تأخُّر الولايات الخمس في رفع قوائم مرشحيها للمجلس التشريعي.. ماذا وراء الأكمة؟

تقرير: بهاءالدين قمرالدين

انقسام التنسيقيات

كَشف مصدرٌ بالمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير أن هنالك لجنة تم تشكيلها للولايات الخمس التي لم ترفع قائمة مرشحيها للمجلس التشريعي نسبةً لانقسام تنسيقياتها.

زيادة حصة المقاعد

فيما طالبت بعض الولايات بزيادة حصة المقاعد المخصصة لها وهي بورتسودان وكسلا والنيل الأبيض وسنار والنيل الأزرق، وتم تشكيل لجنة بقيادة أحمد شاكر وعلي شريف وسترفع اللجنة تقريرها الثلاثاء القادم لاجتماع المجلس المركزي للحرية والتغيير.

انقسام الحاضنة

الدكتور زاهر موسى عبد الكريم أستاذ العلوم السياسية والاقتصاد بمعهد ماكسبلاند بألمانيا, عزا في تصريحات لـ”الصيحة”، عدم رفع الولايات الخمس لقوائم مرشحيها للمجلس التشريعي حتى هذه اللحظة، الى الانقسامات الكبيرة التي يعاني منها هيكل وجسم الحاضنة السياسية واحزاب ومكونات الحرية والتغيير، والتي ضربها زلزال الانقسامات وفت في عضدها الانشقاقات على المستوى المركزي والاتحادي وما وصفه بالحاضنة الأم, والتي لم تلتئم خلافاتها حتى اللحظة، رغم دعوات رأب الصدع وتكوين حاضنة جديدة التي تطلقها بعض الاحزاب مثل الامة القومي والبعث وغيرها من كتل الحرية والتغيير ونداء السودان.

مولود شرعي

ووصف انقسام تنسيقيات الولايات الخمس بأنه مولود شرعي لانقسامات الحاضنة السياسية, وقال متى يستقيم الظل والعود أعوج!؟.

عدم اكتمال هياكل السلطة

الأستاذ احمد آدم عبد المجيد القيادي بحركة تحرير السودان، قال لـ”الصيحة”، إنّ الولايات تعاني من مشاكل وازمات كبرى فوق الانشقاقات التي تعانيها تنسيقياتها, وقال ان معظم الولايات اليوم لم تكتمل فيها هياكل السلطة مثل ولايات دارفور، فضلاً عن أنها تُعاني من مشاكل الحرب وإفرازاتها مثل النزوح واللجوء وعدم الاستقرار, مبيناً أن كل تلك الإشكاليات جعلت تلك الولايات لا تتفق على قائمة ترشيحات للمجلس التشريعي.

السلام أولاً

ودعا عبد المجيد لمعالجة مشاكل وخلافات تلك الولايات أولاً, وإكمال هياكل السلطة فيها وتنزيل اتفاقية السلام على ارض الواقع حتى يتنسى لها تشكيل قوائم ترشيحها للمجلس التشريعي.

الحلو وعبد الواحد

وأضاف عبد المجيد ولن يتحقق السلام في ولايات مثل  النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور إلا بانضمام الحركات غير الموقعة مثل حركة عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو، التي لم تنضم لركب السلام، وعندما توقع هذه الحركات تكتمل لوحة السلام وتكمل بقية هياكل السلطة التي بدورها تؤدي الى اتفاق تنسيقيات الولايات فيما بينها.

استثناء الولايات الخمس

الدكتور صالح منصور أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم، طالب باستثناء الولايات الخمس من قوائم المجلس التشريعي الى حين اكتمال هياكل السلطة فيها ومعالجة خلافات الحاضنة السياسية والحرية والتغيير، والاحتفاظ بمقاعدها وحصتها في المجلس التشريعي، وتكوين المجلس التشريعي من قوائم الولايات التي رفعت قوائم ترشيحاتها, كسباً للزمن بعد أن تأخر تكوين المجلس التشريعي لأكثر من عامين.

الحاضنة وارء التأخير

ويرى منصور أن تأخير تشكيل المجلس التشريعي طوال هذه الفترة ليس وراءه الولايات، بل المتسبب الاول في ذلك هم احزاب ومكونات الحاضنة السياسية وقوى الحرية والتغيير التي لا تتفق على امر واحد وتختلف فيما بينها، لدرجة أن حزبا كبيرا مثل الشيوعي وبعد أن انسلخ من الحاضنة السياسية؛ أصبح يُطالب بإسقاط الحكومة برمتها ، ناهيك عن تكوين المجلس التشريعي والذي يراه صورة ونسخة مشوهة من حكومة الفترة الانتقالية تُكرِّس لمزيد من الانقسامات والانشقاقات.

فراغ تشريعي

وقال منصور إن غياب المجلس التشريعي خلّف فراغاً  تشريعاً كبيراً في السلطة، وعطّل كثيراً من الملفات مثل محاسبة السلطة وتشريع قوانين محاربة الفساد ومحاسبة الجهات المسؤولة، فضلاً عن الفوضى التي تعاني منها الأسواق وانفلات الأسعار جراء عدم وجود رقابة وتشريعات تحد من جشع التجار وتكبح جماح الأسعار المنفلتة حسب تعبيره.

ولايات بدون ولاة

الأستاذ عبد الحليم طه المحامي والناشط السياسي، عزا تأخير الولايات الخمس في تسليم قوائم مرشحيها للمجلس التشريعي الى عدم اختيار ولاة لبعض الولايات وتعليقها من قبل الحكومة المركزية وعدم وجود (رأس وقيادة) تدير أمورها وشؤونها  .

جهات مُستفيدة

ولم يستبعد حليم، وجود جهات تستفيد من تأخير تشكيل المجلس التشريعي وعدم اكتمال هياكل السلطة المدنية في البلاد، لان تكوين المجلس التشريعي يعني فرض الرقابة  على الحكومة ومحاسبة المسؤولين ومحاربة الفساد وسَن القوانين التي تُسيِّر دفة العمل التنفيذي وتقطع الطريق امام الفاسدين والمتاجرين بمعاناة الشعب السوداني حسب تعبيره.

مناوي يتجاوز المركز

وكان مني اركو مناوي حاكم إقليم دارفور، قد أعلن من قبل انه سيشرع مباشرة في تكوين هياكل السلطة الانتقالية لولايات دارفور، على رأسها المجلس التشريعي ولن ينتظر المركز الذي يتباطأ في تكوينه بسبب انقسامات الحاضنة السياسية واحزاب ومكونات الحرية والتغيير، ويرى مناوي أن ولايات دارفور التي تعاني من إفرازات الحرب لا تتحمل تأخير اكتمال المجلس التشريعي وبقية هياكل السلطة.

وطالب مراقبون تحدثوا للصحيفة بضرورة الإسراع بتكوين المجلس التشريعي الذي تأخر كثيراً منذ إعلان تشكيل الحكومة الانتقالية قبل عامين، مما تسبب في خلق فراغ تشريعي ودستوري ورقابي ، أقعد الحكومة عن القيام بدورها بالوجه الأكمل وعطّل إعلان قوانين محاربة الفساد وتشكيل مفوضية محاربة الفساد, وعدم وجود جهة تراقب الحكومة وتُحاسب المسؤولين حيال تقصيرهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى