مبعوثون دوليون بالخرطوم.. هل يفلحون فيما عجزت عنه الآلية؟

مبعوثون دوليون بالخرطوم.. هل يفلحون فيما عجزت عنه الآلية؟

الخرطوم- صلاح مختار

تشهد الخرطوم حراكاً دبلوماسياً كبيراً عده البعض الأول في تاريخ البلاد, حيث يصل غداً مبعوثون من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والنرويج، إضافة لمبعوث الاتحاد الأوروبي إلى القرن الأفريقي إلى الخرطوم، في زيارة تستمر ليومين، بهدف عقد لقاءات مع ممثلي القيادة السياسية السودانية بمكونيها المدني والعسكري، وتقريب وجهات النظر بهدف دفع الانتقال الديموقراطي للسلطة.. إذاً هل يفلح المبعوثون الدوليون  في حل الأزمة التي فشلت فيها الآلية الثلاثية؟

ورطة شديدة

يرى المحلِّل السياسي والسفير السابق الطريفي كرمنو، أن الدول التي يمثلها الوفد الذي يصل الخرطوم, أصبح هؤلاء الآن في ورطة شديدة. وقال لـ(الصيحة) لأول مرة في التاريخ في وقت واحد ومن دول غرب أروبا يأتوا مبعوثين لدولة كي يحلوا مشكلتها. وأضاف كنت سعيداً بأن رئيس المجلس السيادي الفريق أول البرهان أظهر قوة مع الضعف أجبرهم بدلاً  أن يأتوا منفردين للسودان وهم  الآن مضطرين أن يأتوا كلهم في وفد واحد، باعتبار أن الوضع في السودان بالنسبة لهم خطير جداً. كذلك الأمر مرتبط بأمن البحر الأحمر.

تعقيد موقف

ورأى كرمنو، في ذات الوقت الذي يصل فيه المبعوثون يصل -أيضاً- وزير خارجية روسيا, وهو ما يزيد الموقف تعقيداً. وقال: هؤلاء الآن يبحثون عن طريقة بشأن كيفية إيجاد حل للأزمة في السودان بأسرع وقت. من ناحية أخرى في حال حصول أي مشكلة في السودان فإن كل مناطق أفريقيا المجاورة للسودان شرقها وغربها وشمالها وجنوبها لا يتوحِّدوا وهي مناطق قابلة للاشتعال. هناك مشاكل كبيرة لا يعلمها إلا الله.. وأكد أن ما يجري الآن في السودان عبارة عن فوضى لاتجدي معها الحرية التي تطبق في أوربا.

مخرج الأزمة

وجزم كرمنو، بأن المبعوثين الدوليين سيبحثون بالخرطوم عن المخرج  لأزمة السودان, وتسريع وتيرة الحل, وبالتالي بدلاً ما يأتي كل مبعوث بمفرده قرروا التكتل في وفد واحد, لأن السودان بالنسبة لهم أصبح مسألة قاتلة.وأضاف هناك قضايا تهم المجتمع الدولي منها الإرهاب والهجرة وتجارة البشر. مبيِّناً أن تلك القضايا بالضرورة تحت نظر الوفد. وقال بحسب تجربته   بوزارة الخارجية بعض المنح لبعض المواقع لا خير فيها. ولذلك لا يجب التعويل عليها .

وجهات نظر

القضية ليست في عجز الآلية وإنما في توافق السياسيين في الاتفاق الذي يمهد لانطلاقة الفترة الانتقالية. بتلك العبارات كان مدخل محلِّل الشؤون الدبلوماسية مي محمد علي، لـ(الصيحة) رأت أن وفد المبعوثون الأمميون يأتي في إطار العمل على تقريب وجهات النظر والعمل على توسعة الاتفاق ليشمل بقية القوى السياسية وإعطاء قوة دفع للاتفاق الإطاري, خاصة في ظل الانقسامات الداخلية بين القوى السياسية والاستقطابات الإقليمية. ونوَّهت إلى أن الزيارة تأتي بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكية إلى القاهرة وحملت نتائج المحادثات مع الجانب المصري نفس السياق الذي يأتي به الوفد, وبالضرورة قد يكون الوفد قرأ وجهة النظر الأمريكية في هذا الشأن والعمل على انتشال الاتفاق من الوحل الذي فيه ومحاولة استعمال كروت الضغط تجاه الأطراف المختلفة مدنيين وعسكريين من أجل إنجاح مهمته. كذلك يريد الوفد نقل الصورة باعتباره أكبر وفد من المبعوثين الدوليين لإعطاء الزخم السياسي والإعلامي والبعد الدولي للعملية السياسية .

قطع الطريق

الأمر الآخر التي تراه مي في زيارة المبعوثين الدوليين هو قطع الطريق وأمام الجهود الروسية الداخلية والتمدد في السودان. ويريد الوفد من خلال الزيارة تحسس الموقف السياسي.وعمل فرز كيمان للموقف السياسي بين القوى السياسية الداخلية وبالتالي يريد من خلال وجوده إجراء أكبر قدر من اللقاءات السياسية ومع القوى المدنية والحيَّة من أجل الوقوف على تصوراتها تجاه القضايا الداخلية. مع العلم بأن ورشة القاهرة التي انتهت أمس، من المؤكد أنها تحمل مضامين تلك الزيارة وبالضرورة وجد المشاركون تطمينات أن رؤيتهم قد تحملها ورقة المبتعثين الدوليين بالخرطوم. ولذلك ليس صحيحاً الحديث عن إلغاء الاتفاق الإطاري وإنما عملية إدخال جديدة لبعض المواعين السياسية لإعطاء زخم أكبر للعملية السياسية حتى تبدأ الفترة الانتقالية وتكوين حكومة مدنية التي يتوقف عليها استئناف عملية الدعم الدولي.

إنقاذ الاتفاق

وبحسب صحيفة (السوداني) قال مصدر دبلوماسي رفيع ــ فضَّل حجب هويته ــ إن زيارة الوفد الدولي تأتي في مهمة “لإنقاذ” الاتفاق الإطاري، خاصة في ظل تنامي معارضيه، وظهور منبر دولي آخر موازٍ تقف خلفه القاهرة، وحشدت له قوى فعلية يمكنها أن توثر في أي حكومة تتكون بعيداً عنها في حال تمسكت قوى الإطاري في المضي قدماً باتفاقها. ويضيف المصدر: إن المجتمع الدولي نفسه توصل لقناعة بضرورة أن يتسع الإطارى لقوى سياسية أخرى مهمة جداً، وبالضرورة مشاركتها وعدم إقصائها، ويلفت المصدر إلى ما بدا يعلن عنه غربيون في تغريدات لهم مثل رجل الاستخبارات الأمريكية، كاميرون هدسون، ومعروف أن ما يكتبه الرجل مسنود بمعلومات حقيقة تمثل موقف لجهة مهمة، إذ إنه غرد في حسابه على (تويتر) موخراً بما معناه أن أمريكا أصبحت حريصة على استقرار السودان حتى ولو منح نظام البرهان شرعية مقابل الحديث عن الحريات، وأضاف: “في تقديري يجب أن نقف كثيراً فى ما قاله (هدسون) ونلفت الانتباه إليه.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى