الحزب الشيوعي وقحت.. العين على الشارع!!

 

الخرطوم: الطيب محمد خير      5 يوليو 2022م 

عاد السجال والسباق بين الحزب الشيوعي وقوى الحرية والتغيير باتجاه الحراك الجماهيري والمواكب التي خرجت في 30 يونيو.

اعتبرت قوى الحرية والتغيير أن مليونيات ٣٠ يونيو، أحدثت تحوُّلاً نوعياً في توازن القوى لمصلحة قوى الثورة، وقالت إنها ستجدِّد دعوتها للجان المقاومة والقوى السياسية والمهنية المناهضة للانقلاب لبناء الجبهة المدنية المُوحَّدة وتكوين مركز تنسيقي ميداني وإعلامي مُوحَّد يتولى مهمة التحضير لمواصلة تصعيد العمل الجماهيري والإعداد للعصيان المدني الشامل عقب عيد الأضحى المبارك، لبلوغ غاية إسقاط الانقلاب كاملة غير منقوصة وإلحاق هزيمة موجعة للسلطة الانقلابية، في مقابل ذلك سارع الحزب الشيوعي الخصم والمنافس لقوى الحرية والتغيير باتهامها ببذل محاولة وصفها بـ“اليائسة”  لتجيير المواكب الجماهيرية التي خرجت في (30 يونيو) لصالح ما أسماه بـأطراف التسوية (أعضاء الثلاثية وقيادات قحت) التي اصطدم حوارها تحت مظلة الإدارة الأمريكية والسعودية بإرادة الجماهير.

وهذا الصراع على الاقتراب واحتواء الحراك الجماهيري يبرز حزمة من التساؤلات في مواجهة الطرفين في مقدِّمتها ما الدرس الجديد الذي قدمه حراك 30 يونيو، لقوى الحرية والتغيير؟ وما مصير الحوار الجاري الآن الذي قال الحزب الشيوعي في بيانه الهجومي على قوى الحرية والتغيير إن حوارها مع المكوِّن العسكري قارب أن يصل لغاياته بنسبة (80%)؟ وما السيناريو الذي تريد قوى الحرية والتغيير رسمه في المسرح السياسي المضطرب بدعوتها التي وجهتها خاصة لجان المقاومة؟ وهل ستنجح في السير على حبال التفاوض والمعارضة؟ ما سبب الاستياء والتخوُّف الذي أظهره الحزب الشيوعي من عودة قوى الحرية التغيير التي أخلت ساحة المعارضة ودخلت لحلبة الحوار؟

وقال القيادي بحزب الأمة القومي وقوى الحرية والتغيير عبدالجليل الباشا لـ (الصيحة): قوى الحرية والتغيير حدَّدت ثلاث وسائل لإنهاء الانقلاب، الأولى منها الحراك الجماهيري والثانية الضغط الدولي والإقليمي والثالثة المسار السياسي لإنهاء الانقلاب بأهداف ورؤى واضحة لتحقيق التحوُّل المدني الديموقراطي، ولذلك قوى الحرية والتغيير ظلت تستخدم هذه الوسائل جميعها في آن واحد.

وأشار الباشا إلى أن الوضع الآن الشعب السوداني جميعه خرج للشارع في يوم 30 يونيو، وقال كلمته بأنه ضد المزج بين الحكم المدني والعسكري، ونحن لا نرى أن 30 يونيو، ليست تمثِّل المحطة الأخيرة في سلسلة النضال الذي هو عملية تراكمية بأن تستمر التظاهرات والاعتصام حتى بلوغ مرحلة العصيان المدني، وأضاف: نحن في تقديرنا لبلوغ غاية إنهاء الانقلاب يجب على كل قوى الثورة أن تتوحَّد على مستوى الرؤى والتنظيم.

وفي رده على اتهام الحزب الشيوعي لقوى الحرية والتغيير بالسعى لتجيير الحراك لصالحها، قال الباشا إنها جزء من الحراك ولا حاجة لها ببذل مساعى لتجييره، كما يخيَّل للبعض ما يدعو للغرابة بأن يصدر حديث من هذا القبيل المخذل الداعم للمكوِّن العسكري أكثر ماهو دافع لإنهاء سيطرته واختلاف الوسائل في العمل لا يعني أنك ترمى الآخرين بما يدعم الانقلاب ويخلق شقة وتباعد بين قوى الثورة بدلاً من السعي للتقريب بينها لبلوغ غاية الثورة في تحقيق الحكم المدني الديموقراطي.

وأضاف الباشا: واضح أن الحزب الشيوعي تخوَّف من الوجود الواسع لقوى الحرية والتغيير في هذا الحرك الجماهيري وإطلاق هذه الاتهامات لكن قوى الحرية هي جزء أصيل مع لجان المقاومة وقوى الثورة في صناعة هذا الحراك والآن الهدف توحيد قوى الثورة، وندعو الحزب الشيوعي نفسه للانخراط في هذه الجبهة المدنية المُوحَّدة مع الآخرين للوصول لغاية تكوين حكومة مدنية كاملة الدسم تحقق متطلبات المرحلة الانتقالية كافة.

من جانبه قال المحلِّل السياسي د.عبد الرحمن أبوخريس لـ(الصيحة): واضح أن الشارع قد تجاوز كل القوى السياسية المتصارعة عليه، وهذا الصراع الدائر بين قوى الحرية والتغيير والحزب الشيوعي صراع في غير معترك ومحاولة لخطب ود الشارع أو على الأقل اللحاق به، كما حدث في بداية الثورة 2019م.

وأضاف د. أبو خريس: إن الشارع الآن يعبِّر عن نفسه وليس له قيادة واضحة باستثناء لجان المقاومة التي تظهر على قمته، وهذه واحدة من الضبابية والغموض الذي يكتنف الوسط السياسي السوداني الآن، بدليل أن الشارع ردَّد هتاف رافض للقوى السياسية بشعارات، بل هناك شعارات كان يردِّدها الإسلاميون واضحة في حراك 30 يونيو، ويبقى هناك طرف ثالث يسيطر على الشارع، وواضح الآن الشارع أصبح يتشكَّل بعيداً عن متطلبات قحت وقيادته الآن ضدها وضد المكوِّن العسكري، وهذا واضح من الشعارات، ورجَّح أبو خريس أن يكون الإسلاميون قد اخترقوا الشارع بدليل وجود الشعارات الإسلامية.

وأشار أبوخريس إلى أن الاتهامات والصراع بين الشيوعي وقحت جميعها بعيدة عما يريده الشارع وما يعبِّر عنه، فقط صراع وتقاطع أجندة لاستمالة الشارع الذي واضح -كما قلت- أصبح يسيطر عليه طرف ثالث.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى