عبدالوهاب وردي يكتب: هل هي الحمى أم هو حلم قديم تجدَّد معها؟

رأيتني متكوماً في ركن  الكهف القديم كخرقة بالية  امرأة ذات نظرات قاسية ووجه  مفلطح  تقابلني وتفرغ نيران عيونها في وجهي ولسانها المسموم  تطاير منه عبارات وأحرف تجعل حتى آلهة الشر في أثينا القديمة  ترتعد وتذوب من الخوف.

قلت لها بصوت مكتوم كصرخات فأر يائس أحاطت المصيدة برقبته أيتها القديسة أو الملعونة .. معذرة فأنا لا أدري أفي النعيم  أم في قلب الجحيم أنا؟ قالت لا فرق ..الأمر يعود إليك ستراني أميرة الحسان إن تصالحت مع الأمر وستجدني  أشد لؤماً وفتكاً من نسائك لو انكرت الواقع وهربت إلى الأمام كعادتك.

ابتسمت فهذا الكلام يدل على أنني ما زلت على الأرض فهي محض امرأة قبيحة بسبب حادثة ما، ويمكنها أن تكون لطيفة  أو خبيثة متى شأت كسائر نساء الكوكب فهن ماكرات بالوراثة.. قالت: ابتسامتك تفضح تفكيرك والآن سترى منى ما لا تحب.

ضوء أحمر وهاج غمر الكوخ الذي لم يعد كوخاً.. كانت المرأة المفلطحة عديمة الأنف تضحك وهي تهز مقعد الأطفال الذي كنت أتوسطه.. لا أدري هل كنت طفلاً أم كبيراً  في تلك اللحظة..لكن المؤكد أن السعادة والبهجة والمرح والمرأة التي نبت أنفها  بغتة والحلوى الممدودة من يدها الناعمة لم تكن حلماً.. لم تكن حلماً.. لكن أين حدث ذلك ومتى؟ ربما أمس أو اليوم أو أو أو.. ما دمت قد نجوت لن أكترث سأهز كتفي وأصفر بفمي أغنية قبل النوم التي لقنتني لها أمي قبل أن انفصل عن حبلها السري.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى