الحسين أبو جنة يكتب : احتيالٌ سياسيٌّ!!

28 ديسمبر2021م

 

* الٲخ التوم هجو سياسي عنيد مثير للجدل.

ظل يطلق تصريحاته المربكة من منصات متحركة يصعب مراقبتها.

* وبسبب تلك القاذفات, ٲصبح يسبب صداعاً دائماً لخصومه السياسيين. كلما أطلق مدفعيته الثقيلة على الضفة الٲخرى, حيث تتخندق مجموعة الٲربعة خلف شعار اللاءات المعلومة.

* وكان جريئاً في حديثه لفضائية الحدث ليلة 25 ديسمبر عندما وصف موقف عملية تبني (أحزاب الفكة) لتلك المظاهرات بالاحتيال السياسي.!!

* العبارة تبدو قاسية على مسامع تلك الأحزاب، وإن كانت دقيقة بمقاييس الوزن والثقل الجماهيري الذي تتمتّع به احزابٌ سياسية معلومة لدى ذاكرة تاريخ الانتخابات في السودان.

* وحتى تلك الحقيقة ذات الصلة بالوزن الانتخابي الثقيل قد طرأت عليها متغيِّرات جوهرية كان لا بد من حدوثها في إطار مواكبة مُتغيِّرات الزمن وظهور أجيال عصرية جديدة تنظر إلى الحياة العامة كلها بمنظار عصري مختلف.

* وتماهياً مع حقيقة المتغيرات ذات الصلة بكيمياء السياسة السودانية، خلال الـ(4) الأربعة عقود الماضية، يمكن ترجيح صحة الاتهام الذي وجّهه التوم هجو لتلك المجموعة, بأنّها تُمارس الاحتيال السياسي بادعائها امتلاك رصيد جماهيري ضخم بحجم ذلك الحراك الكبير.

* وحراك الشارع السوداني في يومي 19 و25 ديسمبر رغم ضخامته، إلا أنه لا يُشكِّل مهدداً مباشراً على جماعة الثورة التصحيحية، بسبب صراعات مستعرة بين مكونات الحرية والتغيير، وخاصّةً الأحزاب السياسية، التي يتبادل قادتها الاتهام بالخيانة وسرقة الثورة، في لحظة تم فيها تحجيم دور المهنيين بصورة تدعو الى الشماتة والشفقة معاً!!

* تصريح التوم هجو بشأن الاحتيال السياسي، سيكلفه الكثير جداً، من خلال ارتفاع متوقع لمنحنى موجات الهجوم الكاسح والسخرية اللاذعة. ولكن يبدو أنه محصنٌ بقدر كبير ضد الانكسار أمام تلك الموجات العاصفة من رياح النقد والاستهداف الانتقائي.

* ولكن يبدو أن تفاعله الإيجابي مع رؤية المكون العسكري بشأن الثورة التصحيحية سيتكفّل بحمايته من أيِّ تداعيات مُحتملة، أو ردة فعل سياسية قد تعرِّضه إلى ما لا يُحمد عقباه، ما دام سيادته يمتلك بيِّنات وأدلة فوق مستوى الشك المعقول بشأن تهمة الاحتيال السياسي التي سوف تظل باقيةً لزمنٍ طويلٍ في دفتر رصد وتحليل السياسة السودانية.!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى