علي يوسف تبيدي يكتب : من “إمارات الخير .. رمضان أحلى في السودان

3 ابريل 2022م

 

تُغالب حياة الإنسانية وانتماءاتها كل الظروف والتعقيدات ، لتتنزل من بين الشعوب بعضها فوق بعض ، حيث لا حواجز، ولا اعتمالات ، نهر من سلسبيل يتدفق ليروي أي أرض وإن كانت بعيدة التلاقي ، تتجاسر أواصر الإنسانية التي تربط بين الشعبين السوداني والإماراتي وتاريخهما الطويل الممتد على كل السدود الشواهق، وها هي “إمارات” تلك العلاقة واياتها وشواهدها تترى،  دعماً بآلاف الأطنان مقدماً من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام والرئيس الأعلى للأمومة والطفولة ضمن جسر جوي.

و”أم الإمارات” لديها قلب يشعر بأشقائها في السودان الكبير، هم أهلها الذين تذكرت أوضاعهم في لحظات سراء يعايشها البلد الغني بموارده، الفقير بعدم استغلالها، إن دولة الإمارات العربية المتحدة هي بلادنا التي هاجر إليها آباؤنا وأبناؤنا، البلاد التي احتوتهم وحقّقوا فيها أحلامهم وطموحاتهم صنواً بصنو مع أشقائهم الإماراتيين، بيد يبنون مع إخوتهم الإماراتيين، وبيد أخرى لا يبخلون على أهلهم في السودان، وعلى طموحاتهم في العودة لوطن ينتظرهم، وإن الإشادة المستحقة منا نحن شعب السودان لسمو “أم الإمارات”، و”أمّنا” جميعاً أنا من قبيل من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فهي تستحق منا الامتنان على اياديها البيضاء، في شهر الرحمة والغفران، إن أربع طائرات محملات بالمؤن للسودانيين على كبر محتواه المادي، لكن تعبيره المعنوي ذو أثر يترك راحة في النفوس والقلوب، ويومض بالذاكرة، ويحتفظ برد الجميل الذي يأمله السودانيون مع أمثال الشيخة فاطمة سموها ومقامها في الإنسانية أرحب وأسمى.

إن الولايات الست التي ستستقبل “سلة رمضان” من الشيخة فاطمة ودولتها الإمارات ، إنما هي أيادٍ مرفوعة بالدعاء والإخلاص والسؤدد لصاحب هذا الصنيع، وإنما هي الرحمات التي تتنزّل في شهر رمضان المعظم، تلك التي يقيضها الله لصائمي الشهر الفضيل، وهي التي تصنع العلاقة العابرة لحدود الدول ودساتيرها ومواطنيها، إنها العلاقة الأسمى والأجل، فوق أن مبادرة سمو الشيخة فاطمة تنفذ سنوياً وهي تأتي في إطار اهتمامها بالأوضاع الإنسانية ومساعدة الأسر، خاصة في ظل الظروف التي خلفتها جائحة كورونا وما فرضتها من تحديات صحية ومعيشية صعبة.

إن الشعب الإماراتي المتمثل في قيادته سمو الشيخ محمد بن راشد، وسمو الشيخ محمد زائد، وكل قادة وأركان إمارات الخير لهم منا التحيات الكبيرة، في صنيعهم الذي يتجاوز كل رهانات المصالح، للشعب ومن الشعب، لمن ظلت أياديهم ممدودة دون نظام سياسي، أو حكومة سابقة وفائتة، إنه ذات الروح الذي يدفعنا والوجدان لنسطر هذه الكلمات، ومن لا يذكرك وقت الشدة تنتفي عنه صفة “الصديق وقت الضيق”.

ولمهندس هذه العلاقة والوصل التلاقي في بلادنا سفير الإمارات بالخرطوم حمد الجنيبي ودوره في رفع مستوى العلاقة، إن الجنيبي سنلتقيه في هذه الإنسانية، إذ كلما ادلهم أمر رأيناه متلفحاً ثوبه وخارجاً لمقابلة أبناء وطنه الثاني السودان، في الخرطوم وخارجها لأنّ دولة الإمارات ظلّت مستمرة في تقديم الدعم للسودان في المجالات الخيرية والإنسانية والتنموية، وحسبنا ما قاله عن تلك المكرمة السنوية بقوله “إنّ الدعم من سمو الشيخة فاطمة هو تقليدٌ إماراتيٌّ راسخٌ وسُنةٌ حميدةٌ في تقديم البر والتواصل لدى شعب الإمارات، موضحاً أن تخصيصها للشعب السوداني ينم عن مشاعرها الطيبة وتعاطفها الإنساني الراقي الذي عُرفت به، ويدل على اهتمامها بالشعب السوداني مثل اهتمامها بشعبها في الإمارات”، رفعت الأقلام وجفت الصحف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى