إرهاصات القادمين

*تضج مجالس السياسيين هذه الأيام وتتلقف بكل نهم كل حديث حول التشكيل الوزاري القادم.

*فحكومة التكنوقراط القادمة وإرهاصات القادمين، هي الشغل الشاغل لهؤلاء السياسيين ممن لا يرجون غير نوال بعض من (الكيكة الصغيرة)…!!

*ومع هذا الضجيج يتناسى السياسيون بأن الوطن المكلوم ينتظرهم، لتضميد جراحه التي كانت بأفعالهم على مر الحقب المختلفة ..

* لن أذهب مذهب السياسيين، بمختلف ميولهم الفكرية والسياسية، في تشخيصهم للواقع السياسي للبلاد، وإضفاء أجندة على لغة خطابهم.

* دعونا سادتي نذهب مذهب جد ونقولها بتجرد؛ بأن الجميع الآن أمام امتحان (وطني) حقيقي يقتضي تغليب الخيار الوطني على الذاتي.

* المجلس العسكري مطالب ببسط يديه لمزيد حريات وتقديم تنازلات أكثر لإثبات حسن نواياه السياسية، فتغيير الوجوه، وإن عظمت، لن يغني من التغيير في شيء إن لم يستصحب ذلك تغييراً في العقلية التي كانت تدار بها الدولة، وهي ذات العقلية التي جعلت كثيرًا من الناس يفرون من (المؤتمر الوطني) فرار الصحيح من الأجرب.

* المعارضة وبقية القوى السياسية الأخرى مطالبة كذلك وعلى طريق الشعبي بتناسي جراحات الماضي السياسي والأوبة إلى رشد العمل السياسي الذي يجعل من (فن الممكن) بوصلة له.

* الواقع والشواهد تؤكد أن أحزابنا مُنيت بفشل سياسي وفكري ذريع يعود لعدم قدرتها على إقناع الشعب السوداني بجدوى برامجها العامة.

* ذات الشواهد والوقائع تؤكد كذلك أن جميع الأحزاب قد فشلت في امتحان (المنفستو) والبرامج. فما قدمته جُل أحزاب الساحة السياسية إلى الآن لم يتجاوز مرحلة الشعارات والمزايدات السياسية والوعود الكاذبة للناخب المغلوب على أمره فقط!

* أن لم تكونوا (مصدقين) تعالوا وابحثوا معي بين مكوِّنات الساحة السياسية (الحالية) عن أي من الأحزاب من يطابق قوله الفعل؟

* وأي أحزاب منها قدم السودان والمصلحة الوطنية على أهدافه السياسية والفكرية ومصالحه الذاتية في برنامجه العام؟

* وأي منها لم يجعل من برنامجه بنداً لإضعاف المنافس الآخر أو إسقاطه؟ وإن جاء ذلك على أنقاض الوطن وأشلاء المواطن الذي اكتوى كثيراً بفعل قادة تلك الأحزاب كنا نلتمس منهم رشداً سياسياً، لكننا ما زلنا نبحث عن رجل رشيد بينهم!

* ما نرومه الآن هو حزب يحمل برنامجاً شاملاً يعالج كل إخفاقات من سبقه من الأحزاب والحكومات التي عاثت في الدولة تجارب وتجريباً وإهلاكاً وهلاكاً.

* حزب لديه رؤىً واضحة ومنطقية لحل مشاكل البلاد المزمنة في نظام الحكم والاقتصاد والاجتماع والثقافة والرياضة وقضايا الهامش.

*عموماً لست ميالاً إلى الذهاب مع البعض في ترشيح زيد أو عبيد لتولى منصب رئيس الوزراء والذي في اعتقادي ينبغي الاشتراط لمرشحه أن يكون من أهل الكفاءة وقدر الأمانة ليتحمل مهام الجهاز التنفيذي في هذا الظرف الحرج الذي يمر به السودان .

*وتمشياً مع الروح التي سادت مداولات التفاوض والاتفاق بين العسكري والتغيير بين المكونات المختلفة، فإن الشعب السوداني يتطلع لأن يؤدي هذا المنصب – والذي سيتم اختياره بالتشاور – دوراً وفاقياً بين أطياف العمل السياسي في المرحلة القادمة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى