لقاء “حميدتي – توت قلواك”.. تحرُّكات لتعزير فُرص إنفاذ اتفاق سلام جوبا

الخرطوم- الطيب محمد خير

لا شك أن بند الترتيبات الأمنية الموقع ضمن اتفاق سلام جوبا والخاص بإعادة إدماج منسوبي الحركات المسلحة من العسكريين في القوات النظامية يمثل العقبة الكؤود أمام تنفيذ الاتفاق، ما يجعل بند الترتيبات الأمنية يتصدر أجندة أي اجتماع يبحث سير تنفيذ الاتفاق، خاصة وان المحك الحقيقي لانفاذ الترتيبات الأمنية يرتكز على الحاجة لتمويل كبير لا تمتلك خزائن البلاد ما يغطيه، ومن هذا الواقع فقد تصدر البند اجتماعا انعقد أمس الأول بين النائب الأول لرئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو ومستشار الشؤون الأمنية لرئيس دولة الجنوب، رئيس فريق الوساطة الجنوبية لسلام السودان توت قلواك، وكانت مخرجاته الاتفاق على جدول لتنفيذ اتفاقية جوبا للسلام بما يسرع عملية تنفيذ اتفاق السلام.

اللافت في مخرجات الاجتماع اتخاذ خطوات عملية في اتجاه البداية الفعلية لطي بند الترتيبات الأمنية المنصوص في اتفاق جوبا لسلام السودان، باعتباره أهم البنود التي يتوقّف عليها تنفيذ بقية الاتفاق لا سيما البنود المتعلقة بعودة النازحين واللاجئين وإعمار ما خرّبته الحرب واقامة تنمية مستدامة وحسب رئيس فريق الوساطة الجنوبية توت قلواك، فإنهم وصلوا لاتفاق على تحديد جلسات مشتركة تشارك فيها اللجنة العليا لمراقبة الاتفاق، والجبهة الثورية لترتيب دخول القوات للمعسكرات لإكمال ملف الترتيبات الأمنية كونه أهم بنوده اتفاق السلام الموقع في جوبا بين الحكومة الانتقالية والحركات السودانية المسلحة وسيسهم في دفع بقية بنود اتفاق السلام وتحقيق الاستقرار وإنهاء مظاهر التفلتات الأمنية التي ظلت تشهدها ولايات دارفور نظراً لتأخير تنفيذ بند الترتيبات الأمنية الذي يمثل البند الاساسي في اتفاق السلام تقوم عليه كافة أركانه.

ويرى مراقبون أن البطء الذي تسير به عملية تنفيذ بنود اتفاق السلام بسبب عدم توافر الدعم المالي الخاص بعمليات الدمج والتدريب والإيواء نتيجة الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد وأصبحت عائقاً يعترض تنفيذ اتفاق السلام وخاصةً شق الترتيبات الأمنية كأهم البنود المنصوص عليها في اتفاق السلام الموقع في جوبا كطرف مهم في تحقيق الاستقرار، ويظهر ذلك من اهتمام فريق الوساطة بمسارعة الجهود من أجل تنفيذ بنود الترتيبات الأمنية، خاصة مسألة توحيد القوات تمهيداً لبدء انطلاق جولة المفاوضات المباشرة بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو التي اكمل الترتيب لها في جوبا عاصمة الجنوب، وأكد رئيس فريق الوساطة الجنوبية توت قلواك حرص جنوب السودان على أن تكون هذه الجولة حاسمة لتحقيق السلام وإنهاء معاناة النازحين المتأثرين بالحرب في جبال النوبة وجنوب كردفان والنيل الأزرق.

اللجنة الوطنية لمتابعة تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان، اتخذت عددًا من القرارات المُهمّة في إطار تسهيل الإسراع في عملية إنفاذ اتفاق السلام، من بينها تشكيل قوة حماية المدنيين، ووضع برنامج متكامل لكيفية تنفيذ الترتيبات الأمنية، وقد أُقيمت ورش عمل في دارفور لشرح الاتفاق، وتعديل القرار الرئاسي الخاص بلجنتي مسار الوسط والشمال ليصبح قراراً واحداً للجنتين برئاسة الفريق الركن ياسر العطا.

وأكد الخبير العسكري الفريق حنفي عبد الله في حديث لـ(الصيحة) أن الاجتماع الذي جمع النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان ورئيس وفد الوساطة الجنوبية، يُعد خطوة مُهمّة في تحريك ملف إنفاذ اتفاق سلام جوبا بين الحكومة والحركات الذي يواجه بعض العقبات التي أدّت لتأخر إنفاذه رغم الجهود التي بذلتها الدولة ممثلة في اللجنة العليا لإنفاذ اتفاق السلام قد أبدت اهتماماً واضحاً بإنفاذ اتفاق السلام بوضع الترتيبات الفنية وتكوين اللجان الخاصة بذلك وتحديد مهامها وخاصة في جانب الترتيبات الأمنية التي تعد الأساس في تنفيذ أي اتفاق سلام.

وأضاف الفريق حنفي أن عملية التمويل تلعب دورا محوريا وأساسيا في إنفاذ الاتفاق وعملية الترتيبات الأمنية على وجه الخصوص، غير ان هناك تعثراً في توفير التمويل نتيجة الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، ما جعلها لا تتمكن من توفير الدعم المالي اللازم، مشيراً الى الوعود التي بدأت الآن في جانب إيفاء المجتمع الدولي بما يليه في تمويل إنفاذ اتفاق السلام، وهذا واضح في حديث الوفود التي تزور السودان الآن وتشديدها على إنفاذ اتفاق السلام كواحد من التحديات التي تُواجه الفترة الانتقالية خاصةً في جانب التمويل الذي واضح أن ما يلي التمويل الداخلي هناك صعوبة في تمويله بسبب الأزمة الاقتصادية التي تواجه البلاد.

وربما يتّفق الجميع على ضرورة انفاذ بند الترتيبات الأمنية، ويبدو ذلك واضحاً في تصريحات المسؤولين بالدولة والتزامهم بإنفاذ اتفاق سلام جوبا، فقد أكد النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو امام قواته في منطقة كرري منتصف الأسبوع، أنهم سيبدأون تنفيذ بند الترتيبات الأمنية فوراً. كما أكد خلال لقاء جمعه أمس مع المبعوث الأمريكي لمنطقة القرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، الذي يقود وفداً أمريكياً للوقوف على الأوضاع بالبلاد هذه الأيام، تمسُّك الجانب العسكري بتنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان كون أن السلام المعبر الحقيقي نحو التحوُّل الديمقراطي في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى