شاكر رابح يكتب : تعقيدات المشهد السياسي

18 يونيو2022م

لا يعتبر الحوار الذي تقوده الآلية الثلاثية الحالي حواراً طارئاً أو وليد صدفة، إنما نتاج تدخل دولي غير مشروع على الوطن منذ نحو ثلاثة عقود مضت، التدخل الدولي نشأ وتطوَّر عبر مراحل مختلفة فكان دعم الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الدكتور جون قرنق، خاصة في بدايات حكم الإنقاذ ثم دعم وإشعال الحرب والصراعات القبلية عبر عملية “شد الأطراف” خاصة في ولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كرفان والمرحلة الأخيرة كانت دعم الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام البشير وتمكين أحزاب بعينها، رفض قحت لحوار الآلية الثلاثية وإقصاء مكوِّنات سياسية فاعلة شق آخر من المعضلة السودانية على مستوى التعنت والرفض التي أضفت بدورها مزيداً من التعقيد على مسرح الصراع السوداني.

ونشير هنا إلى تعقيدات المشهد السياسي السوداني ورفض قحت للجلوس مع المكوِّن العسكري وأطراف أخرى سمتها بقايا النظام البائد أو داعمة له حتى السقوط، هذا سوف يضع الجميع أمام مشهد جديد أكثر تعقيداً وسوف تكون كل الاحتمالات واردة ومتوقعة وسوف تنتج آثار كارثية، وما حديث الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الذي شدَّد على (تمسُّك قيادة القوات المسلحة بالحوار الشامل الذي تسهِّله الآلية الثلاثية والذي لا يستثنى أحداً عدا حزب المؤتمر الوطني، مخرجاً  وحيداً يعبر بالبلاد في هذه الفترة الانتقالية والمفضي إلى تحقيق التوافق الوطني وصولاً لمرحلة الانتخابات، كما شدَّد البرهان على ألا مجال لعقد أي تحالف ثنائي مع أي جهة محددة، حديث البرهان وتعنت قحت المجلس المركزي يضع السودان في مفترق طرق، إما الاستقرار والتوافق ونجاح الحوار أو نهاية دولة اسمها السودان، ويمكن أن يقود هذا التعنت والتمسُّك بالحلول الصفرية من الأطراف جميعها يقود البلد تجاه مستقبل مجهول، أعتقد أن مصلحة السودان تقتضي جلوس الجميع على مائدة حوار مستديرة وعدم قطع “شعرة معاوية” مع المكوِّن العسكرى والقوة السياسية والحوار السوداني السوداني هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ الوطن، على الرغم  من مضى ثلاث سنوات، من عمر الثورة المجيدة إلا أن المشهد السياسي يزداد تعقيداً في ظل إخفاق الجميع عسكريين ومدنيين وقوى سياسية ولا شك أن إصرار “قحت” من جهة والعسكريين من جهة أخرى على مواقفهم سوف يؤدي إلى فشل المبادرة الثلاثية والمبادارت الإقليمية والمحلية كافة المطروحة في المسرح السياسي السوداني.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى