ياسر زين العابدين المحامي يكتب : مُجرّد سُؤال

9 فبراير 2023
هل الثورة وهمٌ مُفضٍ للزيف…
أم تزيح الظلم، الفساد، وتحقق شعاراتها
وتشرق شمسها وعداً وقمحاً وتمني…
وتنبت أرضنا مرة أخرى ألف ثائر….
وهل بكبرياء الجرح لو متنا لحاربت المقابر…
أم هي أضغاث أحلام لن تتحقّق…
اختلاف الواقع والحلم لا يُدركه بصرٌ من بعينيه غشاوة…
ولا من بقلبه زيغ ونزق وهوى…
الثورة الفرنسية مثالٌ يلزم المقارنة…
هتف الثوار بشعارات محط آمالهم…
بالحرية، بالمساواة، بالإخاء، لكن…
خمسون عاماً مرت ولم يتحقّق شيءٌ…
أمانٍ ذرتها الرياح، نثرتها بعيداً…
لا يجوز لأحد أن يفهم ولا يسأل…
السُّؤال ثمنهُ غالٍ… الإجابة قد تَقُودك
للجحيم…
سُرقت الثورة على مرأى ومسمع…
شعاراتها البرّاقة حقائقها مُفزعة…
بعد ثمانية أعوام حَدَثَ ما حَدَثَ…
قُتل آلاف الفرنسيين بدم بارد…
الجثث مُلقاة بقارعة الطريق…
عادت البرجوازية من باب موارب…
تولى إدارة دَفّة الحكم آخرون ليس
على صلة بالثورة…
حوّلوا كل شيء من غاية إلى وسيلة…
أسبغوا على الثورة صفات سحرية…
أخرسوا ألسنة الثوار المُشفقين…
أبعدوهم، اتّهموهم زُوراً وبُهتانا…
تحوّلت الثورة لعصا غليظة…
الثورة لم تنتمِ لمن فجّر شرارتها….
بل لمن جَرّوها إليهم كالغنيمة…
وسرقوها ثم أخفوا وجههم البشع…
بشعارات برّاقة، ولبسوا جلبابها بالمقاس…
ثم وضعوا خطوطاً لا ينبغي تجاوزها..
إذا كان الوزراء ضعفاء يلزمنا القول بأنّهم أكفاء…
وإذا طغى الفساد وجب سد أُنوفنا…
وقفل أفواهنا وإغلاق عُيوننا…
أي حديثٍ غير هذا ضد الثورة…
لا يجوز النقد ولو ساء الحال لأسوأ…
المُبرّر أنه غضب الله وينبغي التحلي بالصبر…
لو اختلفوا فإنها سُنة الحياة فالصبر…
وإذا تغيّرت الوجوه ولم يتغيّر الحال فصبر جميل.. فِيمَ العجلة…
زرعوا اليأس، الوجع، الخَوْف…
الثورة لا تُتحقِّق دائماً شعاراتها…
تتحوّل من وسيلةٍ لغايةٍ…
لمُحاصصات ذات غُبنٍ فاحشٍ…
حصادها مُرٌ، علقمٌ بطعم الانتكاس…
تُختطف، وتُوظّف لأجندات غير ذات
صلة…
السُّؤال هذا محرمٌ فإجابته مكلفةٌ…
هل لقينا وعانينا نفس المصير…؟
بوادر تشظٍ، ولا اتفاق على كل شيء..
كل بضفة يحشد قواه، يحد من شفير سيفه…
ما جرى وما سيجري سيناريو تم
الإعداد له بذكاءٍ خبيثٍ…
إذا مات الثوار يوماً ما هل ستحارب
المقابر…؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى