حزب الأمة في مصر.. ما وراء الكواليس

حزب الأمة في مصر.. ما وراء الكواليس

الخرطوم- عوضية سليمان

بدعوة رسمية قام وفد من قيادات حزب الأمة القومي بزيارة إلى مصر لبحث التعاون المشترك. وضم الوفد كل من: رئيس الحزب المُكلف فضل الله برمة ناصر ونائبيه مريم الصادق المهدي وصديق إسماعيل وأمينه العام الواثق البرير ورئيس مكتبه السياسي محمد المهدي، إضافة إلى أمين عام هيئة شؤون الأنصار عبد المحمود أبو.

وتتزامن الزيارة مع بدء قادة الجيش والحرية والتغييرــ محادثات جدية لإنهاء الأزمة السياسية وسط توقعات بتوصلهما إلى اتفاق في وقت قريب . ولأن مصر لوقت قريب لم تنشط تجاه السودان فإن العملية تبدو للبعض أنها غير مقبولة ولكن الوضع الحالي يدعو بكل الجهات الداعمة للسودان أن تتحرَّك في اتجاه إيجاد تسوية سياسية بين المدنيين والعسكريين. الزيارة سوف تحرِّك الساكن من ملفات التسوية إذا ماوراء الكواليس في زيارة وفد الأمة القومي إلى السعودية.

سبل التعاون

وقال الحزب، في بيان إن الوفد ذاهب إلى القاهرة بدعوة من الحكومة المصرية لـ “بحث سبل التعاون المشترك في القضايا التي تهم الشعبين”. وأشار إلى الوفد سيلتقي مسؤولين في الحكومة المصرية والأزهر الشريف ومراكز بحثية، علاوة على قيادة فرعية الحزب وهيئة شؤون الأنصار بالقاهرة ــ وهي الذراع الديني للتنظيم. ويتوقع أن تُشجع سُّلطات القاهرة حزب الأمة على تسريع خطوات الاتفاق مع قادة الجيش، وسط تسريبات تقول إن الحزب اقترح تولي فضل الله برمة  ناصر منصب رئيس مجلس السيادة الذي سيعاد تشكيله بعد الاتفاق. ولم تنشط القاهرة في مساعٍ حل الأزمة السياسية التي نشبت في السودان بعد الانقلاب العسكري، تاركة هذا الدور لدول الاتحاد الأوروبي وأمريكا والسعودية والإمارات.

تشويش الأحزاب

توقيت الزياره أحدث ردود فعل متباينة في الساحة السياسية, في ظل ظرف سياسي محتدم بالحديث عن التسوية السياسية, إلا أن القيادي بحزب الأمة عروة الصادق، دافع عن موقف الحزب من الزيارة. وقال في تصريحات له : زيارات قيادات الحزب لمصر تجئ لحضور اجتماعات دعت لها الإدارة المصرية, في الربع الأول من العام الحالي, حدِّد لها أن تكون في أغسطس المنصرم وتم الاعتذار من جانب الحزب نسبة لظروف الكوارث والأزمات التي يمر بها السودان, على أن تكون الزيارة في اكتوبر الجاري, وشاركت فيها قيادات الحزب في الرئاسة والأمانة العامة والمكتب السياسي, وفي مستوى رؤساء الأجهزة، فيما شارك من هيئة الأنصار د. عبد المحمود بالإضافة لمكتب الحزب بالقاهرة، وقال: إن الإدارة المصرية, حينما دعت إلى الزيارة, لم يكن هنالك أي اتجاه نحو الحوار بين السودانيين ناهيك عن الحديث عن تسوية. وكان الحزب قد اعتذر لانشغاله الشديد بالحراك الداخلي وقتها, وتتوالى الأزمات حيث قرر وقتها أن تكون الزيارة في أكتوبر لتتزامن مع أجواء الحديث عن التسوية, وقال: لا تخفى على شخص رغبة مصر في إيجاد قدم في كل شيء يخص الشأن السوداني, ولا تخفى على أحد مواقف الحزب الداعمة لتواصل الشعبين المصري والسوداني مع الحرص التام على استقلالية القرار الوطني وأن تكون أي علاقة بين البلدين قائمة على المصلحة المشتركة, ولكن هنالك من يحاول التشويش على حراك حزب الأمة ويقيِّده ليقتصر على عملية الأزمة والحوار السياسي. وتابع: لولا تحرُّك الحزب وقيادته في عواصم الدول لما تم توقيع نداء السودان, ولما التقى قادة العمل السياسي السوداني بالحركات المسلحة، وفي مصر جالية كبيرة جداً تعاني من الأزمات وظروف تستوجب الوقوف معها وبحث سبل معالجة شؤونهم مع الإدارة المصرية خاصة أوضاع الأسر والتلاميذ والطلاب والمرضى. وأكد أن حزب الأمة يتحرَّك من واجب مسؤوليات تاريخية اليوم نحو مصر وغداً نحو إثيوبيا وبعدها نحو تشاد وجنوب السودان, وغيرها ومن دول الجوار لأننا قد نكون معارضين اليوم ولكننا حكام الغد ونريد لسوداننا أن نبني علاقاته على المصالح واحترام التبادل .

عدم استقرار

فيما قالت القيادية عبلة كرار: إن الزيارة  أمر طبيعي، وقالت: إن حزب الأمة من الأحزاب العريقة التي عاصرت كل  المنعرجات السياسية. وبالتالي شيء طبيعي بأن تربطه علاقة بمصر وأن مصر والسودان يربطهم مصير مشترك ولكن للأسف الشديد طول الفترة السابقة لم تكن العلاقة السياسية طبيعية بحيث تقوم على مبدأ التكافل بين الطرفين ودائماً تنظر مصر للسودان بعين المصالح وليس المصالح المتبادلة،  وقالت لـ(الصيحة): إن عدم الاستقرار في السودان يرمي بظلال سالبة على مصر لذلك فإن الاستقرار لا يمكن أن يتم إلا بالاستقرار المدني واستئناف الحكم الديموقراطي .

وكان حزب الأمة القومي نفى  وجود أي لقاء جمع وفد قياداته الموجودة في العاصمة المصرية القاهرة، بمدير المخابرات السابق صلاح قوش بمنزل إبراهيم الشيخ.

وقال حزب الأمة القومي في بيان” راج في بعض وسائل التواصل الاجتماعي خبر مفبرك مفاده أنّ وفد الأمة القومي التقى صلاح قوش بمنزل إبراهيم الشيخ بالقاهرة، مع العلم أنّ إبراهيم نفسه غادر القاهرة”.

وأشار الأمة إلى أنّ هذه الأخبار المفبركة تهدف إلى التشويش على أهداف الزيارة المعلنة مسبقًا.

وأضاف ” نؤكّد أنّ الوفد ليس في أجندته لقاء أيّ طرف من النظام البائد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى