جعفر الميرغني.. سر الظهور!!

 

الخرطوم: صلاح مختار

بعودة نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، السيد جعفر الصادق محمد عثمان الميرغني إلى الواجهة بعد انقطاع ليس بالقصير وترؤسه الاجتماع الأول بالداخل وتشكيل مكتبه التنظيمي، عاد معه الحديث عن مستقبل الحزب الاتحادي الأصل في ظل غياب الرئيس محمد عثمان الميرغني الذي يتواجد بالقاهرة منذ خروجه قبل عدة أعوام. والسؤال الذي يطرح نفسه من هو الشخص المناسب ليخلف الميرغني في الموقع المهم.

يرى البعض أن ظهور جعفر الميرغني واعتلاءه منصة الحزب بالداخل وتكليفه بإدارة أكثر من ملف في هذا الوقت وحديثه عن توحيد الأحزاب الاتحادية يمنحه فرصة الوقوف أمام الجماهير وتقديم نفسه كزعيم مستقبلي للحزب. ولكن في المقابل يتخوف البعض أن الحزب يعيش أزمة وخلافاً في الرؤى والأطروحات، وهي نفس الخلافات التي أدت إلى تجزئته في الوقت السابق ما بين تيارين مؤيد للمشاركة أو رافض لها.

ولعل من الملاحظ طيلة الفترة التي كان فيها الحزب بالقاهرة يقوم جعفر الميرغني مقام رئيس الحزب في إدارة التنظيم في المخاطبات واللقاءات والندوات وحتى السفريات الخارجية. إذاً من سيخلف عرش الاتحادي الأصل في المستقبل؟

مؤهلات وخبرات

جعفر حاصل على شهادة دكتوراه عليا في نظم الاتصالات والشبكات 2014 من جامعة ليدز، ودكتوراه في الاتصالات البصرية من جامعة هدرسفلد وبكلاريوس في الهندسة الكهربائية 1989 من جامعة الخرطوم, كذلك هو أستاذ شبكات وأنظمة الاتصالات في كلية الهندسة الإلكترونية والكهربائية في جامعة ليدز منذ عام 2007 المملكة المتحدة، وكذلك زميل معهد الهندسة والتكنلوجيا في لندن وزميل معهد الفيزياء لندن ومدير معهد الاتصالات وشبكات الطاقة في جامعة  ليدز كما يشغل رئيس تحرير مجلة الاتصالات الضوئية ومستشار لجنة الكمونويلث للمنح الدراسية وعضو فريق المشاريع الدولية المشتركة في الجمعية الملكية وعضو كلية الهندسة في مجلس البحوث والعلوم الفيزيائية. وشغل العديد من المناصب فقد كان أستاذاً في جامعة (سوانسي) بالمملكة المتحدة ورئيساً لأحد الأقسام في معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات عام 2005 وحائز على جائزة التميز للبحوث 2006 وغيرها, نشر له أكثر من (350) ورقة تقنية وله العديد من البحوث والمؤلفات والجوائز البحثية.

ملف السلام

ربما تلك المؤهلات أتاحت له أن يكون قريباً من مولانا الميرغني الذي كلفه طبقًا لمصادر تحدثت لـ(الصيحة) بالكثير من الأعباء الخاصة بالحزب، مثلما طلب منه أن يلتقي فريق الوساطة والحركات المسلحة في جوبا حيث توجه جعفر إلى جوبا تلبية لدعوة من الحركة الشعبية الحزب الحاكم في جنوب السودان يرافقه وفد كبير من قيادات الحزب الاتحادي يضم أكثر من ٣٠ قيادياً. وأوضح المصدر أن الوفد سيبحث مع الحركة الشعبية بجنوب السودان سبل تطوير العلاقة بين الحزبين وتبادل وجهات النظر معها حول القضايا التي تهم البلدين والمنطقة والتشاور حول شؤون الساعة ودفع ودعم مساعي السلام التي ترعاها حكومة جنوب السودان.

دعم السلام

من الأشياء الملفتة والملفات العديدة التي أسندت إلى جعفر في الحزب ملف السلام، ومثلما ذكرت سبق أن توجه إلى جوبا لدعم عملية السلام، بيد أنه وقع في القاهرة إنابة عن الحزب اتفاقاً بين الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وحركة جيش تحرير السودان، حيث قال إن هذا العمل تمّ بتوجيهات رئيس الحزب مولانا الميرغني .وأعرب عن سعادته للتوصل إلى هذا الاتفاق المشترك. وقال (إنني أرحّب بصداقة الأخ القائد مناوي، وأشكره على روحه الطيبة، سائلاً الله أن يوفقنا لما فيه الخير لوطننا ومواطنينا.) وأضاف: إننا نعمل منذ فترةٍ طويلةٍ، في إطار جمع الصفّ الوطني، وتوحيد الجهود، لتحقيق تطلعات الوطن والمواطن: في السلام والتنمية والعدالة والمساواة.

استفتاء شعبي

لأكثر من عام لم تحتشد جماهير الاتحادي كما تداعت مؤخراً في أكبر حشد اتحادي لاستقبال نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، السيد “جعفر الصادق محمد عثمان الميرغني” بشرق النيل، كأنما الحشد استفتاء لشعبية الرجل وعودة الاتحادي إلى الواجهة ولا ينقص تلك الاحتفالات سوى إحساس داخلي بأن الحزب يضعفه التشتت الذي أصاب معظم الأحزاب السودانية. وشعور البعض أن الساحة السياسية افتقدت الحزب القائد الذي يلتف حوله الجميع، وعندما عاد الحزب كانت سانحة لإطلاق حملات إعادة بناء الحزب ولم شمله. وتعهد  جعفر الميرغني، خلال الاحتفال الذي جرى بمزرعة القطب الاتحادي رجل الأعمال عصام الشيخ بمنطقة سوبا شرق، بالعمل على لم شمل الحزب وإعادته لسيرته الأولى وتحقيق الوحدة الاتحادية.

لم الشمل

ولعل إعلان عودة القيادي عصام الشيخ إلى حضن الحزب الاتحادي الديمقراطي ضربة بداية لحملة لم الشمل الحزب متعهداً بالعمل مع قيادة الحزب الاتحادي من أجل لم شمله لمجابهة الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وطمأن الشيخ نائب رئيس الحزب الاتحادي بأن شرق النيل جميعها “ختمية واتحاديين” وأن الانتصار في معركة الانتخابات القادمة سيبدأ من شرق النيل، وقال إن مقدم السيد جعفر إلى أهله وقبوله دعوتهم سيكون أكبر دافع للم الشمل.

ملفات مهمة

واحدة من الملفات التي اضطلع بها جعفر الميرغني خلال الفترة الماضية التواصل مع متضرري السيول والفيضانات، وتفقد أحوالهم، وتقديم العون المعنوي والمادي لهم، لتجاوز المرحلة الصعبة التي يعيشها أهلنا جميعاً. وقال إن بلادنا تمرّ بمحنة عصيبة، وتتأزم الأوضاع السياسية والإنسانية، ولكن هذا لا يجعلنا نيأس، بل يزداد إيماننا بقيمة التضامن الإنساني، فإن الرسالة التي نتلقاها من هذه المحن، أن الوقت الآن، هو وقت للوحدة، والتضامن. وقال إننا ننظر إلى الحالة التعليمية بقلق، ونثق في قرار الحكومة الانتقالية، وندعوها إلى توسيع قاعدة المشورة الشعبية.

رأي مختلف

القطب الاتحادي علي نايل دائماً لديه رأي مختلف وإن كان في الحق لا يخشى لومة لائم، وهو يقول: لن أقبل أن يكون هنالك خلاف داخل بيت الميرغني بين نجلي الميرغني جعفر والحسن، وبالتالي وهو ما ينتقص من الحديث حول المرشح في المستقبل لزعامة الاتحادي الأصل ورغم أنه يقول لـ(الصيحة) إن جعفر شخص (ما بطال) وما فيه عيب إلا أنه يرى أن هنالك مشكلة بينه وأخيه الحسن وضحت انعكاساتها في اللقاء الجماهيري بشرق النيل، وبالتالي يرى الأولى وحدة بيت المراغنة قبل الدعوة لوحدة بقية الفصائل وهو أهم من أي حاجة أخرى، وأكد أن الطريقة الختمية والميرغنية لديها عدة وعتاد وقوة وهو الأصل في الطريقة الختمية، ولفت أن كل منسوبي الاتحادي الأصل هم من الرأسمالية التي تدعم الحزب، ولذلك إذا كان الحزب منقسماً إلى قسمين يعني الطريقة أيضاً منقسمة إلى قسمين مما يتسبب في ضرر للحزب، وقال: كاتحاديين نؤمن برئاسة محمد عثمان الميرغني، بيد أنه غير قادر الآن على قيادة الحزب، ولذلك المفروض يكون هنالك بديل يأتي عن طريق المؤتمر العام، وأن يكون محمد عثمان الميرغني رمزًا أو راعياً للحزب، وأكد أن الميرغني كان قوياً عندما كان رئيساً للتجمع المعارض، ولكن خُذل من الشريف زين العابدين الهندي ومبارك الفاضل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى