نُذُر خلافات وانقسام.. هل يعصف المسار مجدداً بالهدوء في الشرق؟!

 

الخرطوم: نجدة بشارة   16  ابريل 2022م 

تَلُوح في الأفق نُذُر انقسام ومواجهة، داخل مجلس البجا، وخلافات وسط قياداته وتنسيقية شرق السودان بسبب تسريبات تُفيد قُبُول تِرِك التّوقيع على وثيقة التّوافق التي تَعكف على صياغتها لجنة التوافق الوطني لتحل محل الوثيقة الدستورية، وتتضمّن بُنُودها ضَرورة تنفيذ اتفاقية سلام جوبا كاملةً، مِمّا يعني قبول تِرِك بتنفيذ مسار الشرق الذي سَبَقَ وأغلق ميناء بورتسودان والطريق القومي لشرق السودان لأكثر من شهر رفضاً له.

حقيقة ما دَارَ في الاجتماع؟

أوضح عضو التنسيقية العليا لكيانات شرق السودان مبارك النور عبد الله لـ(الصيحة) بأنّه كان مُفوّضَاً من قِبل التنسيقية العليا للتمثيل في لجنة التوافق الوطني، وقال إنّ الاجتماع ضمّ مجموعة التوافق الوطني بقِوى الحرية والتغيير مع مُمثلين اثنين لأحزاب تحالف النهضة بقيادة التجاني سيسي، بجانب شخصه كموفد وممثل عن الناظر تِرِك، وقال: جلسنا مع اللجنة وأملينا عليهم عددا من الشروط والمطالب، منها تضمين قضايا الشرق في الوثيقة، مع إعادة تعريف قضية الشرق بصورة واضحة، ليس قضية عادلة فقط، وإنما هي قضية تهميش سياسي اقتصادي اجتماعي أمني، وأن تُحل على مُستوى المركز مع ضرورة تضمين قرارات النائب بخُصُوص حل أزمة الشرق بالميثاق، وأشار النور إلى أن التنسيقية ومجلس البجا اشترطا على اللجنة إضافة لفظ (ما عدا مسار الشرق) على البند الوارد بالميثاق تنفيذ سلام جوبا كاملاً، وأضف إلى ذلك طالبنا بتضمين اسم اللجنة العليا لتنسيقيات شرق السودان، والمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المُستقلة في الميثاق وشركاء بالوثيقة الدستورية، ونوه بأن اللجنة استمعت إليهم وطلبت رفع أجندة الاجتماع للجنة العليا، وبيّن مبارك بأنهم شعروا خلال الاجتماع أنّ اللجنة لا تستطيع اتخاذ قرار، وأضاف: نحن ليس اختصاصنا التعديل في البنود، أو إضَافَة الشُّروط، وأوضحوا أنّهم سوف يلجأون إلى اللجنة العليا، وقال النور عقب ذلك قرّرنا الانسحاب إلى حِين صُدور قرار من اللجنة العليا.

اتهاماتٌ وردودٌ 

الأمين السياسي للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعُموديات المُستقلة، سيد علي أبو آمنة في منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

وبحسب صحف سياسية، قال إن مبارك النور غير مفوّض باسم المجلس، وأكد أنهم رفضوا حضور الاجتماع، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على تنفيذ اتفاق جوبا للسلام بشكل كامل، وأضاف: “دون أدنى اعتراض على مسار الشرق، بل للمذلة والهوان طلب موفد الناظر أن يعطوهم شراكة في مسار الشرق وتم رفض ذلك بواسطة المطلوب للعدالة الأمين داؤود ومن قِوى الجبهة الثورية المُتحالفة داخل ما سمي بقِوى الحرية والتغيير التوافق الوطني.

ورد مبارك النور على حديث أبو آمنة  قائلاً: إنّ أبو آمنة يكتب على هوائه، (كلام خارم بارم)، وإن ما كتبه ليس صحيحاً وغير دقيق، وزاد محضر الاجتماع موجود. واستدل بالآية قال تعالى (…… إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).

موضحاً بأنه مكلف من السيد الناظر تِرِك رئيس التنسيقية العليا لكيانات شرق السُّودان لحضور اجتماع للجنة التي تعمل من أجل التوافق الوطني لإخراج البلاد من هذه الأزمة التي تعيشها ويعلمها الجميع.

وكان من المُتوقّع حضور سيد أبو آمنه لهذا الاجتماع حسب ما علمت من السيد الناظر، وكان تكليفنا من السيد الناظر تِرِك قال (امشوا اسمعوهم وجيبوا ما طرحوه كتابةً نقرأه ونرد عليهم)، وبيّن أن سيد لم يحضر ولم يرد على الهاتف، وأضاف حضرت لوحدي وسمعت منهم طرحهم لميثاق سياسي وإعلان مبادئ لتوافق وطني لكل أهل السودان عدا المؤتمر الوطني، واطلعت الناظر تِرِك بما تم في الاجتماع.

ما تم الاتفاق عليه

وسرد مبارك النور ما تم الاتفاق عليه والذي تضمّن أولاً رفض مسار الشرق بمنبر جوبا رفضاً تاماً وأن يكون أحد نصوص الميثاق نصاً كالآتي: إنفاذ اتفاق سلام جوبا عدا مسار الشرق إلى حِينَ التّوافق بين أهل الشرق ولا رجعة عن ذلك.

ثانياً تعريف قضية شرق السودان كقضية تهميش سياسي وأمني واقتصادي واجتماعي وثقافي، ويجب أن تُبذل الجهود كافّة لحلها.

ثالثاً تضمين نص قرار النائب بمُراجعة مُعسكرات اللاجئين بشرق السودان في الوثيقة وعند المُوافقة بشروطنا يضمن اسم التنسيقية والمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة بالميثاق، ونوه بأنه قام بعرض ما تم بالنص على الناظر تِرِك الذي طلب منه الانسحاب من اللجنة والتمسُّك بموقفنا الرافض لمسار شرق السودان بمنبر جوبا.

خلافاتٌ عميقةٌ

أقرّ مسؤول بالحكومة وقيادي بارز بالشرق فضّل حجب اسمه خلال حديثة لـ(الصيحة) بوجود خلافات عميقة بين الناظر تِرِك، وسيد أبو آمنة، وأوضح أن الأول يبحر مع مركب التوافق الوطني، بينما يرفض سيد أبو آمنة التوافق الوطني كحلولٍ مطروحةٍ في الساحة السياسية وتتبنّاها الدولة، وقال إن كثيراً مِمّا يتم تناوله في السوشيال ميديا حالياً لا أساس له من الصحة، موضحاً أنّ لجنة التوافق الوطني تمضي بخطوات حثيثة نحو إيجاد الحلول لأزمة الشرق، وأضاف أنّه دُون توافق فلن تكون هنالك حلولٌ، وأكّد أنّ مُعظم قيادات القوى السياسية داعمون لخط اللجنة السياسية.

مُحاولة لشرعنة اتفاق جوبا

المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة كان قد أصدر بياناً أكد فيه بأن هناك اتصالات تمت في الفترة الأخيرة بين قيادات المجلس وعدد من الأحزاب السياسية وأطراف عملية السلام، وذلك في إطار سعيهم لعمل وفاق وطني مشترك لبحث قضايا الوطن وقد وجّه السيد رئيس المجلس عدداً من قيادات المجلس وتنسيقية شرق السودان، وذلك لأخذ رؤية اللجنة ومن ثم مُناقشتها والتفاكر حولها، وكانت رؤية المجلس بأنّ هنالك ثلاث نقاط رئيسية يجب أن تستبق كافة النقاشات حيال أي حديث مرتبط بقضايا شرق السودان تتمثل في أن يكون المجلس الأعلى وتنسيقية شرق السودان طرفاً رئيسياً  ومحوريا في اي اتفاق، مع الأخذ في الاعتبار قضاياه كافّة، وأن تعتمد الوثيقة التي بصدد توقيعها بأنّ قضية شرق السودان تهميش تاريخي وسياسي ثقافي اجتماعي، ويجب حلها وفق مشروع وطني ومناقشة المؤتمرات الرسمية كافّة، ولا سيّما مقررات مؤتمر سنكات وتوصياته وذلك للوصول الى حل كامل لمشكلة الشرق عبر منبر تفاوضي مُنفصل، وبعد استلام اللجنة رؤية المجلس متمثلة في النقاط الثلاث وجدنا بأن اللجنة التي تم الاجتماع بها مُنحازة وتسعى لشرعنة اتّفاق جوبا عبر التوقيع على ما سمي بوثيقة التوافق الوطني ولهذا رفضت اللجنة قبول النقاط الثلاث من قبلنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى