أمريكية تمهِّد لإبرام معاهدة سلام استكمالاً لـ(اتفاقيات أبراهام) التي بدأت أولى خطواتها بلقاء البرهان مع بنيامين نتنياهو، في مدينة عنتيبي الأوغندية.

وتوقعت أن تشمل الزيارة مجالات أخرى سياسية وعسكرية واقتصادية خاصة إذا نظرنا إلى تكوين الوفد السوداني.

وقالت: لا يخفى على أحد أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل تواجهه عقبة  التوقيع عليه والمصادقة من قبل الجهاز التشريعي الذي ينتظر قيام الحكومة المدنية باعتبار أن التطبيع مع تل أبيب لا يدخل -أصلاً- ضمن مهام أي حكومة انتقالية، وينتظر الملف برمته إلى حين قيام حكومة منتخبة لاتخاذ قرار بشأنه.

حالة حرب

وتقول مصادر، إن خطوة إقامة علاقات دبلوماسية إسرائيلية كاملة مع السودان تتطلب أولاً عقد اتفاق أو معاهدة سلام بين البلدين، باعتبار أن السودان كان في حالة حرب مع إسرائيل منذ عام 1967 كسائر الدول العربية الأخرى، مشيراً إلى أنه على الرغم من إلغاء الحكومة الانتقالية السابقة قانون مقاطعة إسرائيل، فإن ذلك لا يعني عقد اتفاق سلام أو معاهدة صلح بينهما. وبالتالي على الرغم من كل هذه التطورات يبقى مطلب عقد اتفاقية أو معاهدة صلح بين البلدين أولاً أمراً ضرورياً كمرحلة أولى، لكن البرهان لا يستطيع بمفرده إتمام  المعاهدة أو الاتفاق، إذ يتطلب استكمال هياكل الدولة، خصوصاً قيام المجلس التشريعي المنوط به المصادقة على كل الاتفاقيات الدولية.

رجال ظل

ويرى الكاتب الفلسطيني ثابت العمور، إن تسلل التطبيع إلى أفريقيا ليس مجرَّد سيناريو متوقع، فخارطة التغلغل بوساطة “رجال الظل” ممتدة، ولم يقتصر دور الموساد على ترويض تشاد، فالسودان كان حاضراً على أجندته -أيضاً. وقال في مقال منشور: إن دخول “إسرائيل” على المشهد السياسي في السودان مستمر، ولن ينتهي أو يتوقف حتى توصل من تريد إلى سدّة الحكم في الخرطوم. مبيِّناً أن سيناريو دعم “تل أبيب” شخصية موالية لها لتولي الحكم في السودان غير مستبعد، وقد تكرر في عدة دول أفريقية، منها ما حدث في جمهورية الكونغو الديموقراطية وإيصال الجنرال موبوتو سيسي سيكو، في ستينيات القرن الماضي إلى الحكم. حدث الأمر ذاته –أيضاً- في أوغندا مع عيدي أمين. وقال: يبدو أن السيناريو يتكرر مع السودان، وآخر شواهد ذلك وصول وفد إسرائيلي إلى السودان في الرابع من فبراير الجاري، برئاسة وزير خارجية كيان الاحتلال إيلي كوهين، ولقاؤه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وتأكيدهما المضي قُدماً في التطبيع، ووضعهما اللمسات الأخيرة على نص اتفاقية التطبيع.

تطوير الصناعات

ولكن الخبير الأمني الفريق حنفي عبدالله، يقرأ زيارة الوفد العسكري لإسرائيل في وقت سابق من عدة زوايا خلال حوار مع (أفريقيا برس): “إن الزيارة بغرض تطوير منظومة الصناعات الدفاعية السودانية على اعتبار أن إسرئيل تمتلك تقنيات عالية في هذا المجال، معتبراً الزيارة بالطبيعية على اعتبار أن “الدولتين” اتفقتا على التطبيع. وأضاف عبد الله: “كل الدول التي طبِّعت مع إسرائيل استفادت من قدرات إسرائيل العسكرية”. وحول لماذا الزيارة سرية؟ يقول عبد الله: “لأن طبيعة الزيارات العسكرية دائماً ما تأخذ طابع السرية على اعتبار أن هنالك قضايا متعلقة بالأمن لايجب أن تكون في العلن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى