رقائق وأسمار

* كان “سفيان الثوري” يقول: “وجدت قلبي يصلح بمكة والمدينة مع قوم غرباء أصحاب بتوت وعناء ــ عليهم أكسية غليظة ــ غرباء لا يعرفونني، فأعيش في وسطهم لا أُعرف كأنني رجل من فقراء المسلمين وعامتهم”.

* وقيل لـ”سفيان الثوري”: لو دخلت على السلاطين؟ قال: إني أخشى أن يسألني الله عن مقامي ما قلتُ فيه. قيل له: تقول وتتحفّظ. قال: تأمروني أن أسبح في البحر ولا تبتل ثيابي .

* وهذا “الإمام أحمد” يقول: “أحب أن أكون بشعبٍ في مكة حتى لا أُعرف، قد بُليتُ بالشهرة، إنني أتمنى الموت صباحاً ومساءً”.

* وهذا ابنه “عبد الله بن أحمد بن حنبل” يقول: كان أبي إذا خرج في يوم الجمعة لا يدع أحداً يتبعه، وربما وقف حتى ينصرف الذي يتبعه.

* يقول “أيوب السخيتاني” لأبس مسعود الجريري: “إني أخاف ألا تكون الشهرة قد أبقت لي عند الله حسنة.. إني لأمر بالمجلس.. فأسلم عليهم.. وما أرى أن فيهم أحداً يعرفني، فيردون على السلام بقوة، ويسألونني مسألة.. كأن كلهم قد عرفني، فأي خيرٍ مع هذا”.

* وخرج “أيوب السخيتاني” مرة في سفر فتبعه أناس كثير. فقال: “لولا أني أعلم أن الله يعلم من قلبي أني لهذا كاره لخشيت المقت من الله عز وجل”.

*ويقول “حماد بن زيد”: “كنا إذا ممرنا بالمجلس ومعنا أيوب فسلّم؛ ردّوا رداً شديداً، فكان يرى ذلك نقمة ويكتئب لذلك”.

* قال “الإمام الشافعي”: “وددت أن الناس تعلموا هذا العلم على ألا ينسب إليَّ منهُ شيء”.

* قال “سهل بن عبد الله التستري”: “ليس على النفس شيءٌ أشقُّ من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب”.

* وقد كان “محمد بن سيرين” رحمه الله يضحك في النهار حتى تدمع عينه، فإذا جاء الليل قطّعه بالبكاء والصلاة . وكان من خير الناس (بسَّام بالنهار بكَّاءٌ في الليل).

* روي عن ابن الجوزي عن الحسن أنه قال: “كنت مع ابن المبارك، فأتينا على سقاية، والناس يشربون منها، فدنا منها ليشرب ولم يعرفه الناس، فزحموه ودفعوه، فلما خرج قال لي: ما العيش إلا هكذا، يعني حيث لم نعرف ولم نوقر.

* يقول “محمد بن أعين” وكان صاحب ابن المبارك في أسفاره: “كنا ذات ليلة ونحن في غزو الروم، فذهب عبد الله بن المبارك ليضع رأسه ليريني أنه ينام، يقول فوضعت رأسي على الرمح لأريه أني أنام كذلك، قال: فظن أني قد نمت، فقام فأخذ في صلاته، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وأنا أرمُقُه، فلما طلع الفجر أيقظني وظن أني نائم، وقال: يا محمد، فقلتُ: إني لم أنم، فلما سمعها مني ما رأيته بعد ذلك يُكلمني ولا ينبسط إليَّ في شيء من غزاته كلها، كأنه لم يعجبه ذلك مني لما فطنت له من العمل، فلم أزل أعرفها فيه حتى مات، ولم أر رجلاً أسرَّ بالخير منه .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى