كلام في الفن.. كلام في الفن

 

حافظ عبد الرحمن:

رئتاه لم تشكوا قط لهث أوداجه، وإدمان شفتيه على النفخ المتواصل بحثاً عن آذان مؤمنة، وقلوب مطمئنة بروح السلام ورفض جهنم الانقسام. رسالته واضحة “السودان وطن واحد، لا يقبل القسمة على اثنين”. وكانت آيته شهيقا من البوح الخالص، وزفيرا من الفرح الآتي، وبينهما نفحات وجدانية تقطر عذوبة وطرباً وموسيقى تفوح منها رائحة كل ذرة تراب في بلاد المليون ميل.. بجهد فردي، وإيمان عميق.

شارع مافي:

عشاق الأغنيات الروائية الطويلة ـ وأنا منهم ـ عليهم تحسس مسدساتهم، لأن يوسف الموصلي يريد أن ينهي التفاصيل في الأغنية السودانية.. والرجل يعني بقوله ان العالم بدأ يفكر في أغنية لا يتجاوز زمنها الثلاث دقائق.. وهذا المنحى مشى فيه الموصلي من أغنية (على قدر الشوق) ثم تطوّر لاحقاً في أغنية (الطريق) للبلابل وأغنية جديدة اسمها (شارع مافي).

محمود تاور:

حينما تفتّحت عيوننا وأسماعنا على الدنيا وجدنا محمود تاور يعتلي القمة الفنية وكان نجم الشباك والحفلات الأول .. ولكن حينما تنامى الوعي وصرنا أكثر إدراكاً بالتجارب الفنية انزوى تاور في ركن قصي من النسيان حتى كاد أن يتوارى كلياً مع أنه فنان وسيم التجربة وعلى قدر عالٍ من التطريب والتجريب وهو غائب تماماً رغم أنه يمتلك ما يجعله موجوداً ومتحكراً على قمة الساحة الفنية.

مصطفى سيد أحمد:

الراحل الجميل مصطفى سيد أحمد بحسب خبراء الموسيقى لم يحدث تغيير هائل على مستوى التأليف الموسيقي والألحان ولم يكن أثره مثل محمد الأمين وإبراهيم الكاشف اللذين جاءا بأشكال موسيقية جديدة لم تألفها الأغنية السودانية حيث كان محمد الأمين حاضراً ومجدداً عبر أغنيته (شال النوار) التي تعتبر فتحاً جديداً تطاول فوق جدار العادية.. وهذا لا يقلل من قدره ومقداره لو تعلمون!!

محمود حسين خضر:

كان شاعراً فخم المفردة وجزل العبارة، الشاعر محمود حسين الخضر رغم أنه تغنى له كبار الفنانين وله ديوان شعر مطبوع باسم (فرحة الأيام) في منتصف الثمانينات اشتهرت أغنية (مرة صابر فوق أذايا) التي تغنى بها الفنان صلاح مصطفى من أشعار محمود حسين الخضر، وقد كان لمحمود مكتبة تجارية يعمل بها على شارع محمد نجيب بالعمارات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى