محمد علي التوم من الله يكتب: شاشات التلفاز حبل غسيل الفضائح العالمية 

محمد علي التوم من الله يكتب: شاشات التلفاز حبل غسيل الفضائح العالمية

 

كلامتير

محمد علي التوم من الله

شاشات التلفاز حبل غسيل الفضائح العالمية

التلفاز هو الأكثر مشاهدة في هذا الشهر الفضيل شهر التوبة والغفران، ولعل المحطات التلفزيونية والفضائيات عالمية ومحلية تنشط برامجها بشكل فاعل وغير مسبوق فيما عداه من شهور السنة الأخرى في التنافس لجذب أكبر عدد من المشاهدين، وهي أيضاً من وراء ذلك يجني الكثير منها أرباحاً في الإعلانات التجارية نسبة لتميُّزها في جذب المشاهدين، ومن بين ذلك فإن البرامج التلفزيونية ليست وحدها التي يعتلي المثير منها قائمة المشاهدة. وإنما نشرات الأخبار لأخبار تجري خلال هذا الشهر المعظم تنفرد بالمتابعة.

ولعل الرئيس الأمريكي السابق ترامب الذي شغلت محاكمته الناس في عدة قضايا منها قضية الممثلة الإباحية تعتبر من ضمن المسلسلات الواقعية التي يتابعها الجمهور في كل أنحاء العالم. فيما مضى كانت بعض مناشط المنافسات الرياضية العالمية التي تنظمها (الفيفا) تتزامن مع شهر رمضان، فانشغل الكثيرون من المشاهدين وفي مقدمتهم الشباب بالمتابعة، لذا فإن الفضائيات التي جعلت من العالم وحدة مصغرة لم يك من ضمن برمجتها أن تتناسب مع التزامن في تقدير مقدسات الشعوب أو حتى تقدير مشاعرهم فيما غير ذلك، فخلطت الحابل بالنابل.

ونذكر أنه في أحد أعياد الأضحى المبارك كانت أنظار مشاهدي الأخبار العالمية عبر التلفاز تتجه لمشهد إعدام الرئيس الأسبق العراقي صدام حسين حينما احتلت أمريكا العراق.

والمدهش أن مجريات محاكمة الرئيس ترامب تصدرت الأخبار في هذه الأيام طاغية على تداعيات أخبار بوادر اندلاع حرب عالمية ثالثة بمضاعفات التصعيد والاستقطاب الذي أفرزته الحرب الروسية الأوكرانية والذي صنفته روسيا بأنه حربها ضد المعسكر الغربي لحلف الناتو متحالفاً مع أمريكا.

وتدخل محاكمة الرئيس ترامب في تهمة الممثلة الأمريكية الإباحية كفضيحة، ولقد اعتذر أحد المحللين الإخباريين من الخبراء العالميين الذين تستضيفهم بعض الفضائيات، اعتذر بأن هذه القضية أتاحت له فرصة ذكر فضائح أخرى لخصوم ترامب السياسيين من الديمقراطيين، وأن ذلك لا ينبغي أن يزحم به المشاهدين المسلمين في شهر رمضان المعظم تقديراً لمشاعرهم. وفي الوقت الذي يدعونا فيه العالم خصوصاً الذي يدعي الحضارة والتطور لمشاهدة فضائح كباره عبر الشاشات التي صنعتها أيديهم.

في هذا الوقت يتيح شهر رمضان المعظم فرصة للعالم أن يستمتع بسماحة الإسلام ودعوته لمكارم الأخلاق، من خلال البرامج الأخرى التي تنفرد بها بعض أجهزة الأعلام، وكذلك لما تعكسه تلك الفضائيات والإذاعات من تلاحم المجتمعات المسلمة في صفوف تكافلية وترؤس حضاري في أداء الصلوات والتراحم فيما بين غنيها وفقيرها.

بل والدعوات بأن يعم العالم السلام والعدالة.

المشاهد العظيمة الراقية المؤثرة التي تعكسها فضائيات المملكة العربية السعودية والفضيات الأخرى لنقلها لشعائر عمرة رمضان وصلاة التراويح والدعاء وتلاوة القرءان الكريم، أكيد تلك مشاهد مشرفة.

نسأل الله أن يتقبل من كل العاملين عليها والمشرفين والممولين بذلهم وعطاءهم هذا في هذا الشهر الكريم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى