الأزمة السياسية الراهنة.. تخوين وتكتلات واستقطاب..( ترند) المشهد السياسي

 

الخرطوم: آثار كامل     4 أغسطس 2022م 

تيرمومتر الأجواء السياسية في حالة ارتفاع وتارة في حالة انخفاض بجانب ظهور مؤشرات تشير إلى التخوين وتوجيه الاتهامات بجانب تكتلات سياسية واستقطابات مع بروز تحالفات سياسية جديدة في الساحة السودانية تختلف في الرؤى مثل الحزب الشيوعي الذي له رؤية واضحة وتكاد تبدو منفردة مقابل القوى السياسية الأخرى لجهة أنه يرفع شعارات لا تفاوض لا شراكة لا مساومة وهو الموقف المتطابق مع قوى الثورة الحيَّة  ولجان المقاومة، وفي الضفة الأخرى نجد أن بعض التحالفات لديها رؤى مختلفة رافعة شعارات التفاوض والجلوس.

وفي خضم كل ذلك لا يزال المشهد ضبابي مابين مبادرات مطروحة ومابين تحالفات جديدة وإعلان دستوري جديد وتحركات الآلية الثلاثية بقيادة فولكر، ولكن في ظل كل ذلك هل ينجح هذا الحراك في إنتاج قوى مدنية تقود الفترة الانتقالية إلى نهاية المطاف، خصوصاً  أن القوى السياسية انقسمت إلى ثلاثة اتجاهات؟

 

المواقف المختلفة

يرى مراقبون بأن الوضع الراهن في ظل غياب العديد من القوى السياسية من المشهد السياسي لأسباب وتحفظات يدخل المشهد في موقف ضبابي لا أحد يعرف نهاياته.

 

استقطاب منذ ثلاثين عاماً

يرى محلِّلون سياسيون أن فترة الثلاثين عاماً الماضية، كانت تتسم بالشمولية والسياسات المتبعة تجاه الأحزاب أدت إلى حالة الضعف التي تمر بها الآن في الوقت الحاضر وخلال تلك السنوات ثبتت فكرة الاستقطاب المجتمعي وسط الكيانات القبلية والمكوِّنات المجتمعية، فجميعها أصبحت داخل مسرح الاستقطاب الذي تشهده الساحة السياسية ما يمثل خطراً آخر على عملية التحوُّل الديموقراطي، وحتى بعد زوال نظام البشير نجد أنه لازال رجال القبائل وزعمائها يحتلون موقعهم وسط الأحداث السياسية، ونجد أن حالة الاستقطاب التي تدور -حالياً- قد تدخل البلاد في نفق مظلم مما ينتج ملاسنات سياسية وعراك من أجل السلطة ومن ثم تهيئة كل الظروف لفوضى من كل النواحي قد تهدِّد بقاء الدولة ذاتها.

 

 مرحلة لا تحتمل

قال أستاذ الدراسات الاستراتيجية آدم يس حامد، خلال حديثه لـ(الصيحة) بأن  الساحة السياسية في حالة من الضبابية، منوِّهاً إلى أن المرحلة الآن لا تتحمل أي مجاملات ولا أي تكتلات وانحيازات وأكمال تسوية لا ترضي الشارع ولا القوى السياسية ونتيجة التجارب أثبتت ذلك بأن أي تسوية أو وفاق بعيداً عن الشارع ولجان المقاومة لن تصمد ولن تجد التأييد، بل الاحزاب والقوى السياسية ستكون في موقف لا يحسد عليه مابين الرجوع إلى الخلف أو المواصلة في اتجاه التسوية بعيداً عن الشارع، لافتاً إلى أن الساحة السياسية الآن بحاجة إلى توحيد رؤى لإدارة ما تبقى من فترة انتقالية، لافتاً إلى أن سياسة الاتهامات والتخوين لن تجدي وعلى القوى الإفصاح برأيها بوضوح وحذَّر من أن أي تسويات أو اتفاقيات تتم بعيداً من الفاعلين الأساسيين الجدد في المشهد السسياسي لن تؤدي لنتيجة لأن لجان المقاومة هي الآن الأقرب لقلب الشارع وأكثر تأثيراً فيه، ونوَّه بأن التسوية الجيِّدة تعتمد وتحتاج إلى رغبة وتعاون بين  الجميع مع ضرورة بناء الثقة بين الأطراف لتشكيل حكومة فترة انتقالية وطنية ومستقلة تكون مهامها محصورة ومهتمة بمعاش الناس.

 

قيادات جديدة

يرى أستاذ العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية د. النذير منصور،  في حديثه لـ(لصيحة) بأن الساحة السياسية السودانية تشهد حالة تخلق قيادات جديدة وهي التي ستقود المشهد، وهذا ما تحتاجه السياسة السودانية قيادات جديدة مبرأة من كل عيوب الماضي، لأن القيادات الموجودة الآن هي قيادات مأزومة، مشيراً إلى أن الطريق الآمن للخروج من حالة انسداد الأفق السياسي وحالة الاستقطاب باللجوء إلى الحكمة، ونوَّه إلى أنه لابد من البحث عن منافذ للحوار للوصول إلى أهداف الثورة بدلاً من تمترس المواقف مما يجعل الأطراف تلجأ إلى الاستقطاب  وفرض الرؤى الواحدة دون المشاورة،  وقال منصور: بالوضع الآن يذهب في اتجاة الكارثة، لافتاً إلى أن تغيير الوضع بيد الأطراف في حال جلست على طاولة واحدة وتفاوضت وناقشت جميع القضايا بعقل مفتوح دون شروط  ووضع كيفية معالجة الوضع من الأولويات والجلوس ليس مختصراً على المدنيين والعساكر، بل المدنيين والمدنيين فيما بينهم، منوِّهاً إلى أن الوضع حساس وعلى القوى السياسية المختلفة والمكوِّن العسكري، استيعاب دروس التاريخ لأن ما تمر به البلاد اليوم مرت به مرات.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى