(الاتحادي الديمقراطي).. تناسُل الانشقاقات!!

تقرير/ عبد الله عبد الرحيم

والبلاد تشهد أحوالاً سياسية متقلبة، وبروز ميلاد تحالفات وكيانات سياسية متعددة، إلا أن الحزب الاتحادي الديمقراطي تمور وتفور ساحته لتشهد ميلاد انشقاق وتصدّع جديد في الحزب الذي ابتُلِي بالانشقاقات عبر تاريخه السياسي الطويل.

ورغم النداءات الكثيرة والمحاولات المتكررة لرأب الصدع من قِبَل قيادات الحزب إن كانت من قِبل الرئاسة أو القاعدة، إلا أن حالة (الململة) وسط الحزب تأبى أن تضع حداً لظاهرة الرفض لاستمرار رئيس الحزب منذ عهد الدقير، وإلى عهد بلال، رغم أنه جاء لرئاسة الحزب مُكلّفاً.

وبالأمس الأول، شهدت ساحة الحزب بروز تيار منشق عن الحزب، قال إنه عزل رئيس الحزب المكلف د. أحمد بلال تحت دعاوى فنّدها رئيس الحزب من خلال مؤتمر حشد له كل عضوية الحزب بالولايات والمركز.

وقال بلال للإعلاميين إن الذين ترونهم أمامكم ما هم إلا رؤساء وأمناء الحزب بالولايات، وإنهم جاءوا ليؤكدوا كذب وافتراء المنشقين (مجموعة حسن هلال ومحمد يوسف الدقير).

ورغم أن القاعة الاتحادية التي شهدت اجتماع أمناء ورؤساء الحزب بالولايات كانت مشحونة بأجواء عاطفية، إلا أن شعارات الحزب التي يحفظها الأعضاء أباً عن جد ويطلقونها في مثل هذه الأجواء، حاول بها البعض إثناء بلال عن قرارات كانت ربما سيتخذها مرتبطة بمسيرته في الحزب عقب ردود الأفعال التي ربطت ما بين الأجواء المشحونة داخل الحزب، ووجود أحمد بلال باعتباره خميرة عكننة.

مبادئ

وقال محمد هاشم ممثل شباب الحزب، إن الحزب ظل يدافع عن الديمقراطية منذ الاستقلال وساهم في النضال بفاعلية، وزاد إن الحزب ظل على الدوام يقف مع مبادئ الوحدة الوطنية واستقلال الشعب السوداني وفق مبادئ الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري، لتقاطعه قواعد الاتحادي بترديد شعار الحزب (مبادئ الأزهري لن تنهار طريق الهندي طريق أحرار)، مذكراً أن مواقفهم هذه مواقف قديمة، مستشهداً بقول الشريف حين قال “إن البلاد تؤكل من أطرافها، وأخشى أن تؤكل من أحشائها”. وأبان هاشم موقف الاتحادي الراسخ منذ قبل الاستقلال بأنه لا يهمهم كاتحاديين من يحكم البلاد، ولكن يهمهم كيف يُحكَم السودان؟. وأكد أنهم لم يتواروا عن مشاركتهم في حكومة المؤتمر الوطني خجلاً، ولكن يقضي عليهم الموقف إعلان ذلك، والتباهي بتلك المشاركة التي جاءت لدواعٍ وطنية كما قال. مشيراً إلى أن بلال تولى وزارة الداخلية ليحمي الشعب السوداني من الجرائم التي كانت تُحيط بالموقف وقتها.

وأكد هاشم أن بلال ورث الحزب والصراع يلتف حوله، وأكد أن المؤتمر العام ورغم عدم قيامه، إلا أنه تم عقد مؤتمرات في (18) ولاية، مشيراً إلى أن من قاموا بالانفصال والانشقاق أرادو أن يُشوّهوا الحزب، ولكن من يتولى وزر هذا ــ بحسب بابكرــ هم الإنقاذيون أنفسهم.

الفزع

وأشار الدكتور أحمد بلال، الأمين العام المكلف، إلى أن الاجتماع الذي دعوا له إنما هو (فزع) وتنادٍ للقيادات من كل أصقاع السودان ونواحيه لتكوينٍ يقهر الحزن والألم، معدّداً الولايات التي حضرت، معترفاً بشجاعة بغياب البعض منها الذي انحاز للطرف المنشق.

وقال إنهم تنادوا لتفنيد الفرية التي أطلقها المنشقون (جماعة حسن بلال والدقير)، ولدحض الفرية التي تؤكد أن (14) ولاية تقف خلفهم.  وقال بلال إن الانشقاق حدث لدواعٍ شخصية بحتة، وأكد بلال أن ما جرى بالبلاد من أحداث هي التي أعاقت إكمال مسيرة بناء الحزب ديمقراطياً، حيث أنه كان يجري الترتيب لقيام المؤتمر العام للاتحادي.

وأكد الأمين العام المكلف جاهزيته للمساءلة القانونية حول الخروقات والجرائم التي تعرض لها المتظاهرون إبان توليه منصب وزير الداخلية، وقال مؤكداً: مرحباً بأية محاكمات عادلة. وقال لم آمر بفض المظاهرات، ودافع بلال عن نفسه بأنه لم يأمر ولم يُعطِ أوامر بقتل المتظاهرين أو تعرضهم للعنف، ومضى قائلاً: أنا لم أفسد طيلة مشاركتي في النظام السابق، ولم أقتل حتى دجاجة بل إنني وصفتُ المتظاهرين من الشباب بأنهم على حق.

اتهامات

وشنّ رئيس الحزب الاتحادي في المؤتمر الصحفي بدار الحزب على هامش انعقاد مؤتمر أمناء الولايات ورؤسائها، اتهامات شديدة اللهجة على مجموعة حسن هلال ومحمد يوسف الدقير، ودمغهم (بالمنشقين)، كاشفاً عن فتح بلاغات جنائية ضدهم، وزاد: سنقاضيهم بالقانون. بيد أن بلال عاد ليقول: “نحن ما حريصين على الوقوف في المحاكم، ولكننا حريصون على كيان ووحدة الحزب الاتحادي”. وأوضح بلال أن المنشقين لا يمثلون الحزب الاتحادي الديمقراطي، ولكنه أرسل نداء عالياً يُطالب فيه بالوحدة الاتحادية، مؤكداً عدم رغبته في الترشّح لقيادة الحزب، وقالك سوف نقدم الشباب في المرحلة المقبلة لقيادة الحزب وحمل الراية الاتحادية.

اتصالات

وكشف بلال عن اتصالات يقودها الحزب لرأب الصدع وإيجاد معالجات سريعة للأوضاع السياسية التي تعاني منها البلاد، وقال: نحن في الاتحادي الديمقراطي زاهدون في المشاركة في الحكومة المقبلة، بيد إنه أكد ثقة الحزب في القوات المسلحة، لأنها الدرع الواقي والحامي لعرين البلاد، مشيراً إلى دورها الذي قال إنه بعيد عن التعاطي السياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى