شاكر رابح يكتب :الانشقاقات حجر عثرة أمام التحوُّل الديمقراطي

29 مايو2022م

 

الانشقاقات في صفوف القوى السياسية وحركات الكفاح المسلح، أثارت جدلاً كثيفاً وعلامات استفهام عديدة لأسبابها الحقيقية والنتائج التي سوف تؤدي إليها، خاصةً والسودان في حالة انسداد خانق للأفق السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وقد رشح في الأخبار أن هناك اتجاهاً لعزل الدكتور الهادي إدريس عضو مجلس السيادة من رئاسة المجلس الانتقالي، وقد اتّهم القيادي بحركة تحرير السودان (صلاح آدم تور)، رئيس الحركة عضو المجلس السيادي د. الهادي إدريس بانشغاله بمصالحه الشخصية وإهمال قوات الحركة.

وقال تور في تصريحات صحفية، ان هناك اتجاهاً وترتيباً لعزل الهادي إدريس من رئاسة الحركة عبر مؤتمر عام، مؤكداً التزام قادة الحركة العسكريين والسياسيين بتنفيذ اتفاق جوبا للسلام.

أعتقد أن الانشقاقات والانقسامات التي تعيشها قوى الكفاح المُسلّح والأحزاب والكُتل الفاعلة تقف خلفها أسبابٌ كثيرة ولا شك أنها ستودي في نهاية المطاف إلى إضعاف تلك القوى.

وما أن يدخل حزب أو حركة للجهاز التنفيذي، إلا دب الانشقاق في داخله فينشطر الحزب أو الحركة الى عدة أجنحة أو تيارات متنازعة على كراسي السلطة، ونحن إذ نتساءل عن أسباب الخلاف، يعجز الجميع عن توفير أجوبة مقنعة، في الغالب الأعم تنتهي هذه الانقسامات الى وجود تيار أو تيارات داخلية، يعقبها تأسيس حزب جديد أو حركة تتنازع في المسمى والأهداف والتنافس على “كيكة” السُّلطة.

يظل هناك سؤالٌ مُلِحٌ هل الانشقاقات ظاهرة سياسية طبيعية؟ تتوقّف الإجابة على هذا السؤال عن نوع الحزب إن كان حزباً عقائدياً أو طائفياً أو غير ذلك، على الرغم من ذلك فإنّ علماء الاجتماع عرفوا الحزب بأنه «مؤسسة اجتماعية تؤسسها مصلحة مشتركة جامعة تنعقد إرادة المنتسبين اليها اختيارياً على تحصيلها وتحسينها وصونها وحمايتها على تعزيزها والغالب ان تلك المصلحة لا تتحقق إلا عن طريق السلطة».

وإذا أخذنا حزب الأمة القومي كنموذج للأحزاب الكبيرة والتي أدت أدوارا متعاظمة في تاريخ السودان والتي بدورها أصيبت بداء الانشقاقات، وإذا نظرنا للأسباب الحقيقية للانشقاقات خلال مسيرته الطويلة والانشقاقات التي ضربت الحزب منذ قبل العام 2005 أثّرت بصورة كبيرة على دوره الريادي والوطني والانشقاقات لم تستثنِ حزب أو حركة إلا وضربته مع اختلاف الدواعي والأسباب.

أعتقد حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي وكافة الحركات المسلحة والأحزاب السياسية بحاجة الى معالجة كافة المشاكل والتحديات خاصةً المُتعلِّقة بتنفيذ الترتيبات الأمنية وترتيب الناحية التنظيمية والإدارية لهذه الحركات والأحزاب على حدٍّ سواء، ولا شك أنّ هذه الانشقاقات تمثل حجر عثرة أمام التحوُّل الديمقراطي.

 

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى