علي يوسف تبيدي يكتب : نكهة اللقاء السعودي – القطري في المُحيط الخليجي

 

11ديسمبر2021م

ها هي مُبادرة الأمير محمد بن سلمان للصلح بين دول الخليج لمُقابلة تحديات المنطقة وما تعترضها من استهداف وتآمر في وضح النهار تحقق أهدافها ومراميها رويداً رويداً, فقد رتب الأمير محمد سلمان ملامحها وأدواتها بكل حكمة وصبر منقطع النظير.

انطلق بيت القصيد في المبادرة الخليجية التصالحية ببرنامج الزيارات التي نفّذها الأمير محمد إلى جميع دول الخليج, فكانت البداية سلطنة عُمان, ثم الإمارات العربية المتحدة, وأيضاً دولة قطر, حيث شكّلت هذه الزيارة منعطفاً تاريخياً مهماً في برنامج التصالح بحسبان العداء السافر الذي كان موجوداً بينهما وبين السعودية والإمارات والبحرين, فقد كان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد على رأس مستقبلي الأمير محمد بن سلمان في مطار الدوحة, ثم كانت هنالك مراسم استقبال استثنائية لولي العهد السعودي في القصر الأميري, فالشاهد أن الاحتفاء الباذخ كان يحمل دلالات ومعان كبيرة ساعدت بفعالية في فتح صفحة جديدة بين الدوحة والرياض, حيث تحوّل العداء والبغضاء إلى حميمية ومودّة نزولاً عند الحكمة العربية التليدة “أعظم المحبة التي تجئ بعد العداء والخصومة.”

فالسعودية دولة محورية لها وزنها في المنطقة العربية والإقليم, وبذات القدر فإن قطر دولة مفتاحية في المنطقة ولها تأثير واضح في مجريات الأحداث على العديد من مناطق العالم.

بقيت زيارة ولي العهد السعودي إلى مملكة البحرين ودولة الكويت, وتلك الزيارتان تأخذان الطابع الذي يخلو من الدهشة والإثارة على أساس متانة العلاقة السعودية مع هذين القطرين.

من الواضح أنّ مُبادرة الأمير محمد بن سلمان قد كسبت أرضية جديدة ووصلت إلى مداها الفسيح, فهي مبادرة سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية وأمنية لها ما بعدها في الخريطة العربية ومنطقة الشرق الأوسط, ويزيد من ألق المُبادرة التأييد الواسع الذي وجدته من الدول العربية, على رأسها مصر والمغرب وتونس ودول المنطقة مثل تركيا وباكستان, فضلاً عن أوروبا وأمريكا.

لا شك سوف يتحول المُحيط الخليجي إلى بحيرةٍ هادئةٍ بعد وداع حالة الاحتقان والعداوة والتشاكُس, وبذلك تكون مبادرة الأمير محمد بن سلمان قد حقّقت أهدافها المَرجوّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى