تنفيذ الترتيبات الأمنية.. بداية التحول الديمقراطي

 

الخرطوم: صلاح مختار   19فبراير2022م 

كشفت اللجنة العسكرية العليا المشتركة للترتيبات الأمنية, عن ترتيبات لإعادة الجداول الزمنية للترتيبات الأمنية لاتفاق جوبا لسلام السودان. وأقرت اللجنة بأنها وقعت في خطأ بسبب المواقيت الزمنية للترتيبات الأمنية. وقالت, المواقيت الزمنية لم تُوضع بشكل واقعي, ولا تتناسب مع الأشياء الموضوعة على الأرض, غير أنها قالت كانت رغبة من الأطراف الموقعة على الاتفاقية, وزدات: كان من المفترض وضع فترة سماح لمدة عام.

إبعاد الحركات

واعتبر الرئيس المناوب للترتيبات الأمنية الفريق سليمان صندل في مؤتمر صحفي, قرار إبعاد الحركات عن المدن ليس عشوائياً, واضاف سيكون هنالك تجميع للقوات داخل المعسكرات, للتأكيد منها بالأسماء ويكون هنالك تحقيقٌ من ذلك, غير أنه أقر بوجود تفلتات أمنية وقعت خلال الفترة الماضية ولكنها لم ترتقِ الى مستوى خرق للاتفاق. وقال تلك الاحداث ليست خرقا لاتفاق وقف اطلاق النار, مبيناً ان الدولة التزمت بتوفير الدعم اللوجستي لاخراج القوات خارج المدن. وأكد عدم مُمانعتهم من تعديل اتفاق سلام جوبا ان ارادت الحركات التي لم تنضم للاتفاق, بالاشارة الى حركتي عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو, وقال ليست لدينا مشكلة في ذلك, مؤكداً ان بروتوكول الترتيبات الامنية من البروتوكولات المهمة في اتفاق جوبا, دونها من الصعب الحديث عن السلام ودمج القوات في صف وطني, كذلك صعب الحديث عن تحول ديمقراطي او حكم مدني, واكد وجود التزام من كافة الاطراف على وقف إطلاق النار.

تغيير العقيدة

واكد صندل ان تغيير عقيدة الجيش شيء مهم, وشدد على ضرورة التفكير في ذلك من خلال المناهج في المعسكرات, مبيناً امكانية الجلوس للتفاكر حول العقيدة القتالية للجيش, وشدد على أهمية وجود جيش موحد واجهزة امنية حقيقية تكون ولاؤها للوطن وليس لديها اي اتجاه سياسي حتى يكون الوضع جاذباً للآخرين, وأشار في حديثه إلى المحاور التي يقوم عليها البروتوكول, وقال: الحركات التزمت بتنفيذ وقف إطلاق النار وهم جُزءٌ منه, وقال عند تشكيل القوة الأمنية الخاصة وصلت إلى دارفور, ورأت اللجنة ضرورة الالتزام بالاجراءات المنصوص عليها في الاتفاق.

وكشف بأن القوة الخاصة مكونة من (1500) من القوات المسلحة, بالاضافة الى قوات من الحركات الموقعة. واكد صندل ان عدد القوات المشتركة (12) ألف مقاتل, مبيناً امكانية زيادتها بمشاركة قوات الحركات المسلحة, ولفت الى حرص الحركات على حفظ الأمن واحترام القانون, ولذلك اتفقت على الخروج من المدن الى مواقع تجمعها خارج المدينة, مبيناً ان ذلك يُساعد في ضبطها وتمييزها, وقال, هنالك فرقٌ بين تشكيل قوات خاصة لحفظ الأمن وقوات الحماية. وفيما يتعلق بإصلاح وتطوير المؤسسة العسكرية, قال هي من الاشياء الاساسية التي لم تُبت فيها حتى الآن. ورأي أن الدولة حتى الآن لم تدعم الحركات المسلحة, وقال هي (شايلة رقبتها براها), مبيناً أن الحركات تعلم واقع الاقتصاد للبلد, مؤكداً عدم وجود دعم واضح من المجتمع الدولي للترتيبات الأمنية, لكنه قال هنالك رغبة. وحول وجود حركات مسلحة خارج السودان, قال صندل (ليس لدينا أي شغلة بأي قوات خارج السودان).

دور المفوضية

ورأي رئيس مفوضية الدمج والتسريح اللواء عبد الرحمن عبد الحميد ابراهيم, ان اتفاقية جوبا لسلام السودان تحتاج لكثير من البذل والجهد, وأضاف هي بداية حقيقية ودفعة قوية جدا لسلام يحتاج لبذل الجهد لإنزاله على ارض الواقع. وقال في أي اتفاق سلام يأتي دور المفوضية. واكد ان نزع السلاح والتسريح هناك إجراءاتٌ تقوم بها  تجاه المقاتلين, مشيراً الى وجود تجارب سابقة للمفوضية خلال اتفاقية سلام الجنوب (2005), واكد استعداد المفوضية لتنفيذ الاتفاقية والتعاون مع جميع الاطراف لإنزالها أرض الواقع, وأبان أن عملية التسريح والدمج وإعادة الدمج تحتاج لدعم مادي كبير من الدولة, وشدد على أهمية دعم المجتمع الدولي لعملية السلام في السودان, وقال إن انهيار الوضع في السودان سيتأثر بها كل دول الجوار والقارة.

ممثل الوساطة

وعبّر ممثل جنوب السودان في اللجنة العسكرية المشتركة لمسار دارفور العميد اريان لورو, عن تفاؤله للخطوات التي تمّت حتى الآن بشأن تنفيذ اتفاق الترتيبات الامنية مع الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا, وقال أي اتفاق يحقق الاستقرار ويسعى الى التنمية, واكد استعدادهم على التعاون مع الأطراف لإنفاذ الاتفاقية, وقال سنكون جزءاً من تنفيذ الاتفاق, مؤكداً مشاركتهم على كافة المستويات في عملية الترتيبات الأمنية, ولفت الى أن عمل المراقبين الدوليين باعتبارهم جزءاً من الآلية الوطنية وليسوا مستقلين عنها.

سير التنفيذ

وكان رئيس جنوب السودان، الفريق أول سلفا كير ميارديت، بحث مع نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو، «حميدتي»، سبل تنفيذ اتفاق جوبا للسلام, وناقش سلفا كير مع «حميدتي» الذي زار جوبا، سير تنفيذ اتفاقية جوبا للسلام الموقعة بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح في أكتوبر من عام 2021.

وقال برنابا مريال بنجامين، الوزير بمكتب رئيس جنوب السودان في تصريحات صحفية، إن «حميدتي» التقى سلفا كير بمكتبه في لقاء هدف لبحث العقبات التي تعترض تنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية المتضمن في اتفاق جوبا للسلام بين الأطراف السودانية. وأضاف بنجامين بالقول في تصريحات: «تناقشا حول سُبُل تنفيذ اتفاق سلام السودان الذي تم في جوبا، كما بحث الاجتماع العقبات التي تعترض سير اتفاق السَّلام».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى