محمد عثمان الرضي يكتب : الدفاع المدني والمهمات الصعبة

29 مايو 2022م

 

 

 

الدفاع المدني مؤسسة خدمة متكاملة، تتمتّع برؤية واضحة المعالم وتعمل وفق برنامج علمي مدروس، ويقوم على قيادتها كادر بشري مؤهل ومحترف.

 

الدفاع المدني مؤسسة ذات تخصصية نادرة، وتعمل وفقاً للمقاييس العلمية والعالمية، وذلك من خلال تبادل الخبرات والمعارف ما بين الدول.

 

الدفاع المدني لا يقتصر دوره فقط في إطفاء الحرائق، فلديه مَهامٌ أشمل وأكبر من ذلك ويظهر ذلك جلياً على أرض الواقع.

 

وحدة الإنقاذ النهري من أهم الوحدات التخصُّصية التي تتبع للإدارة العامة لقوات الدفاع المدني ويقوم بمهامها كادر نوعي من حيث التدريب والتأهيل كان لهم الفضل في إنقاذ مئات المواطنين من الغرق وذلك من خلال قوارب حديثة تتمتّع بأحدث وسائل السلامة.

 

في إطار مكافحة جائحة كورونا، كان دور قوات الدفاع المدني في تنظيم حملات تعقيم المؤسسات الطبية والعلاجية ومراكز تجمعات المواطنين مما أسهم ذلك في انحسار المرض.

 

الدفاع المدني يُعد أكبر قاعدة للبيانات وذلك لأول مرة بالسودان يتم من خلالها الحد من خطر الكوارث وتحديد مواقعها وكيفية التعامُل معها، بتمويل من دولة إيطاليا وبتكلفة وقدرها 2 مليون دولار وتم توقيع العقد لتنفيذ المشروع والذي بدأ فعلياً وكل ذلك يتم تحت مظلة المجلس القومي للدفاع المدني بقيادة وزير الداخلية والأمين العام للمجلس مدير الإدارة العامة لشرطة الدفاع المدني الفريق شرطة عثمان عطا مصطفى وعضوية آخرين.

 

وحدة الإنذار المبكر من أحداث المشروعات الخدمية المُتطوِّرة وهي بمثابة قرني الاستشعار عند حُدُوث الكوارث بشتّى أنواعها مِمّا يُمكن ذلك في سرعة الاستجابة عند حدوث حوادث.

 

للأسف الشديد بالرغم من كل هذه المجهودات المُتعاظمة التي تبذلها قوات الدفاع المدني تجاه تقديم الخدمات، فقط ينقصها العكس الإعلامي والتوثيق، فعليه لا بُدّ من خلق جسم إعلامي طوعي من قِبل الإعلاميين لكي يقوموا بدور الكتيبة الإعلامية المُساندة لتبصير الرأي العام بأهمية هذا القطاع الحيوي.

 

لا شك بأنّ القيادة العليا للدولة مسخّرة كافة إمكانَاتها من أجل ترقية وتطوير هذا المرفق الحيوي، ويظهر ذلك من خلال الاستجابة الفورية لكل طلبات واحتياجات الدفاع المدني، وقطعاً يمثل ذلك دفعة معنوية كبيرة تحفز العاملين لمزيدٍ من الإبداع.

 

كل وحدات الدفاع المدني بمُؤسّسات الدولة تتبع تبعية مباشرة للمؤسسة المعنية تتكفّل المؤسسة بكامل التزاماتها العمليّة وبالذات المُؤسّسات الكبيرة التي تعمل في قطاع الكهرباء والطاقة والموانئ البحرية.

 

الاستعدادات المُبكِّرة لمُوسم الخريف بدأت فعلياً وتم توفير الاعتمادات المالية اللازمة من خلال توفير مُعينات العمل المطلوبة وذلك من خلال التنسيق ما بين الدفاع المدني وشركائها.

 

نشر التوعية والعمل على فتح مدارك الناس تجاه مشروعات الدفاع المدني إن كان في السابق فرض كفاية، فاليوم أصبح فرضا وواجبا على كل مواطن الإلمام بأبسط مقومات عمل الدفاع المدني ليحمي نفسه في المقام الأول ويتعدى ذلك إلى أسرته ومجتمعه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى